شنّت قوات عراقية مدعومة من أبناء العشائر وعناصر من قوات التحالف هجوما كبيرا على مواقع داعش شمال غرب مدينة البغدادي في محافظة الأنبار، بينما نفى مصدر في قوات البشمركة تقدم مسلحي داعش في سنجار غرب الموصل، وقالت مصادر في داعش: إن مقاتليها أسروا أكثر من مائة من مقاتلي البشمركة التابعين لإقليم كردستان العراق قرب سنجار، كما نفى التنظيم استعادة القوات العراقية السيطرة على مطار تلعفر التابع لمحافظة نينوى بعد إنزال جوي، واستقدم التنظيم تعزيزات عسكرية مستفيدا من سوء الأحوال الجوية والضباب الذي حجب الرؤية عن طائرات التحالف الدولي التي تؤمن الغطاء الجوي للقوات الكردية على الأرض، ووافقت الحكومة الأميركية على زيادة قيم صفقات الأسلحة المباعة لبغداد إلى 15 مليار دولار. معارك البشمركة وقالت مصادر في البشمركة: إنها قتلت ستة مهاجمين من التنظيم قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى مواقع للبشمركة ويفجروا أنفسهم، مشيرة إلى أن هذه المواقع تتعرض لقصف مدفعي من قبل مسلحي التنظيم. وأضافت المصادر أن قوات التنظيم تصدت لهجوم قوات من البشمركة على الكوير قرب مخمور شرقي الموصل، وقتلت عددا من أفراد البشمركة واستولت على عربات عسكرية وأسلحة. كما أكدت استعادة مسلحي التنظيم السيطرة على قرى في زمار وعوينات شمال شرق الموصل، وفتحت الطريق المؤدي إلى سوريا. من جانبها، أفادت مصادر كردية أن قوات البشمركة أفشلت هجوما لمقاتلي داعش للسيطرة على مواقعها في شمال وشرق الموصل. وقالت مصادر كردية: إن خمسة من البشمركة قُتلوا وأُصيب نحو ثلاثين في هجوم بسيارة ملغمة استهدف نقطة تفتيش جنوب شرقي الموصل. كما نفى التنظيم صحة أنباء أوردتها مصادر في الحكومة العراقية تحدثت عن استعادة قواتها السيطرة على مطار تلعفر غرب الموصل بعد إنزال جوي. وبث التنظيم صورا حملت عنوان "رسائل من تلعفر" تظهر عددا من مسلحي التنظيم على مدرج مطار تلعفر. هجوم البغدادي وبدأ هجوم الجيش العراقي عند السادسة من صباح امس، واستهدف مناطق سيطر عليها التنظيم قبل أيام من بينها قرى الكطنية وضروسة وحويجة جبة. كما تمكنت القوات من فك الحصار الذي فرضه التنظيم على معسكر سن الذيب. ورافق الهجوم قصف لطائرات التحالف. وقالت مصادر: إن قوات الجيش العراقي المدعومة بقوة كبيرة من أبناء العشائر، وآليات عسكرية للتحالف الغربي التي شاركت في الهجوم، تحاول إعادة السيطرة على المناطق التي كانت قد فقدتها لصالح تنظيم الدولة. وسبق الهجوم ورافقه طلعات دورية لطيران التحالف الدولي الذي وجه ضربات مباشرة وكثيفة. نقطة إستراتيجية وأوضحت المصادر أن ناحية البغدادي تمثل نقطة إستراتيجية، فهي واحدة من مدن قليلة لم تقع بيد تنظيم داعش، وسقوطها يعني أن الغالبية العظمى من محافظة الأنبار تقع بيد التنظيم. كما أن الناحية ذاتها تقع على أطرافها قاعدة البغدادي الجوية التي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية بالعراق، والتي تضم مستشارين أميركيين يقومون بتدريب أبناء العشائر للانخراط في هذا القتال. مقتل «أمير» داعشي وأفاد مصدر محلي عراقي من داخل مدينة الموصل امس بمقتل احد المسؤولين العسكريين لتنظيم داعش بدرجة "أمير" في قضاء تلعفر، على يد مسلحين مجهولين في مدينة الموصل. وقال المصدر لوكالة (باسنيوز) الكردية العراقية امس: إن مجموعة مسلحة قامت الليلة قبل الماضية بإطلاق النار على سيارة بيضاء اللون كان يستقلها امير داعش المدعو ياسر سلمان العبيدي والملقب بـ "عبد الرحمن" في منطقة السحاجي في الموصل، مما ادى الى اعطاب العجلة وقتله مع عنصرين آخرين. أسلحة أمريكية ووسط تصاعد المعارك في العراق، وافقت الحكومة الأميركية على زيادة قيم صفقات الأسلحة المباعة لبغداد إلى 15 مليار دولار. وقد تجاوز القرار الأميركي المخاوف التي أبداها نواب الكونغرس من وقوع هذه الأسلحة في أيدي المتطرفين أو عجز بغداد عن سداد الثمن مع المشاكل العديدة التي تعانيها الميزانية العراقية. فرغم تحفظات الكونغرس والمخاوف الكبيرة حول وقوع أسلحة الجيش العراقي بيد التنظيمات المتطرفة، تضاعفت الموافقات الأميركية على مبيعات الأسلحة للعراق بنحو ثلاث مرات هذا العام مع آخر صفقة أُبرمت الأسبوع الماضي وبلغت قيمتها ثلاثة مليارات دولار، تضمنت بيع بغداد دبابات ومدرعات. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مجلس الشيوخ طلب تقريراً شهرياً من البنتاجون عن حالة الجيش العراقي وقدرته على الاحتفاظ بأي أسلحة يشتريها، وأن وزارة الدفاع الأميركية تلعب دوراً حيوياً في الصفقات لحماية نقل التكنولوجيا الحساسة. وكانت الحكومة الأميركية قد وافقت على تسريع صفقات الأسلحة للعراق، بعد الضوء الأخضر من الخارجية لتحسين القدرات البرية للجيش العراقي. ويصاحب تسريع التسليم تحفظات ومخاوف حول مستقبل الصفقات طويلة الأمد مع بلد يعاني عدم الاستقرار. وتسببت هذه المخاوف بالفعل في إعاقة بعض الصفقات سابقاً، كمقاتلات F-16 التي تأخر تسليمها بسبب الأوضاع الأمنية التي أدت إلى إبقائها وتدريب الطيارين العراقيين عليها في الولايات المتحدة. ويضاف إلى تلك المخاوف، بحسب الصحيفة، شكوك حول قدرة بغداد على الإيفاء بتسديد مستحقاتها خاصة مع انخفاض أسعار النفط الذي تمثل عائداته نحو 90% من الدخل العراقي.
مشاركة :