يبدو أن المشهد العراقي على أبواب «حسم الأمر» وتشكيل نواة «الكتلة الأكبر»، أو ما يسمى يـ «تحالف النواة»، ويضم ائتلاف «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، و«النصر» بزعامة حيدر العبادي، و«الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، وائتلاف «الوطنية» بزعامة إياد علاوي.. وبحسب تقديرات الدوائر السياسية في بغداد، فإنه سيتم الإعلان قريبا عن الكتلة الأكبر، وأن حظوظ «العبادي» هي الأكبر بولاية ثانية لرئاسة الحكومة الجديدة، ولا توجد أي اعتراضات عليه. وكانت مساعي تشكيل «الكتلة النيابية الأكبر» المكلّفة بتسمية رئيس الوزراء الجديد، قد دخلت مرحلة حاسمة مع انطلاق مشاورات مكثفة في بغداد، التي وصل إليه وفد من الحزبين الكرديين الرئيسين «الديموقراطي» و«الاتحاد الوطني»، ومشاورات أخرى في أربيل بدأها وفد من التحالف الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر..وكشف رعد الدهلكي، عضو ائتلاف «الوطنية» بزعامة إياد علاوي، عن توجه القوى السنية للتحالف مع كتلة «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، فيما أكد تحالف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي قرب انضمام بعض نواب تحالفي «دولة القانون» و «الفتح» إليه. وتناقلت وسائل إعلام تسريبات أفادت بوجود «رغبة» لدى أعضاء في تحالف الفتح (بقيادة العامري والمالكي) في الانضمام إلى تحالف نواة الكتلة الأكبر (بقيادة الصدر والعبادي)..وكشف القيادي في ائتلاف «النصر»، علي السنيد، عزم عدد من نواب تحالفي «دولة القانون» و «الفتح» الانضمام إلى «تحالف النواة»، وأن نواباً من التحالفين «وعدوا شفهياً بالانضمام إلى تحالف النواة، لتشكيل الكتلة الأكبر خلال الأيام المقبلة».. وأضاف: إن «جزءاً مهماً من اتحاد القوى قرر الانضمام رسمياً إلى التحالف الأكبر، للمضي في تشكيل الحكومة». وأشار «السنيد» إلى أن «تشكيل الكتلة الأكبر قاب قوسين أو أدنى وفي شكل أكثر واقعية من قبل، وأن كل التفاهمات والتحركات تبشر بتشكيل الكتلة الأكبر «تحالف النواة» قريباً. وبينما أعلنت رئاسة الجمهورية، الثالث من الشهر المقبل سبتمبر / أيلول، موعداً لانعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد..تتسابق القوى الشيعية المنقسمة إلى قطبين، بين تحالف يقوده الصدر مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ويضم قوى سنّية، وآخر بقيادة زعيم «منظمة بدر» هادي العامري، وزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، لاستقطاب الأكراد والقوى السنّية، في ظل تحركات إيرانية وأمريكية، تلعب من أجل دعم فريق دون الآخر، وهو ما بدا واضحا في الانقسام بين قادة الحزبين الكرديين، في شأن التحالف مع القوى الشيعية، بفعل ضغوط تمارسها طهران لدفعهم للانضمام إلى «تحالف الفتح» وائتلاف «دولة القانون»، بالتزامن مع ضغوط أمريكية لدفعهم الالتحاق بتحالف «الصدر- العبادي» !! ومن جهة أخرى..أكد مسؤولون في الحزبين الكرديين المتحالفين «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني، و«الاتحاد الوطني» بقيادة عائلة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، اللذين فازا بـ43 مقعداً نيابياً، التوصل أخيراً إلى تفاهمات مع «المحور الوطني» السني، على أن حسم خيارهما للانضمام إلى تحالف أحد القطبين الشيعيين «ما زال مرهوناً بالمشاورات المرتقبة ومدى استجابة كل طرف للمطالب الواردة ضمن ورقة الأكراد التفاوضية، وهي «ضرورة الالتزام بالمبادئ الثلاثة في إدارة الحكم بالعراق: الشراكة، التوافق، والتوازن، وتطبيقها على العملية السياسية، ومشاركة كل مكونات العراق في إدارة الحكم، بتشكيل حكومة غالبية وطنية تمثل الجميع، وتنفيذ مواد الدستور من دون انتقائية».. وهي مطالب تقترب من برنامج «تحالف النواة» وما سبق أن اكد عليه مقتدى الصدر، مما يشير إلى اقتراب إعلان الحزبين الكردين الانضمام إلى نحالف «الصدر ـ العبادي» لتشكيل الكتلة الأكبر (تحالف النواة). كان ائتلاف «الوطنية» عقد اجتماعاً ، في حضور كل القياديين وعدد من النواب، ورحب المجتمعون في بيان بـ «انضمام عدد من النواب إلى الائتلاف، معربين عن إيمانهم بثوابت المشروع الوطني، وأكد بيان الاجتماع الذي عقد في بغداد، الأحد الماضي، على مشروع الفضاء الوطني، ورفض أي اصطفافات طائفية تُبقي العملية السياسية في إطار المحاصصة المقيتة، وضرورة إحداث تغيير في المرحلة المقبلة بما ينسجم مع مطالب المتظاهرين، وأن تتشكل الحكومة الجديدة بإرادة عراقية بعيدة من التدخلات الخارجية، وأن تعتمد الكفاءة والمهنية وقادرة على إنجاز ملف التنمية والخدمات، وتفعيل ملف عودة النازحين وإعادة إعمار المدن التي عانت سطوة الإرهاب، وبناء المؤسسة العسكرية في شكل مهني، وحصر السلاح بيد الدولة. ويرى المحلل السياسي العراقي، عبد الجبار الرشيدي، أن إعلان تشكيل الكتلة الأكبر بقيادة الصدر والعبادي، أصبح قريبا، خلال أيام معدودة، وهي الكتلة التي تجد توافقا من غالبية الشارع العراقي، ومن المتظاهرين والمحتجينن، لأن مقتدي الصدر ليس محسوبا على إيران ويعادي التدخلات الأمريكية، اما العبادي فهو أيضا يعلي من شأن الوطنية العراقية دون الرضوخ لقوى خارجية، وإن كان لا يجاهر بالعداء لكل من واشنطن وطهران، وليس منحازا لأي طرف .. والأمر الثالث أن برنامج تحالف «الصدر ـ العبادي» هو برنامجا وطنيا يلبي مطالب الشارع العراقي، ويرفض أي اصطفافات طائفية تُبقي العملية السياسية في إطار المحاصصة، ورفض التدخلات الخارجية، ومكافحة الفساد وردع المفسدين، والبدء في مشروعات التنمية ورفع مستوى المعيشة للعراقيين، كما أن كل من الصدر والعبادي، لديهم توجهات عربية، وعودة العراق إلى الحضن العربي، وعلاقات وطيدة مع دول الجوار العربي.
مشاركة :