جيف بيزوس ليس أغنى شخص في التاريخ الحديث

  • 8/27/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع ثروة تتجاوز 150 مليار دولار، اعتبر جيف بيزوس مؤسس شركة التجارة الإلكترونية «أمازون» أغنى شخص في التاريخ الحديث، ولكن هل كان هو الأجدر بهذا اللقب من غيره؟ تعتمد الإجابة على كيفية حساب ثروة المتنافسين السابقين، بحسب تقرير لـ«وول ستريت جورنال». وهناك 5 طرق على الأقل لفعل ذلك، كل منها يقدم نتيجة مختلفة، وفقاً للخبير الاقتصادي صامويل سميث ويليامسون الذي يترأس أيضا موقع «ميغرينغ ورث» المعني بتتبع وقياس الثروات. ويعد مقياس «الثروة الحقيقية» هو المقياس الأكثر شيوعا، ويمثل القدرة الشرائية النسبية لمبلغ معين عن طريق تعديله وفقا لتغيرات التضخم وبناء على مؤشر أسعار المستهلكين، وباستخدام هذا المعيار فإن ثروة جون روكفلر أول ملياردير أميركي وأحد أهم منافسي بيزوس لن تصل إلى 24 مليار دولار اليوم. وبالعكس إذا تم النظر إلى ثروة مؤسس «أمازون» من خلال هذا المقياس، فإنها ستبلغ نحو 6.5 مليارات دولار في 1916، عندما سجل ركفلر ثروة قيمتها مليار دولار، ولكن بعض الخبراء يرون أن تعديل قيمة ثروات هؤلاء المليارديرات على أساس سعر مجموعة من السلع والخدمات التي تشتريها أغلبية الأسر وفقا لما يعكسه مؤشر أسعار المستهلك أمر سخيف. وقال بيل بيرنشتاين مدير الاستثمار ومؤلف كتاب «ميلاد الوفرة: كيف نشأ ازدهار العالم المعاصر»: إن جيف بيزوس يستطيع تحمل تكلفة كل شيء يريده، وأشك أنه سيستهلك حتى ولو جزءا صغيرا من ثروته. وبالنسبة للمقاييس الأخرى التي أوصى بها ويليامسون، فهي القوة الشرائية للأسر، وأرباح العمالة النسبية، والدخل النسبي، والناتج النسبي، ولكن ليست جميعها مفيدة لمقارنة الثروات الفلكية لقطبي النفط والتجارة. وربما لا يكون الحكم على الثروات الطائلة للأثرياء وفقا لمشتريات أغلبية الأسر أمرا منطقيا، ولا يعقل أيضا أن تقارن الحسابات المكونة من عشرة أرقام وأكثر بأرباح أو إنتاج العمال غير المهرة، كما يفعل مقياس أرباح العمالة النسبية. ولكن المقياسين المتبقيين اي الدخل النسبي والناتج النسبي يوفران سياقا مفيدا لتقييم ثروات فاحشي الثراء، حيث يعتمدان على الناتج المحلي الإجمالي وقيمة جميع السلع والخدمات النهائية التي يتم إنتاجها داخل حدود البلد في فترة زمنية محددة. ويتم حساب الدخل النسبي، عن طريق قسمة الناتج المحلي الإجمالي الحالي للفرد على الناتج المحلي الإجمالي للفرد خلال العام المستهدف في الماضي ثم ضرب الناتج في قيمة الدولار خلال هذا الوقت، وباستخدام هذا المقياس ستكون ثروة روكفلر 127 مليار دولار في الوقت الحالي، أي أقل بنسبة %15 من ثروة بيزوس. وعلّق ويليامسون على الأمر قائلاً: ما نشير إليه هنا هو أن مليار دولار نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد في 1916 هي نفس قيمة 127 مليار دولار نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد اليوم. أما الناتج النسبي، فيتم احتسابه عن طريق قسمة الناتج المحلي الإجمالي الحالي على الناتج المحلي الإجمالي للعام المستهدف من الماضي، وضرب النتيجة في قيمة الدولار لهذا الوقت، ووفقاً لهذا المقياس فإن ثروة روكفلر تعادل 407 مليارات دولار، أي نحو ثلاث مرات قيمة ثروة بيزوس. وبالنظر لقيمة هذه الثروات مقارنة بحجم الاقتصاد الأميركي، يتضح أن ثروة روكفلر كانت تساوي %2 من الناتج المحلي الإجمالي لعام 1916، بينما تساوي ثروة بيزوس نحو %0.7 من الناتج المحلي الإجمالي اليوم. ويرتبط جزء كبير من ثروة بيزوس بأسهم «أمازون»، وفي يوليو الماضي، عندما سجل مؤشر «بلومبيرغ» تجاوز ثروته الصافية 150 مليار دولار، كانت هناك تكهنات بأنه سيهبط عن هذا المستوى الشاهق نظرا لتقلب أسعار الأسهم، ويقول ويليامسون في هذا السياق: يمكن تسعير مئات الأسهم بقيمة 100 دولار، ولكن إذا لم يشتر أحد، فإنها لا تساوي أي شيء. (أرقام)

مشاركة :