تشهد مدن إيرانية هرب عدد كبير من الأثرياء إلى الخارج في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة إثر العقوبات الأمريكية، كما شهدت المناطق الأكثر فقراً إضرابات واحتجاجات منتظمة منخفضة المستوى تحولت إلى العنف في بعض الأحيان، وفقا لـ "الفرنسية". وترتفع أسعار السلع الأساسية بسرعة، وسيأتي الأسوأ عندما تعيد الولايات المتحدة فرض عقوباتها على قطاع النفط الحيوي في إيران في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال رجل يعمل في إيصال الطعام على دراجة نارية وهو يحمل علبة من شراب الليمون وقطعة خبز "انظر إلى فطوري. لم يعد باستطاعتي شراء الفاكهة". وقال "نحن خائفون من هذه الحكومة، ومع ذلك سيخرج مزيد من الاحتجاجات". ويتمسك الرئيس الإيراني حسن روحاني بالسلطة على الرغم من أنه يجد نفسه يتعرض للهجوم من جميع الجهات: المحافظين والإصلاحيين والشارع، فيما يستعد لاستجواب أمام البرلمان اليوم. وقد أضر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى المبرم في 2015 وكذلك إعادة فرض العقوبات الأمريكية، بالاقتصاد الإيراني، ويقول معارضون "إنه كشف إخفاقات خلال السنوات الخمس التي حكم فيها روحاني البلاد". ولأول مرة يستدعي البرلمان روحاني للمثول أمامه ومواجهة أسئلة حول انهيار قيمة العملة الإيرانية وارتفاع نسبة البطالة وتفشي الفساد. وقد حجب البرلمان الثقة عن وزيري العمل والاقتصاد هذا الشهر ويسعى إلى الإطاحة بآخرين. ويتمتع البرلمان بالسلطة لعزل روحاني نفسه، رغم أنه محمي بواقع أن مرشد إيران علي خامنئي قال "إن الرئيس يجب أن يكمل ولايته حتى 2021"، رغم انتقاداته القاسية لسياساته. ورغم الآفاق القاتمة أمامه، إلا أن روحاني لا يزال يتمتع بدعم من المحافظين المعتدلين وبينهم رئيس البرلمان علي لاريجاني. لكن عديدا من أطراف المؤسسة المتشددة يعارضون مفاوضاته مع الغرب ويشعرون بالسرور للمتاعب التي يتعرض لها الاتفاق النووي. وقاد هؤلاء الهجوم ضد حكومة روحاني ويسعون الإثنين إلى الحصول على ما يكفي من الأصوات لبدء إجراءات عزل وزيري الصناعة والنقل. وصرح الصحافي السياسي فيرشيته صديقي "أفضل نتيجة بالنسبة إليهم هي رئيس عاجز، لأن ذلك يزيد فرصهم في الانتخابات المقبلة 2021". بالنسبة إلى الإصلاحيين فقد لعبوا دورا كبيرا في نجاح روحاني في الانتخابات في 2013 و2017، ويعتبرونه أفضل خيار لهم بعد قمع الحركة عقب الاحتجاجات الواسعة في 2009. ويخشى الإصلاحيون الآن أن يشوه ارتباطهم بروحاني صورتهم، كما أن عدداً منهم انشقوا عن الصفوف وانتقدوا أداء حكومته. وقال النائب الإصلاحي إلياس حضرتي أثناء تصويته لمصلحة عزل وزير الاقتصاد مسعود كارباسيان أمس الأول "ماذا فعلنا بالأمة؟ لقد جعلناهم بؤساء تعسين". وقال كليمنت ثيرمي المختص في الشؤون الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "لا أحد يعتقد أن روحاني سيصلح أي شيء بعد الآن. إنه مجرد أداة في يد النظام يبدو كأنه يعالج مطالب الشعب للتغيير بدون أن يغير أي شيء في الواقع". أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أمس، مع بدء المداولات الشفهية في دعوى أقامتها إيران أمام محكمة العدل الدولية، أن الولايات المتحدة ترى في الدعوى محاولة للتدخل في حقها في اتخاذ إجراءات لاعتبارات الأمن القومي، مضيفة أنها "ستتصدى لمزاعم طهران". إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان "دعوى إيران أمام محكمة العدل الدولية محاولة للتدخل في الحقوق السيادية للولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات قانونية، بما في ذلك إعادة فرض العقوبات الضرورية لحماية أمننا القومي. إن الدعوى التي أقامتها إيران تشكل سوء استغلال للمحكمة"، وفقا لـ "رويترز". وطلب محامون إيرانيون من محكمة العدل الدولية أمس، أن تأمر الولايات المتحدة برفع عقوبات اقتصادية فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترمب على طهران. وتقول الدعوى القضائية التي أقامتها إيران أمام محكمة العدل الدولية "إن العقوبات الأمريكية، التي تلحق الضرر بالاقتصاد الإيراني الضعيف بالفعل، تمثل خرقا لاتفاقية صداقة غير معروفة على نحو يذكر مبرمة بين الدولتين". وقال محسن محبي، ممثل إيران، في بداية الجلسات التي تستمر أربعة أيام "الولايات المتحدة تروج علنا لسياسة تهدف إلى الإضرار".
مشاركة :