ندّدت الصين بتصريحات «غير مسؤولة» أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برّر خلالها إلغاءه زيارة وزير خارجيته مايك بومبيو كوريا الشمالية، بامتناع بكين عن التعاون في ملف بيونغيانغ، فيما أسِفت سيول لقرار اعتبرته «انتكاسة». وأبدت الخارجية الصينية «قلقاً شديداً نتيجة تصريحات مخالفة للواقع وغير مسؤولة»، مضيفة أنها قدّمت شكاوى رسمية لدى مسؤولين أميركيين، ومشدّدة على أنها ستواصل أداء دور بنّاء في العمل لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وقال ناطق باسم الوزارة: «على جميع الأطراف المعنيين (بملف كوريا الشمالية) أن يسلكوا طريق التسوية السياسية ويجروا اتصالات نشطة ويتفاوضوا ويأخذوا في الاعتبار المخاوف المشروعة لكلّ منهم». وتابع في إشارة إلى ترامب، أن على الأطراف «إبداء مزيد من الصدق والمرونة، بدل إظهار مزاج متقلّب وإلقاء الذنب على آخرين». وكان ترامب قرر فجأة إلغاء زيارة بومبيو بيونغيانغ، في اعتراف علني للمرة الأولى بتعطّل مساع لدفعها الى تفكيك برنامجَيها النووي والصاروخي. وحمّل الصين جزئياً، مسؤولية عدم تحقيق تقدّم كاف في هذا الملف، مرجّحاً إرجاء المحادثات التي يقودها بومبيو، الى حين تسوية «حرب تجارية» تخوضها بكين وواشنطن. وقال: «نتيجة موقفنا الأكثر تشدداً حيال الصين في ملف التجارة، أعتقد بأن (الصينيين) لم يعودوا يساعدون كما في السابق، في عملية نزع السلاح النووي». وأضاف: «أشعر بأننا لا نحقق تقدّماً كافياً على صعيد نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية»، علماً أنه كان تحدث عن تسوية الملف الكوري الشمالي، بعد قمة تاريخية جمعته بالزعيم كيم جونغ أون في سنغافورة في تموز (يوليو) الماضي. الى ذلك، وصفت الخارجية الكورية الجنوبية تأجيل رحلة بومبيو بأنها انتكاسة، مستدركة أن الأكثر أهمية هو أن يسعى الحلفاء الى «تحقيق تقدّم ملموس» في مسألة نزع الأسلحة النووية. وتتوقع سيول أن تواصل بكين أداء «دور بنّاء» في هذه الجهود، مشددة على أهمية «الحفاظ على رؤية بعيدة المدى، مع الحفاظ على زخم الحوار وتركيز الجهود الديبلوماسية لتنفيذ الاتفاقات بإخلاص، بدل تغيير المضمون مع كل تغيّر في الموقف». وقبل إلغاء زيارته، كان بومبيو يأمل بإحراز «تقدّم ديبلوماسي» خلال زيارته بيونغيانغ، والتي كان سيرافقه فيها ستيف بيغان، الموفد الخاص الجديد الى الدولة الستالينية. وكان بومبيو عاد خالي الوفاض من زيارته الأخيرة الى بيونغيانغ، في تموز الماضي، ونددت كوريا الشمالية بانتهاج الأميركيين أساليب «عصابات»، متهمة إياهم بالسعي الى نزع أحادي للسلاح النووي، من دون تقديم تنازلات.
مشاركة :