دهون البطن ترتبط بالتراجع المعرفي

  • 8/28/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في أكبر دراسة من نوعها، استخلص الباحثون أن امتلاك معدلات أعلى من دهون البطن في مرحلة الشيخوخة يرتبط بتراجع الوظائف المعرفية. يشكل الخرف على أنواعه، خصوصاً الناجم منه عن مرض ألزهايمر، مصدر قلق متنامياً. فمع ارتفاع متوسط سن الإنسان المتوقع باستمرار، يزداد انتشاراً. تشير التقديرات راهناً إلى أن 47 مليون إنسان حول العالم يعانون الخرف. ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 75 مليوناً بحلول عام 2030. لذلك يُعتبر فهم عوامل الخطر في هذه الحالات بالغ الأهمية لأنه يقدّم لنا تدخلات محتملة تساعدنا في الحد من خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في السن. وتشمل عوامل الخطر هذه السمنة. برهنت دراسات سابقة أن البالغين الذين يعانون الوزن الزائد لا يقدمون أداء جيداً في اختبارات الذاكرة والمهام البصرية-المكانية. لكن العلماء يجهلون ما إذا كانت هذه العلاقة تستمر في مرحلة الشيخوخة. صحيح أن دراسات سابقة تناولت هذه النقطة، إلا أنها أدت إلى نتائج متناقضة. ولما كانت كل دراسة شملت أنواعاً مختلفة من الاختبارات المعرفية، فيصعب جمع النتائج وإجراء تحليل شامل. تجربة واسعة قرَّر باحثون أخيراً الإجابة عن هذا السؤال بشكل حاسم معتمدين تجربة واسعة. انضم فريق من مستشفى سانت جيمس وكلية ترينيتي دابلن، وكلاهما في أيرلندا الشمالية، إلى علماء من مركز الابتكار الغذائي للطعام والصحة في جامعة يولستر في أيرلندا أيضاً. اعتمد هؤلاء الباحثون على بيانات من دراسة المسنين التي أجراها قسم ترينيتي يولستر للزراعة. شملت البيانات معلومات من آلاف من البالغين الذين تخطوا سن الستين من العمر في أيرلندا وأيرلندا الشمالية. قُيّم كل من المشاركين الـ5186 باستخدام مجموعة من الاختبارات المعرفية. ونُشرت النتائج في المجلة البريطانية للغذاء. عندما أنهى الباحثون تحليلهم، اكتشفوا أن مَن امتلكوا أعلى نسب من معدلات محيط الخصر إلى الورك (أحد مقاييس السمنة) قدموا أداء معرفياً أدنى. من اللافت أن قياسات مؤشر كتلة الجسم الأعلى لم تُظهر ميلاً مماثلاً. على العكس، حمت أرقام مؤشر كتلة الجسم الأعلى الأداء المعرفي. ويعتقد العلماء أن هذا يعود إلى أن مؤشر كتلة الجسم لا يُشكل دوماً مقياساً لدهون الجسم يُعتمد عليه، بما أنه لا يأخذ في الاعتبار سوى الطول والوزن. على سبيل المثال، يملك مَن يمارسون رياضة رفع الأثقال مؤشر كتلة جسم عالياً، إلا أن كمية الدهون في جسمهم متدنية. بالإضافة إلى ذلك، لا يأخذ مؤشر كتلة الجسم في حالة المسنين عوامل مثل قصر القامة وانهيار فقرات الظهر، اللذين ينعكسان على الطول عموماً إنما يؤثران في الناس بطرائق مختلفة. تخزين الذكريات يعتقد العلماء أن تأثير دهون البطن في المقدرات المعرفية قد يعود إلى ارتفاع إفرازات المؤشرات الالتهابية، خصوصاً البروتين المتفاعل -C. تُنتَج هذه المادة الكيماوية كرد فعل تجاه الإشارات التي ترسلها الخلايا الدهنية. وقد رُبطت معدلاتها المرتفعة سابقاً بالتراجع في الأداء المعرفي. لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الدراسات أظهرت أن معدلات مؤشرات الالتهاب في الدم ترتفع في المرحلة التي تسبق الإصابة بالخرف قبل ظهور الأعراض. تشمل الجزيئات الأخرى التي تؤدي دوراً مهماً على ما يبدو الهيموغلوبين A1C. عندما ضبط الباحثون معدلاته في تحليلهم، اختفى تأثير دهون البطن الكبير في المقدرات المعرفية. الهيموغلوبين A1C نوع من الهيموغلوبين يُستخدم لتقييم معدل نسب الغلوكوز في الدم في حالة مرضى الداء السكري، وقد تبين من الدراسات السابقة أن مَن يعانون الداء السكري يواجهون تراجعاً في المقدرات المعرفية ربما بسبب الحساسية تجاه الإنسولين في الحصين الذي يؤدي دوراً في تخزين الذكريات. السمنة والتراجع يشكلان عبئاً كبيراً على الفرد والمجتمع عموماً، لذا يُعتبر مجال البحث هذا بالغ الأهمية. وربما ننجح في الحد من انتشار الخرف بخفض مستويات السمنة.

مشاركة :