قهوة عبدالقادر تنتصر للزمن الجميل

  • 8/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع أن الجميع على علم بمآل قهوة (مقهى) عبدالقادر (لصاحبها محمد عبدالله محمد أحمدي) بالمنامة، وأنها كانت تحتضر في قلب سوق المنامة القديم إلا أن الجميع لاذ بالصمت والسكوت حتى جاء طلب الإخلاء من مالك العقار رغم أن أصحابها متمسكون بها لأنها تمثل تاريخهم وجذورهم وتواجدهم بسوق المنامة، ولولا بعض الغيورين ومنهم الصديق رجل الاعمال الخلوق محمود النامليتي نائب رئيس اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة القديم لأغلقت القهوة وطويت صفحة جميلة كما طويت صفحات من الزمن الجميل في هذا الوطن!. في قلب العاصمة (المنامة) ووسط سوقها القديم سجلت قهوة عبدالقادر تاريخاً ثقافياً جميلاً، فما من زائر للمنامة أو متسوق إلا وله زيارة لهذه القهوة لشرب الشاي وهو ساخن في (استكانة) صغيرة مع ماء بارد في كأس يوضع على الطاولة، فيقضي الزائر لتلك القهوة الأوقات الجميلة وهو يستذكر بعض الحوادث التاريخية أو بعض الشخوص التي لها حضور مميز، وقد يستمع للأخبار ويلتقي بالاصدقاء، فالقهوة للسائح هي المكان المفضل الذي يجد فيها ضالته، وقهوة عبدالقادر من المقاهي التي لها روادها لانها تمثل الهوية البحرينية الأصيلة. قرابة الثمانين عاماً هو عطاء قهوة عبدالقادر في سوق المنامة، أجيال متعاقبة عاشت في هذه القهوة، حافظت على هويتها وبساطتها ومذاق الشاي الذي يصنع فيها، تغير كل شيء حولها وهي لم تتغير، فإذا بقرار الإغلاق النهائي ولأسباب مجهولة يفتح شهية مراكز التواصل الاجتماعي التي ضجت بسبب قرار الإغلاق مستنجدة بكل المسؤولين للتحرك قبل فوات الأوان، ففي الوقت الذي تبحث فيه بعض الدول عن كيفية بناء مقاهي نجد أن أبناء هذا الوطن والشباب منهم يبحثون عن فرصة عمل لإثبات وجودهم!. إن الحواضر والمدن العربية تشتهر بالمراكز الثقافية المختلفة مثل المجالس الأهلية، والنوادي الرياضية، والصالونات الأدبية والشعرية، والمقاهي الشعبية وغيرها، ومتى ما اختفت تلك المراكز فقدت تلك المدن بريقها ومصدر جذبها، لذا فإن أبرز ما يميز المقاهي الشعبية في البحرين هي شرب الشاي والقهوة وبعض المأكولات الشعبية القديمة مثل (ناشف اللحم والكبدة والقيمة والباجلة والنخي)، وتكون في متناول الجميع وذلك لسعرها الزهيد الذي لا يتجاوز الدينار الواحد. الجميل أن كل الأطراف قد تعاونت لإعادة فتح قهوة عبدالقادر في مكان جديد بالقرب من باب البحرين بالعاصمة (المنامة)، لتستقبل تلك القهوة التراثية زوار سوق المنامة ولتعيد تاريخ مدينة المنامة من جديد، ليس المهم إعادة بناء وترميم المباني القديمة ولكن المحافظة على رواد تلك المراكز الثقافية هو الأهم، فما فائدة وجود مبانٍ وقد انحسر أهلها منها؟! وهذا ما يأمله تجار سوق المنامة والمحرق حين يتم الاهتمام بالمقاهي القديمة التي كان لها حضورها وتأثيره، فقد كان يرتاد تلك المقاهي الكثير من الكتاب والشعراء والأدباء والرياضيين، ولعل قهوة إسماعيل العلوي وقهوة بوخلف تعتبر من أقدم قهاوي مدينة المحرق القديمة فهل يتم الاعتناء بهما وإعادة حضورهما في عاصمة الثقافة الاسلامية (المحرق)؟!.

مشاركة :