ملاحظة مهمة وضرورية.. قيمتها لا تتوقف عند حدود طبيعة الأوضاع العربية الراهنة ولكنها تكشف لنا تأكيداً بأن العالم العربي تجتذبه كثير من المغريات بعيداً عن حضور عربي مشترك وعبر مفاهيم شاملة الرعاية للعالم العربي.. ما يحتاجه العالم العربي.. ليس استكمال كفاءة احتياجات.. ليس الانطلاق نحو صفات من التداخل والتعاون بحيث يجوز أن تسميه عالماً واحداً.. ليس هذا هو المطلوب عندهم.. هو ضرورة.. لكنه صعوبة في الانسجام مع واقع العالم العربي الراهن.. تعال إلى أزمة المخاطر القائمة.. ومنها استعمال السلاح الكيماوي.. ومنها الوضوح التام لمنطلقات التوزع الديني العجيب الغريب.. وكأنه مؤخراً وبعد سنة تم التوصل إلى حقيقة وهمية تصف مسلمين بأنهم حزب الله وتصف آخرين بصفات تميز سنيّة.. وفئة ثالثة ليست سنيّة ولا شيعية تمرر انفرادها المحدود ليكون عضوية خاصة مرفوضة من ناحية ويُساوم عليها من ناحية أخرى كما هو واقعها في أرض الشام.. ما يصعب أن يفهمه العالم العربي هو لو أن إقليماً عربياً صغيراً في واقع حضور عربي ثم دولي متميز الاستقلالية في كل ما يؤكد حريته الخاصة لاستطاع أن يكسب احترام من حوله مثلما هو واقع فئات عديدة في شرق آسيا وفي غرب أفريقيا وجنوبها، يأتي التساؤل المذهل.. من الذي يتولى إدارة العالم العربي في مسار اتجاهات الهبوط.. من الذي يفرض على العالم العربي بدائية المفاهيم.. لا أحد.. الحقيقة.. هي أن تعثر العالم العربي هو الذي جعله مسخرة لمعمر القذافي ومجزرة لصدام حسين ومنزلاً خاصاً لأقلية مواطنة فرضها حافظ الأسد وجعلها إرثاً لابنه.. تشعر كعربي بمرارة المتابعة.. عندما تجد أن وطنك تحول لملعب منافسات عالمية ولا حضور لصوت عربي شامل.. نعم المملكة ومصر لهما اليقين الاستقلالي الواضح لكن الأمر يخص الأكثرية العربية.. ألم يمثل مشاهد طريفة ما مر به الرئيس الأمريكي أوباما من تناقضات آراء خلال ثلاثة أيام فقط حول ما إذا كان يقصد تنفيذ الحرب خلال يوم أو أسبوع أو شهر ثم أخيراً ترك الأمر لإرادة الكونجرس ومن الطريف أن يأتي هذا الموقف الذي لا يليق إطلاقاً بمكانة دولة عظمى بعد يومين أو ثلاثة من النشر إعلامياً لصور تخص الرئيس الأمريكي وهو يذرف الدموع إثر مشاهدته لفيلم يخص مرحلة للتمييز العنصري سابقاً فكيف بكى لحقائق ماضٍ انتهى ونسي ما هو قائم.
مشاركة :