(حصة).. من زمن (الطيبين)

  • 12/26/2014
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

العمل أفضل وسيلة للقضاء على المشاكل.. المهم أن تدفع نفسك إليه.. أن تتجرعه ولو كان مراً!.. هكذا يجعله الهم لتركله وتستسلم لـ (البطلة).. هذه العلة التي لا يسلم منها أحد!.. البطلة داء هذا العصر الراكض المزحوم بالبشر.. أُدرك ذلك وقد أصبح التعليب سمته.. هذا هو وأد الطبيعة!.. نفهم أو نستغبي!.. من يصدق أن تلك العصيرات المعلبة الملونة خالية من المواد الحافظة والألوان؟!.. لقد وصلوا للثمرة - يا حبيبي - فغيروا طعمها ولونها وحجمها، بعد أن نجحت تجاربهم مع الدواجن والأغنام بحقنها بالمواد النافخة.. ونحن نأكل ونشرب، ونمرض.. ونتساءل عن سر هذا الانتشار الواسع لتلك الأمراض الخبيثة المميتة! هذا الكلام حل في رأسي بعد أن سمعت قصة (حصة) التي عاشت في البادية.. تربت في بيت عمتها بعد وفاة والدتها.. كانت العمة تعمل بجد وحصة تساعدها.. لم يكن هناك وقت للكسل.. أعمال كثيرة تنتظرها كل يوم.. لم يكن هناك وقت للفضول، ومراقبة الناس والتنافس معهم في الأحلام.. لم يكن هناك وقت للحسد والحقد! كل ذلك كان يجول في ذاكرة حصة وهي تجلس على كرسي العمل تدير قسماً نسائياً في إحدى الجهات الحكومية، وتصلها من هنا وهناك إيقاعات هذا العصر الموبوء بالظلم.. ظلم الإنسان لأخيه! البطلة هي السبب!.. إنهن يعملن ولكنهن يجدن وقتاً طويلاً للحديث وأكل لحوم البشر! تذكرت أيام عمتها.. تسقي، وتعجن، وتخبز، وترعى الغنم، وتخيط الثياب، وتنظف البيت.. وحين يأتي المساء تلقي بجسدها على الفراش، وتذهب بسرعة البرق في (سابع نومة).. لا أرق ولا سهر (ولا يحزنون)! ما أجملها من حياة.. قالت حصة، وفتحت علبة عصير خالية من المواد الحافظة والألوان وأخذت تشرب وعقلها وقلبها هناك عند عمتها!

مشاركة :