إقالة الوزراء الإيرانيين.. "كبش فداء" يقدمه روحاني لحماية نفسه

  • 8/29/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لجأ النظام الإيراني في الآونة الأخيرة إلى إقالة مسؤولين كبار، بينهم وزراء، في محاولة للإيحاء بمكافحة الفساد، في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب البلاد، فيما يرى خبراء أن هذه الخطوات غير مجدية باعتبار أن الفساد متجذر في كل مفاصل نظام الملالي. وعزل البرلمان الإيراني، الأحد، وزير الشؤون الاقتصادية والمالية، مسعود كرباسيان، في خطوة قال النواب إنهاء جاءت ردًا على " انعدام الفعالية وفشل التخطيط"، كما عزل في 8 أغسطس، وزير العمل، علي ربيعي، بسبب "الإخفاق في معالجة الأزمة الاقتصادية؛ ما أدى إلى تفشي البطالة". وفي يوليو، أقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، محافظ البنك المركزي، ولي الله سيف، ومسؤولًا آخر، بعد تعرضه إلى انتقادات شديدة مع انهيار الريال. وقال الباحث في الشؤون الإيرانية، حسن راضي، إن الوزراء لم يكونوا سبب الأزمة الحادة في إيران، ذلك أن الفساد متجذر في النظام، بحسب "سكاي نيوز". وأضاف راضي أن الفساد الممنهج، وسيطرة الحرس الثوري على موارد البلاد أدى إلى فشل وأزمات في الداخل والخارج، حتى باتت الحكومة عاجزة عن مواجهات الأزمات الاقتصادية والمالية والبيئية وغيرها. ورأى أن الإقالات علاوة على أنها وسيلة لامتصاص غضب الشارع، فهي وسيلة لتصفية الحسابات السياسية بين روحاني ومعارضيه، مضيفا أنهم أي الوزراء المقالين "كبش فداء" يقدمهم روحاني لحماية نفسه، خصوصا مع اقتراب موعد مساءلته أمام البرلمان. وتوقع أن يستمر مسلسل إقصاء كبار المسؤولين في إيران، مع سعي البرلمان الذي يسيطر عليه المتشددون لمساءلة وزيري الزراعة والداخلية قريبا، متوقعا إقالة وزير الزراعة، مع ارتفاع منسوب احتجاجات المزارعين في مناطق شتى بإيران. وخلص إلى أنه لا يمكن إنهاء الفساد في إيران، ذلك أن النظام الحاكم فاسد أصلا، وعلى رأسه المرشد علي خامنئي، الذي يسيطر على عشرات المليارات من الدولارات، وكذلك أولاده الذين يستحوذون على أموال عامة. من جهته، اعتبر الباحث في الشأن الإيراني، محمد الزغول، أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها إيران هي انعكاس للأزمة الداخلية للنظام. وأشار إلى إخفاق كل محاولات النظام للإيحاء بحدوث أشياء إيجابية، مشيرا إلى أن إقالة مدير البنك المركزي، ولي الله سيف، هي محاولة فاشلة لإيقاف انهيار العملة. وأضاف: "لكن لم يحدث أي جديد. الانهيار استمر في العملة أكثر مما كانت، وطبقت حزمة إجراءات لم تفلح في وقف تدهور العملة الإيرانية. وفقد الريال الإيراني أكثر من نصفه قيمته خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، وسط توقعات بمزيد من الخسائر مع تشديد العقوبات الأمريكية. وشهدت في ديسمبر مظاهرات بسبب تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد، شملت أكثر من 80 مدينة وبلدة وأسفرت عن سقوط 25 قتيلا، فيما تجددت المواجهات في الأشهر الأخيرة، صب خلالها المتظاهرون جام غضبهم على رأس النظام، المرشد، متهمين إياه بالفساد.

مشاركة :