بدأت المصارف في الولايات المتحدة تدرك أهمية تحليل بيانات بطاقات الائتمان، لمعرفة توجهات الشراء لدى العملاء، وكيفية الاستفادة منها من خلال اتفاقيات مع شركات متخصصة في هذا الشأن، من بينها شركة Cardlytics التي أدرجت في بورصة «ناسدك» في فبراير الماضي. وباتت بطاقات الائتمان جزءاً مهماً من حياة أي مستهلك تسهل عليه عمليات الدفع والشراء. ومع توسع انتشارها باتت المصارف التي تصدرها تجلس على كنز غني بالمعلومات، من خلال آلية عملها التي تفصّل قرارات الإنفاق لحامل البطاقة، وهي معلومات يمكن أن تستفيد منها وكالات وشركات الإعلانات. فبيانات الشراء، التي تتضمنها بطاقات الائتمان تتجاوز قيمتها 1.5 تريليون دولار في الولايات المتحدة وحدها، بحسب شركة Cardlytics التي حللت بيانات الشراء من ألفي مؤسسة مالية في العام الماضي. لكن مع أهمية الحفاظ على خصوصية العملاء، تجد بعض المصارف نفسها متحفظة عن مشاركة هذه المعلومات، واعتمدت تاريخياً على استخدام بيانات الشراء لتشديد ضوابط الاحتيال وتطويرها. لكن بعض المصارف رأت في تحليل بيانات الشراء من خلال اتفاقيات مع شركات متخصصة، فرصة لزيادة ما ينفقه العميل على بطاقته الائتمانية، من خلال توجيه العروض إلى عملاء محددين من المرجح أن يستجيبوا لها. وتتم هذه العملية بدون الكشف عن أسماء العملاء أو معلومات تعريف شخصية أخرى خاصة بهم، وبموافقة العميل الذي يمنح خيار عدم المشاركة لدى إصدار بطاقة الائتمان. وتقوم المصارف بمنح بيانات الشراء لشركات متخصصة مثل Cardlytics التي تحلل توجهات الإنفاق، ثم تقدم تلك المعلومات إلى متاجر التجزئة التي بدورها يمكن أن تدفع مقابل وضع قسائم مخصصة، وعروض أخرى على تطبيقات الهاتف المحمول الخاصة بالمصارف. والجميع يستفيد.. العميل من خلال العروض التي يحصل عليها والتي تجعله يشعر باستفادته من بطاقته الائتمانية، وشركة التحليل من خلال الرسوم التي تحصل عليه مقابل هذه المعلومات حيث تتقاضى Cardlytics من المعلن رسوماً تبلغ عادة 4 في المئة من إجمالي المبيعات التي يدرها العرض، إلى جانب المصارف التي تحصل على جزء من هذا المبلغ حيث دفعت Cardlytics نحو 175 مليون دولار للمصارف التي تتعامل معها منذ تأسيسها منذ عشر سنوات. لكن الاستفادة الأكبر للمصارف هي من خلال زيادة إنفاق العميل المعتاد على بطاقة الائتمان التي تقدر بـ9 في المئة.
مشاركة :