أعلنت سيراليون عزل كل شمال البلاد فوراً ولخمسة أيام لوقف انتشار وباء «إيبولا» في المنطقة. وقال نائب وزير الإعلام والاتصالات ثيو نيكول لوكالة «فرانس برس» إن «إجراء العزل لخمسة أيام يشمل كل منطقة الشمال»، بينما أكد الوزير في حكومة المنطقة علي كامارا اتخاذ هذا الإجراء. وكانت الحكومة فرضت هذا التدبير الوقائي الصارم على كل السكان من 17 إلى 19 أيلول (سبتمبر) الماضي، أي لثلاثة أيام قام خلالها أكثر من 28 ألف متطوع بحملة من بيت إلى بيت. والشمال هو أكبر المناطق الإدارية الأربع في سيراليون، المستعمرة البريطانية السابقة التي يبلغ عدد سكانها حوالى ستة ملايين نسمة. وقال كامارا: «خلال مرحلة عزل المنطقة لن يفتح أي محل تجاري وستبقى الأسواق مغلقة»، كما يمنع تنقل أي شخص بين المدن والبلدات باستثناء الفرق المشاركة في مكافحة «إيبولا». وفي الشمال أثار نبأ فرض الإجراءات المشددة استياءً شديداً، كما قال لوكالة «فرانس برس» سكان مدن. وقال فيليكس كوروما، الذي يقيم في ماكيني، كبرى مدن المنطقة إن «الشوارع مقفرة والناس باقون في بيوتهم». وقال الرئيس ارنست باي كوروما في 17 الجاري إن «بلدنا في حالة حرب ضد عدو خبيث يواصل قتلنا». ومنذ فرض حالة الطوارئ في 31 تموز (يوليو) الماضي، تخضع مناطق عدة في سيراليون لقيود على التنقلات، وما زالت هذه الإجراءات مطبقة في ست مقاطعات. وأدى وباء «إيبولا» خلال سنة واحدة إلى وفاة أكثر من 7500 شخص، معظمهم في سيراليون وليبيريا وغينيا، البلد التي بدأ فيها الوباء. وسُجل أكبر عدد من الوفيات في ليبيريا، 3376 حالة وفاة من أصل 7518 إصابة، ولكن العدد الأكبر من الإصابات سُجل في سيراليون وبلغ 8939 من أصل 19340، وفق أرقام نشرتها «منظمة الصحة العالمية» بداية الأسبوع الجاري. وأشارت السلطات إلى أن انخفاضاً في عدد الإصابات سجل في الأسابيع الأخيرة، بينما باتت الإصابات الجديدة تسجل خصوصاً في غرب البلاد حيث تنفذ من 17 إلى 31 الجاري حملة واسعة. وإلى جانب رسائل التوعية، ضاعفت السلطات التحذيرات من الممارسات الخطيرة مثل شعائر غسل جثث الموتى قبل دفنها تحت طائلة السجن، كما صدر منذ يومين أول حكم في هذا المجال على زعيم محلي في بلدة بومبي غرب البلاد. وفي غينيا أعلن حاكم العاصمة كوناكري منع الاحتفالات في نهاية السنة «طبقاً للضرورات الصحية». وفي ليبيريا لم يعلن منع أي احتفالات ولكن الكثير من السكان يستعدون لنهاية سنة حزينة أثرت على القدرات الشرائية للدول الثلاث. بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا إلى ذلك أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا أن عضواً رابعاً في البعثة نقل إلى مركز للعلاج بعدما أصيب بالعدوى. وقالت رئيسة البعثة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في هذا البلد كارين لاندغرين في بيان: «هذه رابع إصابة في البعثة»، توفي منها اثنان بالفيروس منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في حين شفي الثالث و»خرج من المستشفى هذا الأسبوع». وفي الولايات المتحدة أعلنت «هيئة المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها» أن أحد العاملين في مختبراتها قد يكون تعرض للإصابة بفيروس «إيبولا» بعد خطأ خلال العمل. وقالت الهيئة في بيان حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منه إن عامل أو عاملة المختبر «لم يظهر عليه أي أعراض للمرض وستتم متابعته 21 يوماً»، وهي فترة الحضانة القصوى للفيروس. إلى ذلك أعلنت «منظمة الصحة العالمية» إن عدد القتلى في العالم جراء وباء «إيبولا» ارتفع إلى 7588 من أصل 19497 إصابة مؤكدة. وأضافت أن الفيروس ما زال ينتشر بقوة في سيراليون، خصوصاً في الشمال والغرب، كما وردت تقارير عن 315 حالة مؤكدة جديدة في المستعمرة البريطانية السابقة الأسبوع الماضي. وأضافت المنظمة: «في غينيا، سجلت 156 حالة مؤكدة أثناء الفترة ذاتها، وهو أعلى معدل أسبوعي للحالات تبلغ عنه الدولة خلال التفشي». وعزت ذلك إلى «زيادة في الحالات في منطقة كيسيدوجو في الجنوب الشرقي حيث سجلت 58 حالة مؤكدة، وهو ثلث الحالات المسجلة في البلاد الأسبوع الماضي». وأشارت إلى أن «المنطقة لم تسجل في السابق أكثر من خمس حالات أسبوعياً، ما يعزز الحاجة إلى استمرار الحذر حتى حين لا يكون الفيروس واسع الانتشار». وفي ليبيريا، حيث تراجع ظهور حالات خلال الشهر الماضي، سُجلت 21 حالة الأسبوع الماضي». وقال الباحث بيتر بيوت، الذي ساعد في اكتشاف الفيروس عام 1976، إن «أزمة إيبولا التي أودت بحياة أول ضحاياها قبل سنة، يرجح أن تستمر حتى نهاية عام 2015». إنفلونزا الطيور إلى ذلك قال الناطق باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار إن طفلاً يبلغ من العمر خمس سنوات توفي بفيروس إنفلونزا الطيور «إتش5 إن1»، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بالمرض في مصر هذه السنة إلى 10 من أصل 22 حالة مكتشفة. وقال لوكالة «رويترز» إن «الطفل دخل مستشفى في محافظة أسوان بداية الأسبوع وهو يعاني من حمى واحتقان وصعوبة في التنفس». ونقل الطفل بعدها إلى مستشفى الحميات في المحافظة، ولكن بعد تدهور حالته الصحية وضع على جهاز التنفس الصناعي في مستشفى ثالث حيث توفي مساء أمس. وأضاف أن الأم قالت إن طفلها خالط طيوراً مريضة. وقال عبد الغفار إن «من بين حالات الإصابة الأخرى، وعددها 12، غادر ثمانية المستشفى وما زال أربعة يتلقون العلاج». وأظهرت بيانات «منظمة الصحة العالمية» أن ما بين عامي 2003 وبداية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تم التأكد معملياً من 668 حالة إصابة بشرية بفيروس «أتش 1 إن1»، أبلغ عنها رسمياً في 16 دولة توفي منهم 393 شخصاً. وتتركز معظم الإصابات بالفيروس في مصر في المناطق الريفية الفقيرة في صعيد البلاد، حيث تربي العديد من الأسر الطيور الداجنة في منازلها.
مشاركة :