التهيئة النفسية للطلبة المستجدين ضروريـّة لانطلاقهم نحو الـنجاح

  • 8/26/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل اليوم الأول في المدرسة لبنة أساسية في حياة الطلاب المستجدين؛ كونهم يدخلون عالمًا جديدًا، وفي هذا العالم تكون الانطلاقة الأولى نحو الالتزام بالدوام المدرسي، حل الواجبات والمذاكرة للامتحانات، الى جانب العديد من الأمور التي يتعلم فيها الطالب الانضباط والالتزام تجاه المتطلبات المدرسية، لذلك من الضروري تهيئة الطلبة نفسيًا قبل بدء العام الدراسي، خصوصًا الطلبة المستجدين.ولا بد أن يكون هناك تعاون بين أولياء الأمور والمدرسة حول تهيئة الطالب المستجد نفسيًا؛ ليتمكن من الانخراط في الأجواء الدراسية بحب، وأن يكون لديه شغف حول الدراسة، فالتهيئة النفسية ضرورية للطالب، فمن خلالها يتمكن من المواصلة في الدراسة منذ اليوم الأول حتى تخرجه من المدرسة بالمرحلة الثانوية. وحول هذا الشأن التقينا بالقائم بأعمال رئيس مركز الإرشاد النفسي والأكاديمي بإدارة الخدمات الطلابية الأستاذة عائشة الزعبي التي أطلعتنا على أهم خطوات التهيئة النفسية للطلبة، فكان اللقاء على النحو الآتي:حول هذا الشأن، قالت الزعبي: «أوّل يوم على مقاعد الدراسة هو يوم للذكرى وللتاريخ الشخصي لأي طالب، فهو بداية سنوات العمر في المدرسة، وهو المحطّة المهمة التي يعلّق عليها أولياء الأمور آمالهم بداية لانطلاق أبنائهم وبناتهم نحو النجاح والتفوق والتميز، وتُعد التهيئة النفسية من أهم الجوانب التي يحتاجها الطالب في بداية خطواته نحو العلم والاندماج مع المحيط الخارجي والبيئة المدرسية، ولها دور كبير في تشكيل انطباعه الأول وفكرته الإيجابية عن المدرسة والدراسة التي يمتد تأثيرها طيلة مسيرة الطالب التعليمية والسلوكية في مراحل الدراسة المختلفة. كما أن رعاية الأبناء في كل من الأسرة والمدرسة مسؤولية مهمة لا بد أن يضطلع بها كل منهما وأن يحملاها بأمانة وإخلاص، ومن هنا كان من الأولى والضروري توفير جو من الاستقرار النفسي في أول يوم دراسي للطلاب من خلال وضع برامج تعليمية وترفيهية تهدف إلى بث روح المرح والتقبل لدى الطالب للبيئة المدرسية الجديدة، وإزالة المخاوف وتقليل الشعور بالرهاب المدرسي». تهيئة الطالب جهد مشتركوأضافت «إن عملية تهيئة الطالب مسؤولية تربوية مشتركة ومتكاملة بين وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارات التعليمية والإدارات الخدمية، وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني التي تقدم خدمات التنظيم وحفظ سلامة الطلبة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وينبغي على كل طرف القيام بدوره من أجل أن يكون العام الدراسي الجديد عامًا مثمرًا وناجحًا. وتبدأ عملية التهيئة النفسية في الأسرة، إذ يُلحق الطالب بمرحلة الروضة ما يساعده على التعود والتأقلم مع الجو المدرسي والتفاعل مع الأقران».وتابعت «تتولى وزارة التربية والتعليم جزءًا كبيرًا من عملية التهيئة النفسية للطلبة المستجدين، من خلال برامج الإرشاد النفسي المقدمة من قبل مركز الإرشاد النفسي والأكاديمي للطلبة التابع لإدارة الخدمات الطلابية، وتنفيذ زيارات ميدانية مدرسية في جميع المحافظات تهدف إلى متابعة برامج التهيئة النفسية المقدمة إلى طلبة المرحلة الابتدائية، إذ بلغ عدد الطلبة المستفيدين من البرامج (26403) طلاب وطالبات في العام الدراسي 2017/‏2018، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي إلى طلبة المرحلة الانتقالية (المرحلة الإعدادية والثانوية) من خلال تنفيذ محاضرات توعوية تهدف إلى تهيئة الطلبة نفسيًا ورفع وعيهم بمتطلبات المرحلة العمرية والتعليمية الجديدة، وتنفيذ ورش عمل ضمن برنامج التهيئة المقدم إلى أولياء الأمور ليكتسبوا مهارات وفنيات التعامل مع الأبناء في المراحل الانتقالية وكيفية التعامل الأمثل مع الاضطرابات النفسية والرهاب المدرسي، كما تُنظم ورش عمل حول (الاضطرابات الانفعالية والسلوكية) لاختصاصي الإرشاد الاجتماعي بالمدارس واختصاصي الإرشاد النفسي بمركز الإرشاد النفسي والأكاديمي للطلبة؛ تهدف إلى رفع الكفاءة المهنية لديهم لكسب مهارات التعامل الأمثل مع الاضطرابات النفسية». وختمت حديثها قائلة: «ننصح أولياء الأمور بضرورة مرافقة الطالب للمدرسة في أول يوم دراسي ومشاركته في برامج التهيئة النفسية للطلبة المستجدين، فذلك يساعد الطالب على التغلب على مخاوفه والشعور بالأمان داخل البيئة المدرسية الجديدة، وفتح حوارات إيجابية وقصص شائقة مع الأبناء عن المدرسة تساعدهم على التغلب على مخاوفهم ومشاركة الأبناء في اختيار أدواتهم المدرسية ولوازمهم الدراسية، إضافة إلى تعويد أبنائهم تدريجيًا على تقليل ساعات مشاهدة التلفاز والسهر، والنوم مبكرًا والاستيقاظ في الصباح الباكر».

مشاركة :