القاهرة – محمود كمال | ما بين واقعة «ممكن نشرب كوفي»، وحادث مقتل نقاش على يد عاطل تحرش بزوجته في الإسكندرية، حكايات كثيرة عن التحرش بالمرأة، سواء لفظيا أو حركيا، باتت تنتشر مؤخرا في مصر، ما دعا مشيخة الأزهر الشريف إلى رفع الصوت والتأكيد على أن التحرش «محرم شرعا» ولا يجوز تبريره، ولا بد من التنبه له ومحاربته. وقال الأزهر، أمس، إنه تابع ما تم تداوله من حوادث تحرش، وصل الأمر في بعضها إلى حد اعتداء المتحرش على من يتصدى له، أو يحاول حماية المرأة المتحرش بها، فيما سعى البعض إلى جعل ملابس الفتاة أو سلوكها مبررا يُسوغ للمتحرش جريمته النكراء، أو يجعل الفتاة شريكة له في الإثم. وفي هذا السياق، شدد على أن التحرش، إشارة أو لفظا أو فعلا، هو تصرف محرم وسلوك منحرف، يأثم فاعله شرعا، كما أنه فعل تأنف منه النفوس السويّة وتترفع عنه، وتنبذ فاعله، وتجرِّمه كل القوانين والشرائع. وأكد الأزهر أن تجريم التحرش والمتحرِش يجب أن يكون مطلقا ومجردا من أي شرط أو سياق، فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط؛ لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، ومن فقدان الإحساس بالأمن. ودعا الأزهر إلى تفعيل القوانين التي تجرم التحرش، وإلى رفع الوعي المجتمعي حول أشكاله وخطورته، والتنفير من آثاره المدمرة. وكانت مبادرات عدة قامت بها جمعيات لمواجهة الظاهرة ومواكبة ما تقوم به الأجهزة الأمنية لمنع مثل تلك الأفعال بعد أن أثير الجدل حولها، وظهر من يبررها ويلقي اللوم على الضحية، أكانت فتاة بالغة أم طفلة، كواقعة طفلة «أجا» في الدقهلية، التي تحرش بها حلاق وقتلها خشية افتضاح أمره.
مشاركة :