اعتبر المحلل الأمريكي، المتخصص في الشؤون الدفاعية، "إيفان إيلاند"، أن ذهاب البعض إلى القول إن تركيا تعد بمثابة حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، أمر مبالغ فيه بشكل كبير، مشيرًا إلى أن أنقرة هي التي تحتاج أكثر إلى واشنطن وليس العكس. وكتب "إيلاند" في تحليل نشرته صحيفة "واشنطن تايمز"، أن النزاع بين الرئيسين الأمريكي "دونالد ترامب" والتركي "رجب طيب أردوغان" تحول إلى عداء شخصي، ونتج عنه عقوبات اقتصادية أمريكية ومضاعفة التعريفة الأمريكية على الصلب والألومنيوم المستورد من تركيا. وأوضح أن النزاع يتركز على ما وصفه بخطف الحكومة التركية القس الأمريكي "أندرو برونسون"، وجعله رهينة؛ من أجل الحصول على صفقة تبادلية بالقبض على فتح الله جولن. وذكر أن النزاع بين الطرفين، أدى إلى عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، وقاد ذلك أردوغان لإثارة غيرة الولايات المتحدة، بالتلويح بالحصول على أصدقاء جدد، بدلًا من أمريكا في إشارة إلى إقامة علاقات أفضل مع روسيا وإيران وسوريا، (خصوم الولايات المتحدة الأمريكية). وأشار "إيلاند" إلى أن تركيا لديها اعتبار في الدوائر الأمنية الأمريكية، بصفتها مركزًا بين أوروبا، وكلٍ من آسيا الوسطى غير المستقرة، والشرق الأوسط، ويتواجد بتركيا عدد من المضائق، وتشتمل الممرات المائية بين البحر الأسود وبحر إيجه، والبحر المتوسط. وقال إن التفكير التقليدي يذهب إلى أن العقارات الرئيسة في تركيا تجعلها استراتيجية من الناحية العسكرية، ولهذا على الرغم من أن غالبية تركيا تقع في قارة آسيا، فقد تم قبول أنقرة في "حلف الناتو" الذي كان من المفترض أن يكون تحالفًا للديمقراطيات الأوروبية. ومضي قائلًا: ومع ذلك، ففي حين أن تركيا قد تكون استراتيجية لأوروبا، وخاصة في منع اللاجئين من التدفق للدول التي يتواجد فيها صراعات في الشرق الأوسط، فإن قيمة أنقرة بالنسبة للولايات المتحدة مبالغ فيها إلى حد كبير. وأضاف أن تركيا قد تمنع اللاجئين السوريين من النزوح إلى أوروبا، ولكنها ساعدت في تأجيج الصراع في سوريا -والذي أسفر عن تدفق وقتل نصف مليون سوري- من خلال السماح في البداية للمتطرفين وأسلحتهم وإمداداتهم بالمرور عبر أراضيها إلى الداخل السوري. وختم المحلل المتخصص في الشؤون الدفاعية، أنه رغم تحسن العلاقات التركية الروسية، منذ أن قامت تركيا بإسقاط طائرة روسية تدعم قوات متحالفة مع الأسد، فإن التنافس التاريخي بين البلدين على مرو القرون، خصوصًا حول المضيق التركي، من المرجح أن يقيد التحسن في العلاقات بين موسكو وأنقرة، وباختصار، الحقيقة هي أن تركيا هي من تحتاج إلى الولايات المتحدة أكثر، وليس العكس.
مشاركة :