«أرامكو» تتفوق على منافسيها في براءات الاختراع

  • 8/29/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منح مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي شركة "أرامكو"، 230 براءة اختراع العام الماضي، أي نحو أربعة أضعاف براءات الاختراع التي حصلت عليها الشركة في عام 2013 والتي بلغت 57 براءة اختراع فقط. وبهذا احتلت "أرامكو" في ذلك العام المرتبة الثالثة بين شركات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما، متأخرة بفارق كبير عن شركة إكسون موبيل، وبفارق بسيط عن شركة شيفرون.وشملت آخر براءات اختراع التي حصلت عليها "أرامكو" سوائل لتكسر التكوينات الصخرية الحاملة للنفط باستخدام الجسيمات الدقيقة، وقاعدة تثبيت للروبوتات المتنقلة المستخدمة في حقول النفط، وتقنيات لإزالة الكربون من الوقود.وقال أحمد الخويطر، كبير الإداريين التقنيين في "أرامكو": "تمنح التقنيات ميزة تنافسية.. سواء كانت لمساهم واحد أو عدد من المساهمين".وضاعفت "أرامكو" خلال السنوات الخمس الماضية عدد العلماء في مختبراتها إلى 1300 من إجمالي موظفيها الذين يناهز عددهم 65 ألف موظف، وافتتحت تسعة مراكز أبحاث في أماكن مثل ديترويت وباريس وبكين، كما استقطبت أبرز العلماء من شركتي الخدمات النفطية شلمبرجير وهاليبرتون، وشركة صناعة السيارات الفرنسية بي إس إيه قروب.واعتمدت أرامكو منذ تأسيسها في عام 1933 اعتمادًا كبيرًا على حقولها الشاسعة وسهولة استخراج النفط منها بتكلفة منخفضة، محققةً ثروات وفيرة للمملكة. ومع أن كميات النفط التي تضخها الشركة ظلت ثابتة تقريبًا حتى اليوم، فإن بعضًا من أعلى حقولها إنتاجية في سبيلها إلى النضوب. كما تواجه الشركة في الوقت نفسه ضغوطًا لخفض الانبعاثات الناشئة عن إنتاجها من المواد الهيدروكربونية وإقناع مستثمريها المحتملين وعملائها بأن النفط سيظل محتفظًا بأهميته.وللتأقلم مع هذه الأوضاع، بدأت "أرامكو" البحث عن طرق مبتكرة لزيادة استخراج النفط من باطن الأرض واستحداث استخدامات جديدة ومبتكرة لمنتجاتها البترولية. كما تتبادل الشركة الأفكار وتتعاون مع شركات غير نفطية؛ حيث أجرت مباحثات لإقامة مراكز للتقنية مع شركتي تقنية أمريكيتين هما ألفابيت إنك، الشركة الأم لشركة قوقل، وأمازون ويب سيرفيسيز، وهي جزء من شركة أمازون دوت كوم إنك.ويدعو أحمد الخويطر – كبير الإداريين التقنيين في أرامكو – إلى تعزيز الفكر الإبداعي.ويعمل الفريق الذي يترأسه "الخويطر" على تطوير روبوتات لفحص خطوط الأنابيب الممددة تحت سطح البحر، بالإضافة إلى ابتكار تقنيات تهدف إلى تسهيل استخراج النفط والغاز المحبوسين في التكوينات الصخرية، وطرق جديدة لاستخدام المزيد من النفط الخام الذي تنتجه الشركة في صناعة الكيميائيات. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أبرمت أرامكو صفقتين جديدتين لتعزيز جهودها البحثية، حيث دفعت 1.74 بليون دولار مقابل النصف الذي لم يكن مملوكًا لها في شركة صناعة الإطارات الهولندية ذات التقنية العالية "أرلانكسيو"، ودخلت في شراكة مع شركة "مازدا موتور كورب" لتطوير أنواع الوقود ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة.ويقول عمار النحوي، مدير مركز الأبحاث والتطوير في أرامكو، إن الشركة كثيرًا ما تعهد إلى أصغر باحثيها سنًا – وكثير منهم تخرجوا حديثًا من جامعات سعودية – بحل مشاكل الأعمال، مثل الغبار الذي يتراكم على الألواح الشمسية ويؤثر على إنتاجها من الطاقة، ويقول إنهم ابتكروا روبوتًا ينفض الغبار عن هذه الألواح.وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، عرض فريق العمل الذي يقوده أحمد الخويطر تقنية جاءت ثمرة لواحد من هذه التحديات؛ وهي روبوت يبدو شكله هجينًا من الخنفساء ومكنسة كهربائية صغيرة. ويفحص هذا الروبوت، الذي يتم التحكم فيه عن بعد، خطوط الأنابيب في مياه البحر الأحمر ذات التيارات القوية. وقد حصدت هذه التقنية سبع براءات اختراع وأدت إلى خفض تكاليف فحص خطوط الأنابيب.وفي مختبر آخر، عرض العلماء نموذجًا أوليًا لسيارة تحمل شعار أرامكو وتحوي صندوقًا يمكن تخزين ثاني أكسيد الكربون فيه بدلًا من طرده من أنبوب العادم. ويُنقَل الغاز فيما بعد إلى خزانات خارجية، حيث يمكن استخدامه كعنصر في تصنيع الإسمنت.ويدعو أحمد الخويطر إلى تعزيز الفكر الإبداعي، وكان قبل عامين أحد أعضاء وفد أرامكو الذي زار مقر شركة ألفابيت في ماونتن فيو بكاليفورنيا للاطلاع على منهجية الشركات في الابتكار. وصرح بأن أرامكو قد أجرت مناقشات مع شركة قوقل بشأن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين طرق التنقيب عن النفط.ويقول بول ستيفنز، وهو زميل في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن يجري أبحاثًا عن شركات النفط الحكومية، إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها أرامكو للابتكار، فإنها تشبه "ناقلة عملاقة يستغرق تحويل اتجاهها وقتًا".

مشاركة :