كل الوطن – الرياض: قامت شركات غوغل وفيسبوك وتويتر خلال الأيام الماضية بحملة لإغلاق مئات الحسابات، التي تديرها أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية، في إطار هجمات سيبرانية منظمة تقود حملة تضليل إعلامي وتروج لأجندة جيوسياسية لإيران حول العالم. وقالت غوغل إنها وبالتنسيق مع شركة الأمن الإلكتروني “فاير آي” تمكنت من إيجاد رابط بين الحسابات والإذاعة الإيرانية في إطار حملة تعود إلى كانون الثاني/يناير 2017. أما شركات فيسبوك وتويتر فأغلقت بصورة جماعية مئات الحسابات الإيرانية تروج لأيديولوجية ومصالح النظام في طهران من خلال شبكة من المواقع الإخبارية الزائفة. شخصيات وهمية واستغلت إيران هذه المنصات من خلال خلق شخصيات اجتماعية وهمية وروجت لها عبر مواقع فيسبوك وإنستغرام وتويتر وغوغل بلس ويوتيوب، في حملة استهدفت مستخدمين من الولايات المتحدة وبريطانيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط خلال الشهر الحالي، بحسب شركات الأمن الإلكتروني. وتقول آني ديسكلير، مديرة المشاريع الكبرى في مشروع الحرب الاقتصادية عبر الإنترنت في معهد “الدفاع عن الديمقراطيات” إن جهات فاعلة ترعاها أجهزة الدولة الإيرانية قامت بإنشاء مئات من صفحات الفيسبوك المزورة وحسابات تويتر ويوتيوب منذ عام 2011، وخدعت مئات الآلاف من الناس من خلال هذه الحسابات الوهمية. وذكرت أن طهران كانت تستخدم القراصنة، في إطار حملات التأثير على الرأي العام خاصة أثناء، وبعد التفاوض على الصفقة النووية. لحساب الحرس الثوري وأكدت أن إدارة الرئيس دونالد ترمب قللت من التهديد السيبراني الإيراني عقب الانسحاب من الاتفاق النووي رداً على الاستفزازات الإيرانية التي تشمل أيضاً إطلاق الصواريخ والدعم المستمر للإرهابيين. وقالت آني ديسكلير، في تقرير نشره الأحد، موقع “الهيل” الذي يغطي أخبار الكونغرس الأميركي، إن “وزارة العدل الأميركية دانت في مارس الماضي، قراصنة يعملون لحساب الحرس الثوري الإيراني بتهمة التجسس الإلكتروني الضخم وحملة اختراق البيانات، التي استهدفت 144 جامعة أميركية و30 شركة أميركية، فضلاً عن وكالات فيدرالية متعددة”. وأكدت أن هذه القضية هي “واحدة من أكبر حملات القرصنة التي ترعاها الدولة الإيرانية”، وقد قامت الإدارة بمقاضاتها، وفقاً لمحامي الولايات المتحدة جيفري س. بيرمان. تزامناً مع “المفاوضات النووية” وكشفت عن أن عمليات إيران السيبرانية الخبيثة تزامنت مع المفاوضات، التي أدت إلى الاتفاق النووي. ونقل التقرير عن مسؤول استخباراتي أميركي رفيع المستوى هذا الشهر قوله إنه “تم إحباط العديد من الهجمات السيبرانية الإيرانية ضد الولايات المتحدة أو الحلفاء الغربيين”. وكان موقع “فيسبوك” قد ذكر في بيان أن الحملة الإيرانية لا يبدو أنها ذات صلة بعمليات تضليل روسية مشابهة، كما أنها لم تستهدف بالتحديد الانتخابات الأميركية. ومع ذلك، فإن التوقيت يشير إلى أن الملالي في طهران قد استوعبوا الدروس من عمليات النفوذ الروسي الرامية إلى إثارة الانقسامات في الشعب الأميركي وتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية. وبدأت حملة وسائل الإعلام الاجتماعية بإشراف أجهزة الاستخبارات الإيرانية بشكل سري في إيران بالتركيز بشكل جدي على جمهور الولايات المتحدة وبريطانيا في العام الماضي فقط. ماذا يفعل خامنئي؟ ورأى تقرير “الهيل” أن المرشد الإيراني علي خامنئي، وفي خضم معركته المستمرة مع “الشيطان الأكبر”، يخشى من أن رغبة شعبه في حقوق الإنسان والحرية ستفقد شرعيته ويقلب نظامه الاستبدادي والديمقراطي في نهاية المطاف”. ولذا يحاول خامنئي التأثير على الصراع الدائر مع إدارة ترمب في الولايات المتحدة من خلال تحويل صراع الأميركيين ضد بعضهم البعض، على أمل إحباط تأثيرات الموقف الأميركي في تأييد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام في إيران. وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد وضع ضمن الشروط الـ 12 لاعادة التفاوض مع إيران، شرط الكف عن التهديدات الإلكترونية إلى جانب الشروط الأخرى، وأهمها التخلي عن طموحات النظام النووية ودعمه المستمر للإرهاب. وكالات
مشاركة :