البابا يرفض الرد على اتهامات له بالتستر على تجاوزات جنسية 

  • 8/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رفض البابا فرنسيس، الإثنين، التعليق على اتهامات وجهها إليه السفير السابق للفاتيكان في واشنطن بالتستر على كاردينال أمريكي اتُهم “بسلوك غير أخلاقي”، وسط تساؤلات بشأن حملة يسوقها المحافظون داخل الكنيسة ضد البابا الليبرالي. وأكد المونسنيور كارلو ماريا فيجانو (77 عاما)، الذي كان قاصدا رسوليا في واشنطن بين 2011 و2016، بأنه أبلغ البابا فرنسيس بالاتهامات بحق الكاردينال الأميركي ثيودور ماكاريك في 2013. لكن فيجانو أضاف، أن البابا فرنسيس وبدلا من معاقبة ماكاريك ألغى عقوبات كان قد فرضها عليه سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر. وكتب فيجانو في رسالة من 11 صفحة نشرت، السبت، في عدد كبير من المنشورات الكاثوليكية الأمريكية، التقليدية أو المحافظة جدا، وفي صحيفة يمينية إيطالية، أن “الفساد بلغ قمة هرم الكنيسة” وذهب إلى حد المطالبة باستقالة البابا. لكن البابا رفض، الأحد، التعليق على الاتهامات، وقال للصحفيين على متن الطائرة، التي أقلته إلى روما في ختام رحلة استمرت يومين لإيرلندا، “لن أتفوه بكلمة بشأن هذا الأمر، أعتقد أن البيان يتحدث عن نفسه”. وأثار توقيت نشر الرسالة، خلال زيارة رسالة البابا التاريخية لإيرلندا، تساؤلات بشأن حملة يسوقها المحافظون داخل الكنيسة ضد البابا الليبرالي. وقال البابا، للصحفيين، “اقرأوا البيان بعناية وأحكموا عليه بأنفسكم”، في إشارة لرسالة فيجانو، وأضاف “لديكم القدرة الصحفية الكافية للتوصل إلى استنتاجات، عندما يمر بعض الوقت وتكون لديكم الاستنتاجات عندها ربما أتكلم عنه”. وذكرت مقالة على موقع أسبوعية “ناشونال كاثوليك ريبورتر” التقدمية، “هذا هجوم منسق على البابا فرنسيس”.  وكتب مايكل شون وينترز، “إن انقلابا يجري إعداده وإذا لم يقف الاسقافة الأمريكيون للدفاع عن قداسة البابا في الساعات الأربع والعشرين المقبلة، فإننا ننزلق نحو انشقاق”.  وأضاف “أعداء فرنسيس أعلنوا الحرب”، وقال نيكولاس سينزي مراسل صحيفة لا كروا الفرنسية في روما، إن هناك “رغبة واضحة لمهاجمة فرنسيس”، وأضاف لوكالة فرانس برس، إن “الذين يعتبرون فرنسيس خطيرا لا يوقفهم شيء”. طب نفسي يؤكد فيجانو، أن البابا السابق بنديكتوس السادس عشر فرض عقوبات على الكاردينال ماكاريك في أواخر العقد الفائت.  وتعين على ماكاريك مغادرة المعهد الديني، حيث كان يقيم، وتجنّب أي اتصال بالناس والانصراف إلى حياة توبة، وذلك بعدما اتهمه سفراء سابقون للفاتيكان في واشنطن، هم الآن متوفون، بـ”سلوك لا أخلاقي كبير” تجاه تلاميذ وكهنة. وقال فيجانو، إن البابا فرنسيس سأله عن ماكاريك عندما أصبح حبرا أعظم في يونيو/حزيران 2013، لكن البابا تجاهل تحذيراته، بحسب فيجانو. وقال إن البابا “كان يعلم، أقله منذ 23 يونيو/حزيران 2013 بأن ماكاريك كان سفاحا مفترسا”، مضيفا “كان يعلم أنه رجل فاسد، تستر عليه حتى النهاية المريرة”. قبل البابا استقالة ماكاريك، البالغ الآن 88 عاما، في يوليو/تموز، ليكون ثاني كاردينال يفقد منصبه. وفي إيرلندا الأحد طلب البابا “المغفرة من الرب” عن الاعتداءات الجنسية السابقة، التي شوهت صورة الكنيسة في الدولة التي تدين غالبيتها بالكاثوليكية. وتحدث عن “جرح مفتوح” من التجاوزات التي ارتكبها رجال دين مطالبا بتدابير “حازمة” للتوصل إلى “الحقيقة والعدالة”، وذلك قبل ترؤسه قداسا أمام عشرات آلاف المصلين الذين كانوا يلوحون بأعلام. وقوبلت زيارته أيضا باحتجاجات، منها احتجاج شارك فيه نحو 5 آلاف من ضحايا الاعتداءات الجنسية ومؤيديهم في دبلن، واحتجاج آخر للمطالبة بالاعتراف بحقوق المثليين والمتحولين. وهذه أول زيارة بابوية لإيرلندا منذ زيارة يوحنا بولس الثاني، الذي ترأس قداسا حضره مليون ونصف مليون شخص في 1979. وجاءت زيارة البابا فرنسيس في ختام “اللقاء العالمي للعائلات” الحدث الكاثوليكي العالمي، الذي يتطرق لقضايا منها معاملة المثليين في الكنيسة. وفي الطائرة التي أقلته إلى روما بعد الزيارة التي استمرت يومين، أوصى البابا الآباء باللجوء إلى الطب النفسي عند ملاحظة ميول إلى المثلية لدى أبنائهم في سن الطفولة. لكن الفاتيكان سحب في وقت لاحق عبارة البابا المتعلقة بالطب النفسي من حسابه الرسمي، قائلا إن البابا لم يكن يقصد القول إن المثلية الجنسية مرض نفسي. ولدى الاستفسار عن سبب ذلك قالت متحدثة باسم الفاتيكان لوكالة فرانس برس، أن الجهاز الاعلامي قام بذلك كي لا يتم “تعديل فكر قداسة البابا”. وأضافت أنه “عندما أشار البابا إلى الطب النفسي، كان من الواضح إنه يريد إعطاء مثل عن الأشياء التي يمكن القيام بها، لكن بتلك العبارة لم يكن يقصد القول إن (المثلية) مرض نفسي”.   “ألم كبير” حض رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار، السبت، البابا فرنسيس على التحرك من أجل إحقاق العدالة لضحايا الاعتداءات الجنسية في مختلف أنحاء العالم. والتقى البابا السبت 8 من ضحايا هذه الاعتداءات، بينهم امرأة تعرضت لتجاوزات جنسية من كاهن عندما كانت في المستشفى وعمرها 13 عاما. وقال في الطائرة إنه “شعر بألم كبير” في اللقاء. وتراجع تأثير الكنيسة على المجتمع الإيرلندي بعد سلسلة من الفضائح في السنوات الأخيرة، وفي وقت سابق هذا العام صوت الإيرلنديون على تشريع الإجهاض بعد السماح بزواج المثليين في 2015. والفضائح في إيرلندا هي جزء من أزمة عالمية يواجهها الفاتيكان. فقد اتهم تقرير في وقت سابق هذا الشهر أكثر من 300 كاهن في ولاية بنسلفانيا الأمريكية بارتكاب تجاوزات جنسية طالت أكثر من ألف طفل منذ خميسينات القرن الماضي.

مشاركة :