أي مسافر على طريق سريع من طرق المملكة مترامية الأطراف يأتي عليه وقت يتمنى فيه أخذ قسطٍ من الراحة ولو لدقائق معدودة قبل استعادة نشاطه ومواصلة سيره، فكيف لو وجد مثل هذا بالفعل؟! وكيف سيكون الحال أيضًا لو وجد إضافة لذلك ضيافة على أعلى مستوى تتوفر خلالها القهوة والشاي والتمر؟! لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن كل ذلك موجود على الطريق الواصل بين الرياض وبيشة والمعروف بطريق الرين وتحديدًا في هجرة برودان، حيث قام مجموعة من الأشقاء- أبناء الشيخ فهيد بن هلجان آل عاطف القحطاني بتهيئة مجلسًا في أحد زوايا محطة الوقود التي يمتلكونها عبارة عن ديوانية جميلة ونظيفة قبل أن يوفروا فيها القهوة العربية المهيلة والشاي المنعنع وأنواع من التمر الطيب والعود المعتق والماء- وشبة الضوء في الشتاء- وكل ذلك بالمجان، ولم يتوقف كرم الأشقاء عند هذا الحد بل زادوا بأن جعلوا أبواب الديوانية مشرعة ومسبغة في كرمها على زوارها طوال الـ24 ساعة. مبادرة الأشقاء الإنسانية والكريمة لاقت أصداء واسعة وتقابل يوميًّا بثناء وشكر ودعوات الكثير من المسافرين، كما تقابل بالتأكيد بغبطة مرتادي الطرق السريعة الأخرى في جميع أرجاء المملكة والذين يمنون النفس بأن تتكرر وتعمم مثل هذه المبادرات الكريمة والإنسانية من قبل فاعلي الخير وملاك محطات الوقود والاستراحات الكبيرة، ويكفي للدلالة على عظمة مثل هذا الفعل الطيب أن نُذَكَّر بفضل دعوة المسافر وأنها مستجابة إن شاء الله تعالى.
مشاركة :