أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الإثنين، خلال لقاء مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، في عمان، أن بلاده تشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم، معتبرا أن هذا “أمر حتمي”. وقال الصفدي، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، إن “المملكة تشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وهو أمر حتمي”، داعيا إلى “تكاتف جهود جميع الأطراف لتحقيق ذلك”. وأكد ضرورة “تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين من أجل ضمان استمرارية الخدمات الحيوية المقدمة لهم”، مشيرا إلى أن المملكة “تجاوزت طاقتها الاستيعابية”. وجاءت هذه التصريحات فيما لا تزال الحدود الأردنية السورية مغلقة منذ سنوات بما في ذلك “المعابر الإنسانية”، وقد أكد الصفدي مطلع الشهر الحالي، أن المملكة ستعيد فتح الحدود “عندما تتيح الظروف السياسية والميدانية ذلك”. وفي وقت سابق، دعا العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، خلال لقاء مع جراندي، المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤوليته” إزاء الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، وفي مقدمتها الأردن، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي. وشدد على أهمية “مواصلة التنسيق بين المملكة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لضمان حصول اللاجئين والمجتمعات المستضيفة على الدعم الضروري”. وأشار البيان إلى أنه تم خلال اللقاء “استعراض الأعباء الكبيرة التي سببتها أزمة اللجوء السوري على الاقتصاد الأردني، والضغوطات المتزايدة على القطاعات الخدمية، خصوصا التعليم والصحة والبنية التحتية”. من جهته، أشاد جراندي بـ”الدور الكبير الذي يقوم به الأردن في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين”، مؤكدا “حرص المفوضية على مواصلة التنسيق والتعاون مع المملكة وبما يسهم في التخفيف من آثار أزمة اللجوء السوري”. ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1,3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. وتقول عمان، إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار. من جانبها، تستضيف تركيا على أراضيها أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري فروا من النزاع المستمر منذ نحو 7 سنوات، لكنها تسعى الآن إلى نقل النازحين إلى مخيمات على الجانب السوري للحدود. ويستضيف لبنان أقل من مليون لاجئ. وأسفر النزاع السوري المستمر منذ العام 2011 عن مقتل 340 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :