محمد كمال يكتب: ضيوف الرحمن.. ضيوف المملكة

  • 8/28/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فى كل موسم حج تثبت المملكة العربية السعودية بما لا يدع مجالًا للشك أنها قبلة الإسلام والمسلمين، الذين يأتون إليها من مشارق الأرض ومغاربها كل عام لأداء مناسك الحج، ويسهر أصحاب السعادة والمسؤولون بالمملكة على خدمة الحجيج، وتوفير كل سبل الراحة اللازمة لهم لأداء المناسك في سهولة ويُسر.ونحن نعلم؛ بأن تأدية مناسك الحج، وزيارة بيت الله الحرام، وقبر نبيه المصطفى أمنية تُداعب مشاعر مليار ونصف مسلم حول العالم.. ذلك لعظم الركن الخامس من الإسلام.يصعب على من لا يُدرك أن السعودية في أيام معدودات تستقبل أكثر من مليوني حاج، إرشادًا.. وإقامة.. وإعاشة.. وتفويجًا.. ورعاية.. بأداء غاية في الإتقان والاحترافية.المملكة العربية السعودية بأمر من خادم الحرمين الشريفين تسخر كل إمكاناتها لاستقبال وراحة ورعاية ضيوف الرحمن.. وتأمينهم من خلال ربع مليون من قواتها المسلحة الباسلة.. علاوة على آلاف من المتطوعين والكشافة والأطباء والممرضين بالمستشفيات الميدانية.كما تقدم ملايين الوجبات الغذائية والمياه الباردة، ونشرات التوعية بكل لغات العالم، بالإضافة إلى آلالاف من قوات النخبة المختصة بتأمين عدم تسييس الحج كما يريد أعداء المملكة والأمة العربية.في كل عام، تقدم المملكه جديدا في موسم الحج.. بدءًا من توسعات الحرم المكي، وقطار المشاعر، وجسر الجمرات، الذى حافظ على آلالاف الأرواح حيث يدخل الحجاج من مكان، ويخرجون من آخر بعد رمي الجمرات منعًا للتدافع، علاوة على الطرق الواسعة.بجهد لا يتوقف.. ودأب من كل قادة المملكة وشعبها.. من الملك الأمين النبيل إلى ولي عهده الفارس الطموح، الذي ينظر إلى مملكة حديثة متنوعة الموارد ليس على النفط فقط.. وإنما على مصادر أخرى للدخل تسهم في التنمية المستدامة للملكة.من واقع معايشتي أقول إن خبرة المملكة فاقت كل دول العالم في مجال السياحة الدينية الضخمة، التي يتم تنظيمها في أيام معدودة.. حيث يعرف كل سعودي دوره سنويًا في خدمة ضيوف الرحمن، فأنت ترى مسئولي المملكة طوال موسم الحج في سعي على خدمة الحجيج، منهم من يستقبل ومنهم من يتابع ويتنقل بين الحجيج، وآخرون يتواصلون مع العالم في سيمفونية من الأداء لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار قبر رسوله صَل الله عليه وسلم.لقد شهد العالم كله للمملكة بتميزها في أداء هذه الرسالة الجليلة بشكل مبهر وبتناسق يثير الإعجاب، وهو يتطور عامًا بعد عام.. ولقد تابعت من هناك جهود بعثة الحج المصرية بكافة طواقمها ما زادني فخرًا علي فخر تواجدي في أرض الله المقدسة.هنا الكل يعتبر كل حاج مصري بمفرده هو رسالته.. تجد التسهيلات قائمة، والإرشاد متواصل، والرعاية متوفرة، والاطمئنان على الجميع يجري في عروق كل المسئولين عن البعثة، وكل ذلك حبًا في خدمة ضيوف الرحمن، وحجاج أم الدنيا مصر.أيضًا لا يمكن تصور دور المستشار عمر مروان، وزير مجلس النواب، رئيس بعثة الحج والدور المضني الذي قام به من أجل تذليل كافة العقبات، وتسهيل أداء الفريضة، وتنفيذ توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى كان يتابع بنفسه لحظة بلحظة سلامة الحجاج المصريين.وكذلك دور سفير وزير الداخلية اللواء عمرو لطفي، مساعد وزير الداخلية، والرئيس التنفيذي لبعثة الحج وجولاته المكوكية من أجل راحة الحجيج، وطمأنتهم وتوفير كافة سبل الراحة والمعيشة والمواصلات، وكل من اللواء حسام طلعت، نائب رئيس البعثة، و اللواء محمود الجمسي، واللواء عمرو جويلي، واللواء علي أباظة، واللواء عاصم جابر، واللواء رفعت نصار، رئيس قطاع مكة، واللواء مجدى مصطفى، والعقيد محمد عبدالرحمن، الذى كان مسئولًا عن الحجاج التائهين والموتى، وكان له دورًا كبيرًا في دفن الموتى واستخراج التصاريح، والمقدم علاء سعيد دينموا البعثة المصرية ضابط الاتصال الذي كان يتواصل ليلًا نهارًا مع الضابط والمطوفين للتأكد من سلامة حجاجها، والمقدم الحسينى عيسوى.وأيضا دور قطاع العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية، تحت قيادة اللواء خالد فوزي، مساعد وزير الداخلية الذي كلفه وزير الداخلية بمتابع أسر الشهداء، وتوفير كل سبل الراحة والمعيشة لهم، فكان هناك خط متواصل على مدار ٢٤ ساعة بينه وبين اللواء علاء الأحمدي، رئيس بعثة أسر شهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، واللواء ياسين صيام، والعقيد إبراهيم نصر، والمقدم إسلام الطرابيشي، والمقدم محمد شرشر، تلك النسور التي كانت تقوم بتوزيع المياه على الحجاج في مخيمات منى وعرفات ومزدلفة.ولا أنسى الدور الذي قام به ملائكة الرحمة رجال البعثة الطبية الدكتور عمرو قنديل، المشرف العام على البعثة الطبية، والطبيب الذي لقبه الحجاج بالحنون فتحى سلمان، أخصائي باطنة، وطبيب البعثة الطبية للجج في الجهد الجبار والكشوف الدورية على كبار السن والمرور عليهم، وتقديم الخدمات فاق الوصف وكان له أثر عظيم في نجاح البعثة.ومما لا شك فيه فإن نجاح أي منظومة أو عمل يعتمد على التخطيط السليم، واستخدام أحدث الأساليب العلمية في التخطيط والتنظيم، وهو ما قامت به البعثة المصرية حيث عملت بروح الفريق كمنظومة واحدة كللت فكر وجهد القائمين على البعثة بالنجاح، وهو ما فعلته بعثة هذا العام وقيادتها بالتنسيق مع مسئولي المملكة، فتحية شكر وتقدير لكل القائمين على هذا العمل الشاق سائلين المولى عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وشكرا للملك سلمان وولي عهده، وشعب السعودية حكومة وشعبًا فكرًا وجهدًا، ولكل القائمين على مناسك الحج.

مشاركة :