قصة السنوات الخمس التي قضاها ماكين أسيراً في فيتنام

  • 8/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عرف السيناتور الجمهوري الأميركي، جون ماكين، الذي توفي عن 81 عاماً يوم السبت، بعد معاناة مع سرطان الدماغ لم تستمر سوى سنة واحدة، بقصة الأسر الشهير الذي تعرض له أثناء معارك فيتنام، فقد تم سجنه خمس سنوات من قبل قوات فيتنام الشمالية، وكان وقتها طيارا صغيرا في سلاح البحرية. ولم يكبح الأسر الوحشي الذي تعرض له ماكين في شبابه، من طموحه السياسي، فقد خدم لأكثر من ثلاثة عقود في مجلس الشيوخ، وترشح مرتين للرئاسة خسرهما مرة في 2000 أمام بوش الابن في مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، والثانية في مرشح الرئاسة مباشرة أمام أوباما في عام 2008. إرث عسكري ولد جون سيدني ماكين الثالث في 29 أغسطس 1936 بمنطقة قناة بنما، في عائلة ذات تاريخ عسكري، فقد خدم أحد أجداده مع الجنرال جورج واشنطن أثناء حرب الثورة الأميركية (الاستقلال). وفي عام 1954 تدرج على خطى والده وجده وفق توقعات معلنة، فقد التحق ماكين بالبحرية الأميركية، التي وصفها لاحقا بأنه "مكان أنتمي له ولكن أخشاه". وفي مدينة أنابولس بولاية ماريلاند حيث تلقى التدريبات، كان قد تمرد أكثر من مرة على القواعد والنظم وهو ما تفاخر به فيما بعد. وقد تخرج ماكين في دفعته المكونة من 899 عضوا، محتلا المركز رقم 895. الحدث الأهم وفي 26 أكتوبر 1967 جرى الحدث الأهم في حياته أثناء حرب فيتنام، عندما كان في مهمة للهجوم على "العدو" فوق هانوي، إذ أسقطت الطائرة A- 4 التي كانت تقله، وقفز من الطائرة فوق بحيرة صغيرة ومن ثم تم أسره. ويتمثل سيناريو النجاة الذي استبدل بالاعتقال، أن صاروخًا من صنع سوفيتي مضاد للطائرات، استهدف الطائرة واستطاع ماكين أن يستغل مظلته ليسقط على الأرض، لكن الفيتناميين الشماليين كانوا في انتظاره بالمرصاد. وكان الطيار ماكين وقتها يشارك في الإغارة على محطة لتوليد الكهرباء في المدينة، ومع سقوطه في البحيرة كان مصابا بإصابات خطيرة وفقد وعيه. وسُجن ماكين وتعرض للتعذيب لمدة فاقت الخمس سنوات، وأطلق على المحتجز الحربي الذي كان فيه اسم "هانوي هيلتون". وكُسرت ذراع ماكين وساقه وكتفه. والعام الماضي 2017 احتفل ماكين بهذا الحدث على توتير، بمناسبة مرور نصف قرن عليه، واعتبر أن خدمته في العسكرية تمثل "شرف كل حياته"، وأرفق ذلك بفيديو عن تلك الحقبة فيه ذكريات لزملائه. إطلاق سراحه وفي عام 1973 وبعد شهرين تقريبًا من اتفاقية باريس التي أنهت الحرب في فيتنام تم إطلاق سراحه، وكان وقتها في الـ 36 من عمره وقد بدا وفيه شيء من الهلع والهزال البدني. وبعدها بحوالي عشر سنوات، في عام 1982 انتخب ماكين ممثلا لولاية أريزونا في الكونغرس الأميركي، وخدم لفترتين، ومن ثم حل في مجلس الشيوخ. وأصدر عام 1999 كتابه الذي أطلق عليه "حكمة الآباء" الذي تناول فيه تاريخ العائلة العسكري، والتجربة المريرة التي عاناها مع الأسر، وساهمت في صقله وتشكيل شخصيته السياسية مستقبلا.

مشاركة :