ماكرون يستعرض الخطوط العريضة للدبلوماسية الفرنسية أمام قمة السفراء بباريس

  • 8/27/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين، أمام سفراء بلاده خلال اجتماعهم السنوي بقصر الإليزيه، الخطوط العريضة لسياسة فرنسا الدبلوماسية. وركز على الملفين السوري والليبي، والنووي الإيراني، إلى جانب الأمن الأوروبي والعلاقات بالولايات المتحدة. خلال خطابه السنوي أمام مؤتمر سفراء فرنسا الذي حضره 250 دبلوماسيا ونائبا وخبيرا في العلاقات الدولية، قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الخطوط العريضة للدبلوماسية الفرنسية. وركز ماكرون خلال اللقاء على مجموعة من الملفات من ضمنها الملفين السوري والليبي، إضافة إلى النووي الإيراني، والعلاقات داخل الاتحاد الأوروبي، ومع الولايات المتحدة. بقاء الأسد "خطأ فادح" اعتبر إيمانويل ماكرون أن "عودة الوضع إلى طبيعته" في سوريا مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة سيكون "خطأ فادحا". وقال ماكرون "نرى بوضوح الأطراف الذين يودون بعد انتهاء الحرب على داعش )تنظيم "الدولة الإسلامية("، الدفع باتجاه عودة الوضع إلى طبيعته:بشار الأسد يبقى في السلطة واللاجئون(...)يعودون وبعض الأطراف الآخرين يتولون إعادة الإعمار". وتابع "إن كنت أعتبر منذ اليوم الأول أن عدونا الأول هو داعش ولم أجعل يوما من عزل بشار الأسد شرطا مسبقا لعملنا الدبلوماسي أو الإنساني في سوريا، فإنني في المقابل أعتقد أن مثل هذا السيناريو سيكون خطأ فادحا". وقال "من الذي تسبب بوجود آلاف اللاجئين هؤلاء؟ من الذي ارتكب مجازر بحق شعبه؟ لا يعود لفرنسا ولا لأي دولة أخرى أن تعيّن قادة سوريا في المستقبل، لكن من واجبنا ومن مصلحتنا أن نتثبت من أن الشعب السوري سيكون فعلا في وضع يسمح له بذلك". من جهة أخرى، حذر ماكرون من أن "الوضع اليوم مقلق لأن النظام يهدد بالتسبب بأزمة إنسانية جديدة في منطقة إدلب ولا يبدي حتى الآن أي رغبة في التفاوض بشأن أي عملية انتقال سياسي. تنفيذ الاتفاق الليبي وبخصوص الأزمة الليبية أكد ماكرون مجددا تصميمه على الدفع قدما بالاتفاق الذي أبرم بين مختلف الأطراف الليبية في أيار/مايو الماضي وينص خصوصا على إجراء انتخابات في كانون الأول/ديسمبر. ماذا قال ماكرون عن الأزمة الليبية ؟ وقال ماكرون "أؤمن بعمق في إعادة السيادة الليبية". وأضاف "في هذا البلد الذي أصبح مسرحا لكل المصالح الخارجية، دورنا هو النجاح في تطبيق اتفاق باريس الذي وقع في أيار/مايو" الماضي. إيران والسلام في الشرق الأوسط أوضح ماكرون أنه سيعلن "خلال الأسابيع المقبلة" عن "مبادرات ملموسة "لتشجيع الاستقرار" في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أنه "لا يمكن بناؤه إلا في ظل النهج التعددي". وأشار إلى أنه أجرى مباحثات هاتفية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل مؤتمر السفراء. أمن أوروبي مشترك أوروبيا، أعلن ماكرون أنه سيقدم اقتراحات جديدة للاتحاد بهدف تعزيز الأمن  في القارة، معتبرا أن التكتل يجب أن يتوقف عن الاعتماد على الولايات المتحدة حصرا في هذا الشأن. وقال "لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة حصرا في أمنها. ضمان أمن أوروبا مسؤوليتنا". وأكد ماكرون  إنه سيكشف عن مقترحاته "خلال الأشهر المقبلة" قائلا أريد أن نطلق مراجعة شاملة لأمننا، تتضمن روسيا، مع جميع الشركاء الأوروبيين ... علينا القيام بمبادرات جديدة وبناء تحالفات جديدة". وأضاف "تريد فرنسا أوروبا قادرة على الحماية حتى في وقت بات فيه التطرف أقوى وعادت النزعة القومية للظهور". ويضع ماكرون أوروبا في صلب عمله الدبلوماسي، قبل تسعة أشهر من انتخابات أوروبية يأمل أن تتصدى لموجة قومية تجتاح العالم. البحث عن حلفاء ويسعى ماكرون إلى إيجاد حلفاء، إذ يقوم بجولة أوروبية صغيرة على الدنمارك وفنلندا تبدأ الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام، ليكون بذلك زار أكثر من نصف القادة الأوروبيين خلال عام. ويقر مستشارو قصر الإليزيه بأنه منذ العام الماضي "حصلت تغييرات كثيرة في العالم مع صعود القوميات وأزمة النهج التعددي. يجب أن نكون أكثر ديناميكية للتكيف مع هذه التطورات". فعلى الرغم من حفاوة اللقاء وتبادل العناق، قوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة السبع وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني وباشر حربا تجارية عالمية وهو يطالب الأوروبيين بمساهمات مالية مكثفة للحفاظ على الحلف الأطلسي. للمزيد: دول حلف الأطلسي في "قمة التوتر" مع ترامب؟ امتحان الانتخابات الأوروبية واضطرت عشر دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي من بينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا، هذا الصيف إلى التحرك بشكل طارئ لتقاسم توزيع مهاجرين رفضت روما استقبالهم. وتتعثر المفاوضات حول آلية منسقة ثابتة في مواجهة الهجرة عند رفض إيطاليا التي هددت الجمعة بتعليق مساهمتها في ميزانية الاتحاد الأوروبي. وإزاء عزم المعارضة في فرنسا على تحويل الانتخابات الأوروبية في أيار/مايو إلى "استفتاء ضد ماكرون "مثلما أعلن رئيس حركة "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون، يتحتم على ماكرون أن يثبت أن جهوده الدولية ستعود بمنفعة مباشرة على الفرنسيين. وقال الإليزيه "ليس هناك أي انفصال بين الإصلاحات في فرنسا والتحرك الدولي". فرانس 24/ أ ف ب نشرت في : 27/08/2018

مشاركة :