قطع الزعيم السداوي شوطاً كبيراً نحو بلوغ الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، عقب الفوز التاريخي بنتيجة 3-1 الذي حققه خارج قواعده وفي عقر دار غريمه فريق استقلال طهران، على ملعب آزادي وأمام عشرات الآلاف من مناصريه في ذهاب الدور ربع النهائي من المسابقة.هذا الفوز الكبير يُحسب للجهاز الفني وللاعبين الذين استطاعوا أن يتلاعبوا بالخصم، وكان في مقدورهم زيادة حصيلة الأهداف والخروج بنتيجة قياسية لولا الرعونة التي تعامل بها المهاجمون في إنهاء الهجمات السهلة التي لاحت لهم، خاصة في الشوط الثاني، والذي تحولت معه دفاعات المنافس إلى ممرات سهلة للعبور نحو المرمى. سلاح الهجمات المرتدة واستطاع الثعلب البرتغالي العجوز جوسفالدو فيريرا -مدرب السد- أن يتعامل بذكاء بالغ ومنقطع النظير مع المباراة، من خلال الاعتماد على مبدأ التأمين الدفاعي، مع مباغتة المنافس بشن هجمات مرتدة سريعة أبدع الخط الأمامي المكون من أكرم عفيف وماكينة الأهداف التي لا تهدأ بغداد بونجاح -هداف البطولة برصيد 11 هدفاً- وحسن الهيدوس في استثمارها ببراعة، وبدعم من لاعبي الوسط، خاصة تشافي وبوعلام خوخي. وقد أثبت السد أنه فريق كبير بالفعل بعدما نجح في العودة لأجواء المباراة بردة فعل سريعة، بعدما تلقت شباكه هدفاً مبكراً من خطأ ساذج للحارس الصاعد مشعل برشم، بعدما أخفق في تشتيت كرة سهلة مررها له زميله بوعلام خوخي. لكن الفريق تماسك بشكل جيد، وحاول قدر المستطاع تعديل النتيجة خلال الشوط الأول، وكان بمقدوره فعل ذلك من كم الفرص السهلة التي لاحت له وأهدرها اللاعبون بغرابة. فوز مستحق في الشوط الثاني أظهر لاعبو السد مهارة فائقة في شن الهجمات المرتدة السريعة، ولقّنوا منافسيهم درساً لن ينسوه أبداً، مستغلين الاندفاع الهجومي لفريق الاستقلال بخطوطه كافة؛ الأمر الذي سمح بوجود مساحات واسعة خلف المدافعين، استثمرها بكفاءة لاعبو السد بفضل فارق السرعة والمهارة مقارنة بلاعبي الفريق الإيراني، ليسجلوا 3 أهداف عن طريق أكرم عفيف وبغداد بونجاح (هدفين)، كما أهدروا ضعفها من الفرص السهلة. في كل الأحوال، استحق «عيال الذيب» هذا الانتصار الثمين، والذي من شأنه أن يمنح الفريق أفضلية في مباراة العودة التي ستُقام يوم 17 سبتمبر المقبل على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد، ويحرر اللاعبين من الضغط النفسي، لكنه بالتأكيد لن يمثّل ضمانة حقيقية أو صك عبور نحو الدور نصف النهائي؛ لأن المنافس سيحاول الثأر بكل ما أوتي من قوة من خسارته على ملعبه؛ سعياً لحفظ ماء الوجه، وهذا ما يجب أن يفطن له لاعبو الزعيم ويعملوا بكل قوة لإثبات أحقيتهم بالتأهل. يبقى أمر مهم للغاية، وهو أن التوليفة التي صنعها الجهاز الفني بقيادة فيريرا من مجموعة اللاعبين المميزين الحاليين في كل الخطوط، لديها القدرة بالفعل وبكل جدارة على العبور إلى أبعد محطة في المسابقة هذا الموسم، بل والتتويج باللقب الثالث في تاريخ مشاركته القارية بعد إنجازي 1989 و2011.;
مشاركة :