شهدت نهايات سبعينيات القرن الماضي تحقيق سيارات الجي أم سي الوانيت حضوراً لافتاً في حياة السعوديين، فقد كانت تلك السيارات الحمراء الفائقة السرعة والمتانة تمثل وجاهة لدى الكثيرين، ولم يكن يمتلكها آنذاك إلا ذو حظ عظيم، إلا أن دورة الزمن ألقت بتلك السيارات المهيبة اليوم في أيدي عمال المزارع ليحشوا ظهورها بالحبحب والطماطم في رحالات متواصلة لأسواق الخضار. وبالرغم من متانة تلك الوانيتات إلا أن غالبية ما يسير منها اليوم قد صنعت في ثمانينيات القرن الماضي، مما يجعل أكثرها متهالكة، ومتردية، ولا تتوفر بها عوامل السلامة من المكابح الجيدة، ولا الإشارات الضوئية، كما أن بعضها لا يحمل رخصة سير، وليس لدى أغلب قائديها من عمال المزارع رخص قيادة، وبعضهم ليس لديه تفويض بقيادتها، ومع كل ذلك تمخر تلك الوانيتات العباب كل نهار محملة بالحبحب والطماطم في رحلة ذهاب وإياب دون أن يسأل أحد سائقيها عن شيء. وبالرغم من دخول الشاحنات الصغيرة (الدينّات) في خدمات نقل المنتجات الزراعية، إلا أن رخص أسعار الوانيتات الجي أم سي القديمة أغرى عمال المزارع لاقتناء تلك السيارات واستخدامها في توريد المحاصيل الزراعية إلى الأسواق في المواسم. الجدير بالذكر أن تلك السيارات الحمراء التي بلغت من العمر عتياً كانت في أحيان كثيرة طرفاً في حوادث مرورية مروعة على الطرق السريعة.
مشاركة :