توقع محللون أن تهدأ الحرب التجارية الصينية الأميركية بحلول نهاية العام 2018. وقال المحللون، حسبما ذكرت مجلة «فوربس»، إنه من المتوقع بنسبة 70% أن تتراجع الرسوم التي فرضها كلا الجانبين على الآخر. وأضاف المحللون أن من الأسباب التي تدعو إلى هذا الاعتقاد أن الصين عرضت تحسين ظروف السوق المحلية وتقليل العقبات أمام الشركات الأميركية. هذه العروض لم تؤخذ على محمل الجد في البداية من جانب حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. نوايا مختلفة وما يحدث في المفاوضات الجارية حاليا هو نوع من الجانب الصيني تحديد كيفية إرضاء الشركاء الأميركيين بأقل تكلفة ممكنة، والأميركيون من جانب آخر يريدون تحديداً معرفة ما تستطيع الصين عمله. هذه الآلية تشير إلى أن الصين مع مرور الوقت سوف تحسن ما تعرضه على أميركا، والولايات المتحدة سوف تتقبل تدريجياً التحسينات التدريجية، وبالتالي تستطيع أميركا قبول العروض الصينية. ويستمتع الرئيس ترامب بأن يكون البطل في القصة، سواء كانت المفاوضات مع كوريا الشمالية أو ما يصرح به عن زيادة دفاعات حلف الناتو، فهو يحب أن ينسب إليه الفضل في حل المشكلة. وينطبق هذا على الحرب التجارية مع الصين إلى حد ما، مع أن هناك تعقيدات في العلاقة بين الطرفين، لكن أي مفاوضات معقولة سوف تتيح الفرصة الكافية لإزالة العقبات أو القضاء عليها، للسماح لحكومة ترامب بادعاء تحقيق تحسينات لصالح الشركات الأميركية. وقالت مصادر مطلعة إن المباحثات التجارية التي جرت بين الصين والولايات المتحدة هذا الأسبوع كانت مليئة بالتفاصيل، لكنها لم تحقق تقدماً، حيث أشار المفاوضون الأميركيون إلى حالات تضررت فيها شركات أميركية من ممارسات صينية، بينما قالت الصين إنها تفي بما عليها من التزامات تجاه منظمة التجارة العالمية. ولم تقدم المباحثات التي استمرت على مدار يومين في واشنطن الكثير لحل الخلاف التجاري الآخذ في التفاقم بين أكبر اقتصادين في العالم، وانتهت يوم الخميس بدون بيان مشترك. وعقدت واشنطن بشكل منفصل جلسات استماع خلال الأسبوع بشأن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية المقترحة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار يبدو أن احتمال تطبيقها في سبتمبر أو أكتوبر يتزايد. وخلال المباحثات، كرر المفاوضون الصينيون ما قالوا إنه التزام من جانب بكين بقواعد منظمة التجارة العالمية، وهي حجة لم تعجب الجانب الأميركي. منظمة التجارة وعلق أحد المصادر على الرد الأميركي قائلاً: «لن نهتم بأمر منظمة التجارة العالمية، بينما أنتم تعززون الطاقة الإنتاجية الزائدة وتدمرون صناعات وتسرقون الملكية الفكرية. لن نقف مكتوفي الأيدي». وطلبت جميع المصادر عدم الكشف عن هوياتها بسبب حساسية الموضوع. وتطالب واشنطن بكين بأن تحسن إمكانية الوصول إلى أسواقها وحماية الملكية الفكرية للشركات الأميركية، وأن تخفض الدعم الصناعي وتقلص فجوة تجارية بقيمة 375 مليار دولار. وفي بيان مقتضب يوم الجمعة، قالت وزارة التجارة الصينية إن نقاشاً «بناء وصريحاً» جرى بين الجانبين حول قضايا تجارية وإنهما سيكونان على اتصال بشأن الخطوات التالية. خفض التوقعات وخفض مسؤولون أميركيون، ومن بينهم الرئيس دونالد ترامب، سقف ما يتوقعونه من المباحثات. ولم يتم الإعلان عن المزيد من المباحثات. وأثار المفاوضون الصينيون مسألة عدم توافر إمكانية وصول منتجات صينية إلى الأسواق الأميركية، ومن بينها الدجاج المطهي، وهو أحد الصادرات التي جرى الاتفاق عليها العام الماضي ضمن خطة لمئة يوم. ويظهر هذا أن بكين ما زالت تسعى لبعض التنازلات الأميركية في المباحثات. وقال مصدر آخر اطلع على المباحثات إن «الصينيين تسيطر عليهم فكرة أنهم يريدون شيئاً في المقابل. هذا لن يجد طريقاً له في واشنطن بعد الآن». وأثار الجانب الأميركي قضية شركة مايكرون تكنولوجي التي منعتها محكمة صينية مؤقتاً في يوليو من بيع منتجاتها الرئيسية من أشباه الموصلات في الصين مستندة إلى انتهاك لبراءات اختراع في حوذة يونايتد مايكرو إلكترونيكس التايوانية. الصين وبريطانيا من جانب آخر، عرضت الصين على بريطانيا إجراء مباحثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة في مرحلة ما بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في الوقت التي ما زالت فيه بكين غارقة في حرب تجارية مع واشنطن، على الرغم من أن دبلوماسيا صينيا بارزا أكد على أن بلاده ما زالت تفتح بابها أمام الحوار. وتبحث الصين عن حلفاء في معركتها مع الولايات المتحدة، والتي بدأتها إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تقول إن الصناعات التكنولوجية المتقدمة في الصين سرقت حقوق ملكية فكرية من شركات أميركية وطالبت بتحرك بكين نحو شراء المزيد من المنتجات الأميركية لتقليص فائض تجاري بقيمة 350 مليار دولار. رسالة قوية وأرسلت بريطانيا رسالة قوية إلى الشركات الصينية مفادها أنها منفتحة تماماً على التجارة في الوقت الذي تتأهب فيه لمغادرة الاتحاد الأوروبي العام المقبل، كما أن الصين إحدى الدول التي تود بريطانيا أن توقع اتفاقاً للتجارة الحرة معها لما بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وقال وانغ يي عضو مجلس الدولة الصيني خلال تصريحات للصحفيين في بكين بعد لقاء مع وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، إن البلدين اتفقا على تعزيز التجارة والاستثمارات بينهما. وأضاف هانت أن وانغ عرض «فتح نقاشات حول اتفاق محتمل للتجارة الحرة بين بريطانيا والصين بعد الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي». وتابع: «هذا شيء نرحب به وقلنا إننا سنبحث الأمر» لكنه لم يخض في تفاصيل. ولم يتطرق وانغ بشكل مباشر إلى عرض مباحثات التجارة الحرة لكنه قال إن البلدين «اتفقا على... توسعة نطاق التجارة والاستثمار المشترك». وأضاف وانغ أن على الصين وبريطانيا أيضاً معارضة الحماية التجارية ودعم التجارة العالمية الحرة. وبينما سيكون إبرام اتفاق تجاري مع الصين نصرا سياسيا للحكومة البريطانية، لا يمكن البدء في مباحثات رسمية قبل أن تغادر الاتحاد الأوروبي بصورة رسمية. وعادة ما تحتاج مباحثات التجارة الحرة لسنوات عديدة لإكمالها. توترات تجارية وانتقد وانغ من جديد إصرار واشنطن على الترويج لفكرة أن الولايات المتحدة هي الضحية الحقيقية في خلافهما التجاري. وقال: «المسؤولية في الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة لا تقع على الصين»، مشيراً إلى الدور العالمي الذي يلعبه الدولار الأميركي وانخفاض معدلات الادخار في الولايات المتحدة وارتفاع معدلات الاستهلاك الأميركي والقيود التي تفرضها واشنطن على تصدير التكنولوجيا المتقدمة ضمن الأسباب.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :