مصدر الصورةAFP اهتمت صحف عربية بالوضع في محافظة إدلب السورية، الخاضعة لسيطرة جماعات مسلحة، في الوقت الذي تشير تقارير إلى استعداد قوات الحكومة لشن عملية برية لاستعادة السيطرة عليها. في "الدستور" الأردنية، يقول عريب الرنتاوي إن "ملامح التفاهمات الروسية-التركية حول إدلب باتت واضحة للعيان، وهي مفصلة على مقاييس المخاوف والحسابات المعقدة لكل من الطرفين". ويوضح الرنتاوي أن "تركيا لا تريد موجات نزوح جديدة بعد أن فقدت ورقة اللاجئين قيمتها، والأهم أنها لا تريد للفصائل المحسوبة عليها أن تصطلي بنيران القصف الروسي والزحف السوري". ويضيف "في المقابل، روسيا معنية قبل كل شيء، بتصفية آخر معاقل الإرهاب في قلب سوريا المفيدة، وتمكين النظام من بسط سيطرته على محافظة استراتيجية بحجم وموقع إدلب، فضلاً عن أنها تريد أن تضع حداً، مرة واحدة وإلى الأبد، للتهديدات التي تتعرض قاعدة حميميم بالطائرات المسيرة التي تطلقها النصرة وبعض من حلفائها". بدوره، يبحث فراس عزيز ديب في "الوطن" السورية الموضوع نفسه في مقال بعنوان "ثالوث الشر ورحلة الهروب إلى الأمام: هل يجدون ضالتهم في معركة إدلب؟". يقول عزيز ديب "يبدو من الوقائع السياسية المتاحة أن معركة إدلب باتت حاجة للجميع، فالجانب السوري ومن معه يعتبرون استعادة إدلب أشبه بإنقاذ البشرية جمعاء من أسوأ خزان إرهابي متطرف عرفه التاريخ". ويضيف الكاتب "في الجانب الآخر فإنهم يرون المعركة سبباً للهروب من انتكاساتهم الداخلية، فالأوروبي يريد العودة لنغمة الملفات الإنسانية، والأمريكي يريد نقل معركته مع الدولة العميقة والديمقراطيين إلى الأرض السورية، أما التركي فهو حتماً سيكون الخاسر الأكبر". من جهته، ينتقد محي الدين المحمد في "تشرين" السورية ما يصفه بمحاولة الولايات المتحدة "لثني الدولة السورية وحلفائها عن اجتثاث الإرهاب من محافظة إدلب" من خلال "أكاذيبها المستندة إلى ذرائع الأسلحة الكيميائية والنووية". عودة اللاجئين وفي موضوع آخر مرتبط بالأزمة في سوريا، بحث البعض دعوات صدرت مؤخرا لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بالرغم من عدم انتهاء الحرب بعد. يقول إبراهيم عوض في "الشروق" المصرية إن "امتناع السلطات السورية عن قبول عودة كل اللاجئين يعنى تحول بعضهم، قليل أو كثير، واقعياً إلى مقيمين دائمين فى البلدان التى تأويهم". ويرى عوض أن هناك عوامل تجعل عودة اللاجئين ذات أولوية في الوقت الحالي. ويلخص الكاتب هذه العوامل بالقول "العودة ستثبت أن النظام الحاكم قد انتصر بالفعل وبأنه يبسط سيطرته على الإقليم السوري، وهي ستعني اعتراف المجتمعين الإقليمى والدولي بذلك، ما يفيد فى تدعيم شرعية النظام. العامل الثاني هو إصرار بلدان اللجوء على عودة اللاجئين إلى سوريا لتخفيف العبء الاقتصادي الواقع عليها وتفادي الأثر المحتمل على تكوينها السكاني خصوصاً". من جهته، يرى خير الله خير الله في "العرب" اللندنية أن "هناك ثغرات كثيرة في السياسة الروسية المتبعة تجاه سوريا" تتمثل في الدعوة إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. وفي مقال بعنوان "الثغرة الأكبر في المشروع الروسي"، يقول الكاتب إن من يريد الخير لسوريا عليه الابتعاد عما يصفه بـ"حلف الأقليات" والذي "يجمع حالياً بين النظام السوري وروسيا وإيران وإسرائيل". ويضيف الكاتب "لن يتقدم المشروع الروسي في سوريا خطوة إلى الأمام في غياب القدرة على الخروج من لعبة حلف الأقلّيات".
مشاركة :