أشادت فيتنام بالسيناتور الأميركي جون ماكين، الذي توفي السبت بعد صراع مع السرطان، مشيرة إلى جهوده في «تضميد جروح» الحرب. كما أبدى سجّانه السابق إعجاباً بصلابته. وقال وزير الخارجية الفيتنامي فام بينه مينه، إن ماكين كان «رمزاً لجيله من أعضاء مجلس الشيوخ ولقدامى المحاربين في حرب فيتنام». وكتب في سجلّ التعازي في السفارة الأميركية في هانوي، إن ماكين «قاد مساعي تضميد جروح الحرب وتطبيع العلاقات والترويج لشراكة شاملة بين فيتنام والولايات المتحدة». وكان ماكين الذي أُسر خلال حرب فيتنام، من أبرز المدافعين في واشنطن عن تطبيع العلاقات مع هانوي. وأعرب العقيد السابق تران ترونغ دوييت الذي كان يدير سجن فيتنام خلال الحرب، عن احترامه لماكين الذي التقاه أثناء احتجازه. وقال لصحيفة «فيتنام نيوز»: «أعجبتني شخصيته، لصلابته وموقفه القوي». وأضاف أن «ماكين والسيناتور جون كيري ساهما كثيراً في تعزيز العلاقات بين البلدين، ولذلك كنت مولعاً جداً به». وأعرب عن حزنه لوفاته، وزاد: «أعتقد بأنه شعور الشعب الفيتنامي». وكان مقاتلو الـ «فيتكونغ» أسقطوا طائرة ماكين خلال مهمة قتالية فوق هانوي عام 1967، وقضى 5 سنوات أسير حرب في سجن كان يُعرف بـ «هانوي هيلتون» يضم الجنود الأميركيين. وتحوّل السجن نصباً تذكارياً على ضفاف البحيرة التي أُسر عندها السيناتور الجمهوري، ووضع فيتناميون وأميركيون زهوراً وبخوراً وأعلاماً بعد إعلان وفاته. وفي هانوي، قدّم العشرات احترامهم لماكين في سفارة الولايات المتحدة. وقال السفير الأميركي دانيال كريتنبرينك، إن الراحل كان «زعيماً عظيماً وبطلاً حقيقياً وصانع سلام»، ساهم في تطبيع العلاقات بين العدوّين السابقين. وأعلنت السفارة أنها ستطلق زمالة ماكين- كيري، سيتم فيها سنوياً اختيار زعيم فيتنامي شاب ملتزم الخدمة العامة، للسفر إلى الولايات المتحدة في جولة دراسية، لتعميق العلاقات بين الشعبين. وبدأ الأميركيون وداع السيناتور، خلال أسبوع ينتهي بجنازة وطنية تُنظم السبت في واشنطن، قبل أن يوارى الثرى الأحد في مقبرة الأكاديمية البحرية في أنابوليس. وأعلن منظمو المراسم أن جثمان ماكين سيُسجّى في مبنى برلمان ولاية أريزونا التي كان ممثلها في الكونغرس لأكثر من 35 سنة، في مدينة فينكس الأربعاء. وتحدث حاكم أريزونا عن «تكريم نادر وخاص لرجل مميز جداً». وفي واشنطن، سيُسجّى جثمانه الجمعة في مبنى الكابيتول، وهذه مراسم مخصصة لأبرز الشخصيات في تاريخ الولايات المتحدة، مثل الرئيسين جون كينيدي ورونالد ريغان. وسيُتاح للأميركيين إلقاء النظرة الأخيرة عليه، طيلة ست ساعات. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيسين السابقَين الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جورج بوش الابن سيلقيان كلمة، بناءً على طلب ماكين، علماً ان وسائل إعلام أميركية كانت ذكرت قبل شهور أن الراحل طلب ألا يحضر الرئيس دونالد ترامب جنازته. وكان السيناتور كتب في مذكراته التي نُشرت في أيار (مايو) الماضي: «عشت قضايا كبرى ورأيت عجائب، خضت الحرب وشاركت في السلام. صنعت لنفسي مكاناً صغيراً في تاريخ أميركي وتاريخ عصري». وبرحيله تتراجع الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ موقتاً إلى 50 مقعداً، في مقابل 49 للديموقراطيبن. وقال حاكم أريزونا إنه سيعيّن خلفاً له بعد التشييع، في انتظار انتخابات تُنظم عام 2020. ولم تتحسّر وسائل الإعلام الروسية كثيراً على وفاة ماكين، إذ أزعج موسكو بدعمه القادة الموالين للغرب في جورجيا وأوكرانيا، وتأييده فرض عقوبات على روسيا إثر ضمّها شبه جزيرة القرم. واعتبرت شبكة «روسيا-1» للتلفزة أن «ماكين بات الرمز الأول لكراهية روسيا»، معتبرة أنه «لم يتمكّن من تحمّل استقلالية سياستها الخارجية». أما صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الموالية للكرملين، فكتبت أن السيناتور الراحل «كان يعشق الحرب». إلى ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترامب رفض نشر بيان أعدّه مساعدوه، يشيد بماكين. ونقلت عن مساعدين، حاليين وسابقين، للرئيس قولهم أن الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز وأبرز موظفي البيت الأبيض جون كيلي ومسؤولين بارزين آخرين، نصحوا بإصدار بيان يصف ماكين بـ «البطل». وتابعت أن البيان أُعِدّ وأُعطي لترامب للموافقة عليه، لكنه قال لمساعديه أنه يفضل كتابة تغريدة على «تويتر».
مشاركة :