قال مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن قطر حاولت قبل بدء موسم الحج هذا العام تسييس هذه الفريضة المقدسة؛ للتشكيك في إدارة السعودية لموسم الحج، بل وادعت زورًا قيام المملكة بوضع العراقيل التي تحول دون قيام المواطنين في قطر من أداء هذه الفريضة، في وقت كانت فيه المملكة أحرص على مساعدة القطريين لإتمام إجراءات أداء الحج؛ بدليل أنها خصصت موقعًا لاستقبال طلباتهم للتسجيل مباشرة لأداء هذه الفريضة من دون اللجوء إلى السلطات القطرية التي تجاهلت عن عمد التنسيق مع الجانب السعودي في هذا الشأن، وانبرى إعلامها في الترويج لهذه المزاعم والافتراءات. وأضاف المركز في افتتاحية نشر أخبار الساعة الصادر عنه، تحت عنوان " قطر.. فشل محاولات تسييس الحج"، أن قطر سعت إلى توظيف فريضة الحج سياسيًا على أمل تحريك أزمتها مع دول المقاطعة؛ لكن رهاناتها في ذلك فشلت، ليس فقط بسبب انكشاف زيف ما تروجه من معلومات، وإنما- أيضًا- لأن المملكة العربية السعودية أظهرت نجاحًا منقطع النظير في إدارة موسم الحج هذا العام وتنظيمه بشهادة جميع دول المنطقة والعالم، التي أكدت أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، لا تألو أي جهد في العمل على تيسير أداء هذه الشعائر لجميع مسلمي العالم، والعمل على توفير مقومات الأمن والراحة لحجاج بيت الله الحرام. واعتبرت أن النجاح السعودي في إدارة موسم الحج أربك قطر مجددًا، وجعلها تلجأ إلى مفتيها الخاص المدعو يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين"، ليصدر فتوى جديدة وشاذة حول الحج، قال فيها: "إن هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه، الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم"، ليؤكد من خلالها أنه ليس سوى أداة في أيدي قطر توظفه لخدمة أجندتها السياسية. وقالت "لقد انكشف قناع قطر الحقيقي وتأكد للجميع أنها دولة غير مسؤولة لا تأخذ في الاعتبار مصالح شعبها من ناحية، ولا تلتزم بمقتضيات ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى من ناحية ثانية، فمواقفها السياسية الشاذة، وإعلامها الذي يحرض على الفتنة ويثير العداوات بين الأشقاء تؤكد أنها تشكل بالفعل خطرًا حقيقيًا على أمن واستقرار دول المنطقة، بالنظر إلى العديد من الاعتبارات، أولها، أنها تسير في ركاب مشروع إيران في المنطقة، وتتبنى مواقفها نفسها من أزمات وقضايا المنطقة". وأضافت أن الدوحة لا تجد أي غضاضة في تسييس القضايا الدينية متى ما كانت تخدم أهدافها ومصالحها الضيقة، ما يؤكد أنها وجماعة الإخوان المسلمين تتبنى الأجندة المشبوهة نفسها، بل إنها كثيراً ما حرضت القرضاوي على إطلاق سلسلة من الفتاوى المسيسة التي تؤيد مواقفها من أحداث وقضايا المنطقة. وخلصت إلى أن قطر أصبحت مكشوفة الآن أكثر من أي وقت مضى، ولن تفلح محاولاتها في تجميل صورتها مرة أخرى، بعدما تبين أنها ليست سوى أداة في أيدي الآخرين، يحركونها متى شاؤوا لخدمة أهدافهم ومشاريعهم في المنطقة.
مشاركة :