الكفاح اليومي لسيدة عراقية لتأمين لقمة العيش لأحفادها الـ22

  • 8/26/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فقدت سناء إبراهيم أربعة من أبنائها وزوج ابنتها ودمر منزلها خلال سيطرة داعش وفي معارك استعادة السيطرة على الموصل بشمال العراق، وباتت في نهاية المطاف مسؤولة عن تربية 22 حفيداً فقدوا آباءهم خلال تلك الفترة.ولا تتوقف هذه السيدة المعروفة بلقب أم فراس (61 عاماً) في أي لحظة عن بذل الجهود للعناية بأحفادها، ومن واجباتها تغيير ملابس الأطفال الصغار ومتابعة ما يقوم به الأكبر منهم وتأمين عيش 32 شخصاً هم أفراد هذه الأسرة الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و71 عاماً.كان اثنان من أبناء هذه السيدة، فراس وغزوان وزوج ابنتها مسعود، خطفوا على يد تنظيم داعش خلال سيطرته التي دامت ثلاث سنوات بين 2014 ونهاية 2017 على مدينة الموصل. وقالت لوكالة فرانس برس إنه تم على "الأرجح قتلهم" لأنهم كانوا عناصر في قوات الأمن وتعتبرهم داعش بذلك "مرتدين".خلال العمليات التي نفذتها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على الموصل، تعرضت أم فراس لنكبة جديدة بفقدانها ابنها يوسف (20 عاماً) وابنتها نور (18 عاماً) اللذين أصيبا برصاص قناص لدى محاولتهما الهرب من المدينة القديمة في الجانب الغربي المدينة، على حد قولها. وباتت هذه السيدة اليوم مسؤولة عن تربية 22 حفيداً بالإضافة إلى رعاية زوجها المصاب بمرض الزهايمر. وما زاد معاناتها هو أنها أصبحت وزوجها وأفراد عائلات أبنائهم الأربعة على قارعة الطريق لأن منزلهم تحول إلى حطام كما هو حال جميع مباني المدينة القديمة التي ما زالت على هذا الحال. وبسرعة وجدت أم فراس منزلاً لسكن عائلتها في الجانب الشرقي من المدينة الذي تعرض إلى دمار محدود، واستأجرت بيتاً مساحته 150 متراً مربعاً بمبلغ 500 ألف دينار (حوالى 370 دولار) وهو مبلغ كبير في الظروف التي تواجه هذه السيدة المسؤولة عن عائلة جميع أفرادها عاطلون عن العمل.وتقول أم فراس "نعيش بالاعتماد على الخيرين من أهل الموصل، بدونهم سنموت من الجوع والأمراض". وخلال لقاء فرانس برس مع أم فراس، وصلت سيدة في الخمسين من العمر توزع أكياساً تحوي ملابس ومواد غذائية سلمتها إلى سناء إبراهيم وغادرت المكان بسرعة.واكتفت هذه السيدة التي رفضت الكشف عن اسمها "اتفقت وابني وكلانا موظفان حكوميان على استقطاع جزء من رواتبنا لشراء مواد غذائية ومساعدات لتقديمها للعائلات المنكوبة".قامت أم فراس وهي تتحدث بغسل وجه أحد أحفادها ثم التفتت لتنهي شجاراً بين اثنين آخرين فيما كانت زوجة أحد أبنائها تواصل طبخ طعام لهذا العدد الكبير من الأطفال في مطبخ صغير مجاور. وقالت بعد ذلك "لا أتمنى سوى تحقيق هدفين هما العثور على جثث أولادي المفقودة (...) وتربية أحفادي ليكملوا دراستهم ويحصلوا على وظائف جيدة ليستطيعوا حماية أنفسهم".وأضافت "لا أريد أن ينزلوا إلى شوارع الموصل للاستجداء كما يحدث مع غيرهم من الأيتام"، وهي قضية تثير قلق المنظمات الإنسانية. ورغم عدم إعلان إحصاءات رسمية، تقدر هذه المنظمات عدد الأيتام في مدينة الموصل وحدها بنحو ثلاثة آلاف. وأقسمت السيدة سناء التي بدت "فخورة جداً" لأن جميع أحفادها اجتازوا الامتحانات النهائية، على العمل ليستمر نجاحهم في الدراسة. وقالت إحدى حفيداتها إيمان غزوان (12 عاماً) "سأواصل الدراسة وأذهب إلى الجامعة لأصبح طبيبة".

مشاركة :