دبي: يمامة بدوان تسعى القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2018 في دورتها الخامسة لاستعراض القدرات الواسعة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في دعم خطط واستراتيجيات التنمية المستدامة على المستوى العالمي، وذلك في ظل الإنجازات التي حققها الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات والصناعات، حيث تشهد القمة، تبادل النقاشات والأفكار والرؤى بين نخبة من الخبراء، وصناع القرار وأصحاب الرأي من القطاعين العام والخاص وذوي الاختصاص في مجالات الاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي، عبر تبني أحدث التقنيات الإحلالية التي من شأنها تسريع عملية التحول الأخضر، وذلك في إطار الجهود المبذولة من الهيئات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية لحماية الكوكب من آثار التغير المناخي.تُعقد القمة في دورتها الخامسة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وذلك يومي 24 و 25 أكتوبر المقبل في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، وتنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بالتعاون مع مجموعة من الشركاء الدوليين، تحت شعار «تعزيز الابتكار، قيادة التغيير»، وتركز على 3 محاور رئيسية، هي رؤوس الأموال الخضراء، والتحول الرقمي، والقيادة والتفاعل المجتمعي، كما تطرح القمة على طاولة النقاش قدرة الذكاء الاصطناعي على تسريع ودعم جهود الاستدامة في ظل التساؤلات، التي يتم تداولها والتطورات المتسارعة في النواحي التقنية، بالرغم من مساهمة هذه التقنيات في تحقيق إنجازات ملموسة في المجال البيئي، إلاّ أن هناك من يتخوف من بعض الآثار السلبية على المدى الطويل، في ظل الاعتماد المتزايد على هذه التقنية على حساب العامل البشري، فضلاً عن التحديات الأمنية وتلك المتعلقة بالخصوصية التي يطرحها تضمين الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، حيث يبحث الخبراء من خلال الندوات وورش العمل في القمة، إمكانية البناء على المزايا والفوائد التي يوفرها تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. قفزات نوعية ساهمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق قفزات نوعية في مجالات متعددة، تشمل المركبات ذاتية القيادة، وخدمات المساعد الصوتي، والارتقاء بمستوى الخدمات، وغير ذلك من المجالات، كما ساهم الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي في تطوير السيارات الكهربائية والروبوتات، وهي التطبيقات التي تساهم بشكل كبير في جهود التحول للاقتصاد الأخضر، فالسيارات الكهربائية تساهم في انخفاض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كما يساهم التقدم في برامج الذكاء الاصطناعي في تطوير أسس متقدمة للقيادة الذاتية، وفي الوقت ذاته، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في تحسين جودة تخزين الطاقة المتجددة. مشاريع وطنية وفي هذا السياق، قال سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «تتماشى استراتيجيتنا ومبادراتنا مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتعزيز التنمية المستدامة في الدولة، وتشكل جانباً حيوياً من مئوية الإمارات 2071 الهادفة إلى أن تصبح الإمارات أفضل دولة في العالم، ورؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021، بالإضافة إلى سعينا المتواصل لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 والتي تهدف إلى توفير 7% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2020، و25% بحلول 2030، و75% بحلول 2050، التي تهدف إلى أن تصبح إمارة دبي مركزاً عالمياً للاقتصاد الأخضر، كذلك إطلاق سموه لاستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة الرامية إلى تحقيق اقتصاد وطني رائد في تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي».وأضاف: «قمنا بإطلاق العديد من المشاريع المبتكرة التي ترتكز في مضمونها على التطبيقات المتعددة والحلول التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تأكيد ريادتها العالمية في مجال تقديم أفضل الخدمات الحكومية». مبادرات مبتكرة وفي هذا الإطار، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي مبادرة «ديوا الرقمية»، الذراع الرقمية للهيئة، حيث تسعى لتطبيق نموذج رقمي رائد يعتمد الابتكار في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي، وتهدف الهيئة لأن تكون أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم تعمل وفق أنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، من خلال التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتأتي هذه المبادرة كجزء من مبادرة X 10 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - رعاه الله، لتطوير خدمات حكومة دبي لتطبق اليوم ما ستطبقه مدن العالم الأخرى بعد 10 سنوات.وتعمل مبادرة هيئة كهرباء ومياه دبي وفق 4 محاور، أولها إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية بدبي، وثانيها تشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين مبتكرة بما يتماشى مع استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، ويركز المحور الثالث على التوسع في استخدام الحلول المتكاملة للذكاء الاصطناعي لتكون دبي أول مدينة في العالم تقوم خدماتها للكهرباء والمياه على تقنيات الذكاء الاصطناعي، فيما يعمل المحور الرابع على الاستفادة من التقنيات الحديثة في توفير خدمات عالمية المستوى على مدار الساعة في الإمارة. كما افتتحت الهيئة مؤخراً مركز «التحكم الرقمي» للهيئة الذي يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي، والذي يعد الأول من نوعه في الدولة من حيث توظيف هذه التقنية للمراقبة الاستباقية للبنية التحتية الرقمية وقنوات الخدمة لدى الهيئة، ويقوم المركز بمراقبة جميع قنوات الخدمة لدى الهيئة بما في ذلك الخدمات المقدمة عبر مراكز المستقبل لإسعاد المتعاملين، وموقع الهيئة الإلكتروني، والتطبيق الذكي. منصة مثالية وفي ضوء هذه المعطيات، فإن القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2018، تستهدف توفير منصة مثالية، يمكن من خلالها للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً في تخفيض البصمة الكربونية في المنطقة من خلال تطبيقاته المختلفة. وتوقعت مراكز بحثية عالمية متخصصة بالاستشارات الإدارية والخدمات المهنية، أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 182 مليار دولار بحلول عام 2035، على أن يكون القطاع المالي أكبر المستفيدين من تطبيقات الذكاء الاصطناعي تليه قطاعات العناية الصحية والنقل والتخزين. مبادرات ريادية تم إطلاق العديد من المشروعات والمبادرات والبرامج المعتمدة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي ستساهم بشكل فعال في دعم جهود التحول للاقتصاد الأخضر، وأبرزها مبادرة «دبي المدينة الذكية» لتحويل دبي إلى «مدينة ذكية»، بحيث يتم إدارة كافة مرافق وخدمات المدينة عبر أنظمة إلكترونية ذكية ومترابطة، وتوفير الإنترنت عالي السرعة لكافة السكان في الأماكن العامة، وتوزيع أجهزة استشعار في كل مكان لتوفير معلومات وخدمات حية تستهدف الانتقال لنوعية حياة جديدة لجميع سكان، وزوار إمارة دبي. كما أطلقت إمارة دبي برنامج «مسرّعات دبي المستقبل» - المنظومة المبتكرة التابعة لمؤسسة دبي للمستقبل والهادفة إلى ربط الجهات الحكومية بأكثر شركات العالم ابتكاراً، ضمن القطاعات الاستراتيجية لإيجاد حلول فعالة لأكثر التحديات المستقبلية إلحاحاً، واستغلال أهم الفرص التي يوفرها الجيل القادم من نماذج الأعمال وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة. وفي ظل هذه المعطيات، فإن القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2018 تتبوّأ مركزاً ريادياً، كمنصة مهمة لتبادل الآراء والخبرات بين الحكومات وكبريات الشركات والمؤسسات لتبني الحلول والتقنيات الذكية التي من شأنها دفع مسيرة التنمية المستدامة والتحول نحو اقتصاد أخضر مستدام. أهمية التحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي وفقاً لما ذكره تقرير علمي، فإن الذكاء الاصطناعي سيقود تحولات الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة، حيث من المتوقع أن يساهم بما يقدر بنحو 15.7 تريليون دولار في نمو الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030 وهو ما يزيد على الناتج الإجمالي الحالي للصين والهند مجتمعين، وقد أدركت الحكومات وشركات القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط أهمية التحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات التكنولوجية المتقدمة، لما له من تأثير إيجابي على اقتصاد المنطقة، حيث من المتوقع أن يحقق الشرق الأوسط نسبة 2% من إجمالي المكاسب العالمية من تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 وهو ما يعادل بنحو 320 مليار دولار.
مشاركة :