عقد مجلس الأمن، أمس، جلسة طارئة، بدعوة من روسيا، لبحث آخر التطورات في محافظة إدلب السورية. وقال سيرغي رياكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن بلاده طلبت مشاروات عاجلة على طاولة مجلس الأمن لبحث الأوضاع في إدلب، وما اعلنته موسكو حول تحضير فصائل المعارضة لهجوم كيماوي على إدلب. وتابع رياكوف: «جبهة النصرة تحضر لاستخدام مواد كيماوية تحتوي مادة الكلور في إدلب، وستقوم منظمة الخوذ البيضاء بتنظيم هذا الأمر لاتهام دمشق به». وأضاف أن هذا السيناريو هدفه توجيه الغرب ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وعززت روسيا وجودها العسكري قبالة سوريا، حيث أرسلت إلى المتوسط فرقاطتين مجهزتين بصواريخ عابرة من نوع «كاليبر» قادرة على ضرب أهداف على الارض أو على سفن. وردا على حديث موسكو عن تعزيز واشنطن قواتها في المتوسط، نفت وزارة الدفاع الأميركية ذلك، وقال الناطق باسمها إريك باهون، إن التقارير الروسية عن حشد أميركي في المتوسط «ليست أكثر من دعاية.. لكن هذا لا يعني أننا غير مستعدين للرد إذ استخدم بشار الأسد الكيماوي». لكن في شمال شرقي سوريا، نشر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أجهزة رادار متطورة في مطارين عسكريين قرب كوباني (عين العرب) ومدينة رميلان، كجزء من خطة لإقامة منطقة حظر جوي، وفق ما نشر موقع Dvids، الوكيل الإعلامي لوزارة الدفاع الأميركية. ولفت الموقع إلى وصول معدات تابعة لـ«سرب المراقبة الجوية 727» الذي يوفّر صورة حية ومستمرة للمجال الجوي في سوريا، ومعلومات مبكرة بدقة من أجل التدخل السريع من قبل الطائرات القتالية. وسبق استخدام السرب خلال حربَي العراق وأفغانستان. تحضيرات عسكرية في غضون ذلك، تزداد المخاوف الدولية من شن النظام السوري حملة عسكرية على إدلب، حيث تستمر قواته باستقدام التعزيزات العسكرية إلى محيط إدلب، بينما أرسلت الفصائل المعارضة تعزيزات ضخمة إلى خطوط التماس مع قوات النظام. من ناحيتها، نفت «الجبهة الوطنية للتحرير» التواصل مع الروس من أجل الوصول إلى حل في إدلب، موضحة أن التصريحات الروسية تندرج حول ذلك تحت «الكذب والتدليس والمكر والخداع والحرب النفسية على الشعب». بدورها، قالت منظمة الدفاع المدني إنها لا تملك التقنيات الكافية لمواجهة أي هجوم كيماوي من قبل النظام على إدلب، موضحة أن الاتهامات الروسية الأخيرة حول هجمات كيماوية على إدلب ذريعة لها لاستخدامها في المنطقة. موقف طهران من ناحيته، قال العميد عبد القاسم علي نجاد، الملحق العسكري الإيراني في دمشق، إن استمرار وجود مستشارين إيرانيين في سوريا من بنود الاتفاقية الدفاعية والتقنية الموقعة بين البلدين. ولفت إلى أن مستشاري بلاده يعملون على تطهير حقول الألغام وإزالة العتاد المتبقي في مناطق مختلفة، وأن إيران ستساعد في إعادة إعمار سوريا. من جانبه، وقّع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي اتفاقية تعاون عسكري مع سوريا، تهدف لإعادة بناء القوات السورية وتعزيز البنى التحتية الدفاعية، كما تسمح بمواصلة «الوجود والمشاركة» الإيرانية في سوريا. ووصل حاتمي الأحد إلى دمشق في زيارة التقى خلالها الأسد، وزار حاتمي مدينة حلب وتفقّد إحدى «قواعد قوات التدخل السريع للمدافعين عن المقدسات». وتحظى حلب بأهمية كبيرة لدى إيران، وتعتبرها نقطة ارتكاز عسكرية أساسية لها في سوريا، وخاصة ريفها الجنوبي. لقاء سرّي من جهة أخرى، أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، في عددها الصادر، أمس، بأن لقاء أمنيا رفيع المستوى عقد قبل شهرين في دمشق، بين ضباط من وكالات استخبارية وأمنية أميركية، نقلتهم طائرة إماراتية، من دمشق إلى المزة، ورئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك ورئيس الإدارة العامة للمخابرات العامة اللواء ديب زيتون ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء موفق أسعد. ونقلت الصحيفة أن الوفد الأميركي قدم عرضاً يتضمن سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا مقابل ثلاثة مطالب، تشمل انسحاب المقاتلين الإيرانيين من الجنوب السوري، وضمانات لحصول الشركات الأميركية على حصة من قطاع النفط في شرقي سوريا، وتزويد الجانب الأميركي بالمعلومات الكاملة حول المجموعات الإرهابية في سوريا. ووفق الصحيفة، قال مملوك إن قضية مشاركة الشركات الأميركية في قطاع النفط يمكن تركها إلى مرحلة إعادة الاعمار، وفي قضية المعلومات حول المقاتلين الأجانب، قال إن دمشق «لن تقدم أي تعاون أو تنسيق أمني (…) قبل الوصول إلى استقرار في العلاقات السياسية بين البلدين». وانتهى اللقاء بـ «الاتفاق على إبقاء التواصل قائماً عبر القناة الروسية – الإماراتية». (أ ف ب، رويترز، الأناضول)
مشاركة :