ليلاس سويدان | طيلة سنوات الصراع العربي الاسرائيلي كانت أفلام ومسلسلات الجاسوسية، أو المأخوذة من ملفات الاستخبارات المصرية، تشعر المشاهد بنصر «نفسي» على العدو الإسرائيلي، ولكن يبدو أن اسرائيل، التي قررت أن تلقي صاروخاً سينمائياً يحطم ما تبقى من ذلك الشعور العربي بالانتصار بأي شكل كان على اسرائيل، هذا الشعور الذي كان يجعل الشوارع تفرغ من المارة عند عرض مسلسل «رأفت الهجان»، أو صالات السينما تمتلئ عند عرض «الصعود إلى الهاوية» و «الطريق إلى إيلات». فيلم «الملاك» أو الرواية «الإسرائيلية» لدور رجل الأعمال المصري أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، المستشار المقرب من الرئيس السادات، في الحرب الاستخباراتية بين مصر واسرائيل، أثار الضجة بالطبع قبل عرضه، ومنذ أن نشر الفيديو الترويجي للفيلم على يوتيوب، وكان هناك رد فعل غاضب من المصريين والعرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبروا الفيلم دعاية لمصلحة إسرائيل، وتزييفا للتاريخ. ويذكر الإعلام المصري أن الفيلم أو الرواية الإسرائيلية تتجاهل، في إطار بحثها عن بطولة تاريخية مفقودة، كل الإشارات والتصريحات المصرية حول كون «مروان» عمل لمصلحة القاهرة لا تل أبيب، وكان جزءا من خطة الخداع الاستراتيجي قبل وأثناء حرب أكتوبر، وتدعي أنه ذهب بنفسه عام 1969 إلى السفارة الإسرائيلية في لندن ليطلب العمل لمصلحة «الموساد»، وتتجاهل أيضا تأكيدات الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك حول أن «مروان» لعب دوراً وطنياً لمصلحة مصر، ولم يتجسس عليها لمصلحة أي جهة. بطل لا جاسوس من جهتها، رفضت منى عبدالناصر، ابنة الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر، وأرملة أشرف مروان، التعليق على الفيلم، وقالت في تصريحات لصحيفة الغارديان البريطانية إنها واثقة في ولاء زوجها لبلاده. وأضافت أن زوجها كان يعمل دائماً لمصلحة مصر، ويزوّد إسرائيل بمعلومات كاذبة، واضافت «كان زوجي بطلاً يخدم مصر، وينفذ التعليمات المطلوبة منه». وكشفت أن زوجها أسرّ إليها قبل 9 أيام من مقتله بأن «عناصر تصفية» كانت تطارده، وأن جهاز «الموساد» يريد قتله. عرض على «نتفلكس» صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت أن سيناريو الفيلم مأخوذ عن كتاب صدر عام 2016، وكان من أكثر الكتب مبيعاً للكاتب الإسرائيلي يوري بار جوزيف، أستاذ العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد بجامعة حيفا، بعنوان «الملاك: أشرف مروان»، الذي نشر في البداية باللغة العبرية، ثم الإنكليزية تحت عنوان «الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل». وقد تحملت تل أبيب الجزء الأكبر من ميزانية إنتاج الفيلم، فيما اشترت شركة نتفليكس للبث الحي حقوق عرضه، من شركتي TTV الإسرائيلية وADAMA الفرنسية قبل إنتاجه، وهي المرة الأولى التي تُقدم فيها الشركة الأميركية العملاقة على شراء حقوق عرض أحد الأعمال قبل إنتاجه. طاقم الفيلم الفيلم من إخراج الإسرائيلي أرييل فرومن، مخرج فيلمThe Iceman، وكتب سيناريو الفيلم ديفيد آراتا، الذي سبق أن رشح لجائزة «الأوسكار» كأفضل سيناريست عن فيلمه Children of Men عام 2006، وتدور أحداثه بطريقة الفلاش باك، بدءا من مشهد النهاية لأشرف مروان في لندن، ثم تنتقل لتستعرض مسيرة حياته بعد ذلك. ويجسد دور البطولة الممثل الهولندي التونسي الأصل مروان كنزاري، أما الممثل الإسرائيلي تساهي هاليفي، سيجسد شخصية معمر القذافي، والممثل الإسرائيلي من أصل عراقي ساسون جاباي، سيلعب شخصية أنور السادات، أما شخصية جمال عبدالناصر فيجسدها الممثل الأميركي من أصل فلسطيني وليد زعيتر، ولم يشارك أي ممثل مصري في هذا الفيلم.من فيلم «الملاك»
مشاركة :