انتفض جمهور «السوشيال ميديا» في مصر لدعم اللاعب الدولي المصري، نجم فريق ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، بعد فتحه النار على اتحاد الكرة المصري عبر 3 مقاطع فيديو بثها اللاعب على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، انتقد خلالها غياب الانضباط وعدم التعامل بحرفية في معسكرات وسفر المنتخب. وتفاعل مستخدمو موقعي «فيسبوك» و«تويتر» مع تصريحات صلاح النارية ضد اتحاد الكرة، ودشنوا هاشتاغ «ادعم محمد صلاح»، ووجه آلاف منهم انتقادات حادة ضد أعضاء اتحاد الكرة، ووصفوا طلبات نجم «الريدز» بالمنطقية، وقالوا إنه أصبح من أهم لاعبي العالم، ويجب الحفاظ على خصوصيته وإراحته مع بقية اللاعبين وتوفير مناخ آمن وطبيعي لهم في المعسكرات المغلقة للمنتخب. وانتقدوا حالة الفوضى التي عمت معسكرات المنتخب قبيل وأثناء بطولة كأس العالم الأخيرة بروسيا. وتصدرت أزمة محمد صلاح واتحاد الكرة المصري عناوين الصحف المصرية أمس، بجانب اهتمام النقاد والمتابعين الرياضيين، الذين انحازت أغلبيتهم بشكل لافت إلى محمد صلاح.في السياق نفسه، انتقلت الأزمة إلى أروقة البرلمان المصري، بعدما تقدم النائب محمد العقاد، بمذكرة للدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، بشأن السماح للجنة الشباب والرياضة بعقد اجتماع طارئ لمناقشة أزمة صلاح مع اتحاد الكرة. وأوضح العقاد أن الفترة الأخيرة شهدت توتراً في العلاقات بين اتحاد الكرة واللاعب الدولي، حيث استغل عدد من الأشخاص هذه الأزمة ونسبوا تصريحات وبيانات على لسان عدد من أعضاء اتحاد الكرة من شأنها النيل من اللاعب، ما قد يؤثر في مسيرته الكروية. وطالب عضو مجلس النواب باستدعاء كل من ممثلي اتحاد الكرة ووزير الشباب والرياضة، لتفنيد الموقف والوقوف على تفاصيل الأزمة والتواصل المباشر مع محمد صلاح بعيداً عن وكيل أعماله، خصوصاً أن هذه الأزمة خلقت حالة من الغضب الشعبي ضد اتحاد الكرة، وهذا الأمر قد تكون له عواقب غير مقبولة.وقال صلاح في مقطع الفيديو الأول الذي بثه عبر صفحته على «فيسبوك» وحقق أكثر من مليون مشاهدة خلال ساعات قليلة: «لا أتحدث باسمي كصلاح فقط، ولكن باسم كل اللاعبين، للكشف عما يحدث ولا يتحدث عنه الآخرون... أسهل شيء للتضليل هو أن البعض يرى أن المشكلة بسيطة وأنها تخص صلاح فقط، لا أعتقد أن هناك أي مشكلة شخصية، فما أطلبه هو لكل اللاعبين، وهي طلبات عادية أراها هنا خارج مصر، ويتم تنفيذها بسهولة دون طلبها ولا يتم تنفيذها مع المنتخب».وأضاف صلاح: «ما طلبه المحامي الخاص بي رامي عباس، بوجود أفراد أمن ليس من أجلي ومن أجل دفع الناس بعيداً عني ولكنه للجميع... في المعسكر الأخير لم أنم حتى الساعة السادسة صباحاً وتم حرماني من تناول وجبة السحور». وتابع صلاح: «لا أعرف لماذا قاموا بالحديث حول الوطنية وحب البلد، فالكل يعرف مدى حبي لمصر وانتمائي لها، حتى الخطاب الذي أصدروه وقالوا فيه المدعو محمد صلاح أعرف أنه حقيقي وليس كاذباً كما نفوه». وأكد نجم فريق ليفربول أن «ما طلبه ليس شيئاً خارقاً، بل أمر سهل للغاية لتوفير سبل الراحة للمنتخب مثلما يحدث مع اللاعبين في الخارج».بدوره، دعم لاعب منتخب مصر السابق أحمد حسام ميدو، صلاح عبر حسابه الرسمي على «تويتر» قائلاً: «أرى أن من حق اللاعب أن يضمن أسس النجاح لأي فريق بعدما رآه من مهازل في روسيا»، ووجه لاعب فريق توتنهام الإنجليزي السابق، رسالة للاعبي المنتخب قائلاً: «رسالتي للاعبين بأن يكونوا رجال وأن يحاربوا على مستقبلهم مع المنتخب الوطني، وأن يكونوا حريصين على النجاح في مشوارهم الدولي، مثلما يفعل صلاح».بينما علق رجل الأعمال نجيب ساويرس على أزمة محمد صلاح، على حسابه على «تويتر»: بقوله: «استقالة اتحاد الكرة مطلب شعبي». إلى ذلك هاجم فرج عامر، رئيس لجنة الرياضة بمجلس النواب، مسؤولي اتحاد الكرة، قائلاً: «الاتحاد متخبط، وغير مسؤول عن قراراته، وللأسف جميع قراراتهم وراءها علامات استفهام غير مفهومة».في المقابل، تعرض صلاح لبعض الانتقادات من مستخدمي «تويتر» و«فيسبوك»، بجانب رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، الذي ساند اتحاد الكرة المصري في أزمته ضد صلاح، بجانب انتقادات مجدي عبد الغني عضو مجلس اتحاد الكرة لموقف صلاح. يشار إلى أن اتحاد الكرة المصري قد أصدر بياناً رسمياً عقب انتهاء اجتماعه مساء أول من أمس قال فيه: «نحرص على مصلحة اللاعب الذي نسعى دائماً أن نراه على قمة كرة القدم العالمية». وأضاف البيان: «لن يسمح الاتحاد المصري لكرة القدم لأي طرف ثالث بإثارة الفتنة بينه وبين أي من أبنائه باعتباره الداعم الأساسي لهم، كما يرفض المجلس تعمد هذا الطرف إثارة المشكلات وقت تجمع المنتخب وفي توقيت يضر بوحدة اللاعبين وتركيزهم».وتطرق البيان إلى طلبات صلاح وقال: «المبالغة في الطلبات التي يمكن وصف بعضها بغير المنطقية، هو أمر لن يقبله الاتحاد المصري لكرة القدم، إذ إننا لا نتعامل بسياسة الكيل بمكيالين بين لاعب وآخر، حفاظاً منا على توفير بيئة رياضية قائمة على العدل والمساواة واللعب النظيف».
مشاركة :