صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، «نظرات بعض مؤرخي الفلسفة العرب المعاصرين في فلسفة أفلاطون» للدكتورة خلود الحلاحلة التي قالت عن الكتاب الواقع في 240 صفحة من القطع الكبير، نحاول التأمل في هذا العالم الواسع بخطوطه المتشعبة؛ فنقف حائرين إزاء هذا الإبداع الرائع، نتساءل ونتحاور فيما بيننا، وداخل أنفسنا، ونصنع في أذهاننا أفكارا نصرح ببعضها ونخفي بعضها الآخر تحت مسميات شتّى. تسير بنا أرواحنا إلى متناقضات قد نحسمها وقد لا نحسمها؛ لأننا لا نستطيع إثباتها، مما يضطرنا إلى الوقوف عند حدود من التفكير تطبيقا لواقع الحال. خرج أفلاطون منذ آلاف السنين فأجاد في فلسفته في نظريات المعرفة والوجود والسياسة والأخلاق، في الوقت الذي كانت أمامه وجهتا نظر في نظرية المعرفة، وحاول التوفيق بينهما: أولاهما: النظرية الحسيّة، التي ترى أنّ المعرفة هي ما يحصل، من انطباعات حسيّة. وثانيتهما: النظرية العقلية. وما أراد أن يوصله لنا أفلاطون، هو أنّ المعرفة ليست معرفة حسيّة خالصة، وليست معرفة عقليّة خالصة. أمّا الوجود، فتمثّل بالنفس الإنسانية، ومصيرها، وخلودها؛ ثمّ نشأة الكون وتكوينه ووجوده، وأخيراً، الوجود الإلهي.
مشاركة :