حققت المخرجة رشا شربتجي نجاحاً كبيراً في رمضان الفائت من خلال إخراجها مسلسل «طريق» الذي نال انتشاراً واسعاً في العالم العربي. «الحياة» تنشر مقابلة بالتزامن مع نشرها في مجلة «لها» الشقيقة، تحدثت فيها شربتجي عن تجربتها في هذا العمل وكشفت عن رأيها في الدراما السورية، والعمل الجديد الذي تحضّره للسنة المقبلة، وانطباعها عن نادين نجيم وعابد فهد. > نبدأ الحديث عن مسلسل «طريق»، كيف تقيّمين تجربتك في هذا العمل على الصعيد الإخراجي وما هي النسبة التي تعطيها لنجاحه؟ - لا أستطيع كمخرجة لمسلسل «طريق» أن أقيّمه، لكن كل الناس قالت إن العمل أحدث ضجة في كل بيت تابعه، وهذا الأمر لم نكن نتوقعه بهذا الحجم. > لماذا لم تتوقعوا هذا النجاح الكبير للمسلسل؟ - عندما بدأنا تصوير «طريق» كنا نتمنى أن ينجح، إنما أعتقد لأننا كنا صادقين وحقيقيين جاء النجاح مدوياً وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى. > أكملت تصوير «طريق» خلال أيام شهر رمضان، حيث كان العمل يعرض على الهواء، هل هذا الأمر يصبح ضاغطاً على المخرج في إنجاز عمله بإتقان؟ - لا أبداً، بل على العكس عندما ينجح المسلسل يشعر المخرج بنشوة الفرح ويكمل عمله بارتياح وقد لقينا دعماً كبيراً من الجميع وتحديداً من معجبي نادين نجيم وعابد فهد وبقية الممثلين، وهذا الدعم جعل صوت الشارع يصل إلينا من مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن نحتك بالناس في الأماكن العامة، والحمدلله كانت النتيجة ممتازة. > رغم نجاح «طريق» إلا أنه انتُقد بأن حلقاته العشر الأولى كانت بطيئة إلى حين التقى بطلاه «جابر» و «أميرة». - لم أشعر بهذا البطء أبداً، بل من تابع تسلسل الأحداث رأى أنه لا يستطيع أن يلغي أي مشهد من أي حلقة وإلا سيحدث خلل درامي. وإذا عدنا إلى فيلم «الشريدة» المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، ندرك أن الفيلم يبدأ بعد زواج البطلين محمود ياسين ونجلاء فتحي، لكن بالنسبة إلى المسلسل فقد فضّلنا كفريق عمل أن نقدم حياة وماضي كل شخصية في المسلسل لجذب المشاهدين، وهذا ما حصل فعلاً وأنا سعيدة بنجاحنا. > إنما لا يمكننا أن ننكر أن «الفرقعة» في العمل حصلت يوم زفاف «جابر و «أميرة»، وقيل لماذا رشا شربتجي أخفت هذه المشاهد إلى الحلقة الثانية عشرة؟ - كان هذا الأمر مقصوداً لأن أي شخص في حياته العامة يخفي تصرفاته، لكن بعد الزواج يظهر الإنسان على حقيقته وطبيعته، وهذا ما أظهرته في تطور شخصية «جابر سلطان» و «أميرة بو مصلح». > الإيجابيات في مسلسل «طريق» كثيرة، ومنها أنه قدم حياة البسطاء في شكل واقعي، إنما هناك سلبيات أيضاً ومنها أن الناس لم تقتنع بأن أخت «جابر» «سعاد» هي أمه، بخاصة أن فارق السن بين الاثنين ليس كبيراً؟ أريد أن أوضح للناس أن هذه القصة هي حقيقية، لكنني لا أستطيع الكشف عن أصحابها، وهي حصلت في الستينات، ليس بالتفاصيل ذاتها لكنها مشابهة لأم ربّت ابنها على أساس أنه شقيقها، ولكن بعد مرور السنين اكتشفت الحقيقة. أما بالنسبة إلى فارق السن، فـ «سعاد» عندما تزوجت للمرة الأولى كانت في السادسة عشرة من عمرها، وفي الواقع وفاء موصللي أكبر سنّاً من عابد فهد، وهذا العمل تضمن رسائل بسيطة اجتماعية وصلت إلى المشاهدين بكل صدق. > هل قرأت الرواية وشاهدت فيلم «الشريدة» قبل أن تباشري تصوير «طريق» المأخوذ عن الرواية ذاتها؟ - طبعاً، شاهدت الفيلم، علماً أن أمي مصرية وأبي سوري، وقد عشقت السينما المصرية منذ صغري، وأنا من الجيل الذي تربّى على الأفلام المصرية وأبطالها من أمثال نجلاء فتحي وميرفت أمين. وبالنسبة إلى الإخراج، فإن إيقاع الفيلم مختلف عن إيقاع المسلسل، وهناك فارق بين إخراج السبعينات ومدارس التمثيل والعصر الحالي، وعلينا ألا نقارن بين الفيلم والمسلسل، لأننا لو عقدنا مقارنة بينهما فسنظلم الفيلم من كل النواحي التقنية والتمثيلية. > هل أنتِ من المخرجين الذين يهتمون بإدارة الممثل أم تركّزين على تقنيات التصوير وكادراته؟ - بلا شك، إن عمل المخرج الأساسي هو إدارة الممثل، إذ في إمكان أي مخرج مساعد بعد خبرة عملين أو ثلاثة أن يقدم مشاهد متقنة، لكن إدارة الممثل تحتاج إلى موهبة وكيمياء بين الممثلين والمخرج ليخرج العمل بأبهى صورة. > مسلسل «طريق» هو تعاونك الثاني مع النجمة نادين نجيم، إذ عملتما من قبل في مسلسل «سمرا»، ما الفارق بين أداء نجيم في المسلسلين؟ - نادين تتميز بشخصيتها العفوية والتلقائية وأصبحت ناضجة جداً على مستوى الأداء، وهي ترفض أن تقول جملة واحدة قبل أن تعرف مغزاها، وأنا سعيدة بالتجربتين معها. - تعاونت مع النجم عابد فهد في مسلسل «ولادة من الخاصرة «، ماذا عنه؟ - طبعاً، لي تاريخ ناجح جداً مع النجم الكبير عابد فهد. > هل توقعت أن يؤدي عابد فهد شخصية «جابر سلطان» بهذا الأسلوب الكوميدي العفوي وهو صاحب الشخصية الرصينة في أعماله السابقة؟ أنا وعابد فهد تعاونا في إيجاد مفاتيح شخصية «جابر سلطان»، إذ إن يداً واحدة لا يمكن أن تصفق وحدها، فهناك حالة تكاملية بين المخرج والفنان وإلا سقط العمل. > قدّمت شركة «صبّاح ميديا» عملين في رمضان الفائت وهـــما «طـــريق» و «الهيبة - العودة»، هل شــعرت بأن المنافسة كانت قوية بينك وبين المخرج سامر البرقاوي وسعيت إلى أن يكون عملك أهم من عمله؟ - أبداً، نحن عملنا في شركة واحدة، وكما تمنيت له النجاح في «الهيبة - العودة»، لا شك في أنه تمنى لي النجاح في «طريق»، فنحن نعمل مع شركة واحدة وقد قدّمنا أجمل ما لدينا لنكون في الصدارة بعملين مختلفين الأول «أكشن» والثاني اجتماعي. > هل تابعت أعمالاً درامية أخرى عرضت في رمضان ومنها «تانغو» للمخرج رامي حنا؟ - أحترم المخرج رامي حنا جداً، وأوجّه له تحية وهو من المبدعين، لكنني لم أتمكن من مشاهدة «تانغو» لأنني في رمضان كنت مشغولة بالتصوير وعملية المونتاج، وإن شاء الله بعد الإجازة سأحرص على متابعة عدد من الأعمال الدرامية. > يُقال أنك تفضلين التعامل مع النجوم والتقنيين السوريين على حساب اللبنانيين والمصريين، هل هذا الكلام صحيح؟ - هذا الكلام عار من الصحة، ولو احتجت إلى ممثل هندي أو باكستاني أو سوداني أو أي جنسية أخرى لإثراء عملي فلن أتوانى عن التعامل معه، وكل ما يشغلني في عملي هو اختيار الممثل المناسب أو الشخص المناسب في المكان المناسبة والشخصية المناسبة وأتمنى أن نبعد الفن من الطوائف والجنسيات والعرقيات، فالفن للجميع. > قدمت مسلسلين مصريين للنجم الكبير يحيى الفخراني، لماذا غبت عن الدراما المصرية بعدهما؟ - بصراحة بعدما قدمت مسلسلين مع النجم الكبير يحيى الفخراني وأحدهما «ابن الأرندلي»، لم أحظ بنص درامي يجذبني، وكنت قد انشغلت في تنفيذ الأعمال العربية المشتركة والدراما السورية التي لقيت نجاحاً مثل «شوق»، ولكن إذا تلقيت نصاً مصرياً مبهراً يتملكني ويشعرني بأنه سيضيف إلى مسيرتي الفنية فسأقبله، بخاصة أن العمر الفني للمخرج ليس طويلاً. > لماذ لم تقدّمي هذا العام عملاً سورياً؟ - كان لي مشروع عمل مع الشركة ذاتها التي أنتجت مسلسل «شوق»، ولكن لأسباب معينة تأخر تنفيذه، بالتالي انشغلت بتصوير «طريق». > أعلن عن جزء ثالث من مسلسل «الهيبة»، هل من عمل جديد سيجمع نادين نجيم وعابد فهد في الدراما الرمضانية المقبلة؟ - هناك مشروعات عدة قيد التحضير، لكنني سأتحدّث عنها في الوقت المناسب. > أين أنت من السينما أو اكتفيت بالأعمال الدرامية التلفزيونية؟ - هناك مشروعات سينمائية عدة بدأت الهيئة العامة للسينما في سورية التحضير لها، وإن شاء الله ستكون جماهيرية وليس من أجل المشاركة في المهرجانات فقط. > كيف تصفين الممثلين الذين عملوا معك في مسلسل «طريق»؟ - كلهم كانوا مميزين وتفوقوا في أداء أدوارهم، وأعتقد أن زينة مكي ستكون نجمة المستقبل، وريتا حرب أعدنا اكتشافها في هذا العمل، وجنيد زين الدين قدّم دوراً مميزاً. > أخيراً، كيف تصفين علاقتك بوالدك المخرج هشام شربتجي بعد الجفاء الذي طال بينكما؟ - علاقتنا ممتازة حالياً، ومن خلالكم، أُقدّم لوالدي اعتذاراً عن كل إساءة من ابنة الى أبيها. *ينشر بالمشاركة مع مجلة «لها»
مشاركة :