نقلت «وكالة الإعلام الروسية» للأنباء عن وزير الدفاع سيرغي شويغو تصريحه اليوم (الثلثاء) بأن الجيش الروسي يجري محادثات مع جماعات مسلحة في إدلب السورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة للتوصل لتسوية سلمية. ونقلت عنه قوله إن هدف محادثات إدلب هو التوصل إلى حل سلمي مشابه للتسويات التي جرى التوصل إليها في الغوطة الشرقية ودرعا. وكانت مصادر بارزة في «الجيش السوري الحر» أكدت أن «تركيا تواصل جهودها على مستويات عدة من أجل إقناع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً بحل الهيئة». وكشف مصدر قيادي في فصائل الشمال المقربة من تركيا في اتصال أجرته معه «الحياة» أن «هناك تجاوباً مع العروض التركية من قبل بعض التيارات في داخل الهيئة، فيما يرفض التيار المتشدد أي حلول مطروحة»، ورجح المصدر المطلع على ملفات عسكرية وأمنية مهمة أن «يتم تمديد مهلة الاتفاق بين روسيا وتركيا لإنهاء عقدة الهيئة الذي ينتهي بداية أيلول (سبتمبر) المقبل. وأشار المصدر إلى «تعقيدات كبيرة تواجه تركيا في إقناع التيارات المتشددة في الهيئة بحل ذاتها والاندماج في فصائل لا تتبنى فكر القاعدة الجهادي»، لافتاً إلى أن بعض التيارات «لن يتخلى عن هدف إقامة إمارة إسلامية أياً كانت حجم الضغوط أو اٌغراءات المقدمة لها»، وذكر المصدر أن «تركيا تعمل على مستويات عدة وبهدوء» مستبعداً أن «تقوم بحملة اغتيالات بحق قادة النصرة لأن ذلك سيؤدي إلى دوامة لا يمكن التنبؤ بنهايتها»، مرجحاً أن الحل النهائي قد يتضمن «إخراج القادة المتشددين وجماعاتهم إلى مناطق محصورة في البادية يسهل لاحقاً التعامل معهم بعيداً من المراكز الحضرية». وأوضح المصدر أن «صعوبة المحادثات تكمن أيضاً في أن قيادات «الهيئة» مخترقة من قبل أجهزة استخبارات عالمية وإقليمية متعددة أهمها استخبارات النظام التي أطلقت سراح متشددين إسلاميين لتشويه صورة الثورة وطبعها بطابع إسلاموي متشدد»، ولفت إلى أن «إيران وحزب الله هي أول من عقد صفقة مع مقاتلين تابعين للنصرة من أجل نقلهم إلى إدلب، واستكملها باتفاق المدن الأربع، وتلاه اتفاقات أخرى للنظام في الغوطة ودرعا وجنوب دمشق».
مشاركة :