قرصنة السيارات الذكية تفرض على المصنّعين تغيير طرق الحماية

  • 8/29/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعكف شركات التكنولوجيا على تطوير برامج حماية لمصنّعي السيارات لمواجهة خطر قرصنة السيارات الذكية، والتي باتت قضية شائكة ومقلقة في الفترة الأخيرة في ظل التنافس الشرس بين كبرى الشركات على تزويد موديلاتها الجديدة بأحدث التكنولوجيات المتطورة حتى توفر للسائقين والركاب المزيد من الراحة أثناء القيادة لندن - يقدم الاتصال الشبكي لمصنّعي السيارات مجموعة من الحلول التي توفر نوعا من الحماية والنظام والإدارة للقطاع، بما يؤهله لتجنّب المشاكل العديدة مثل الحوادث المتكررة، وأيضا لتجنّب ضياع الوقت والمجهود المبذول في ظل أزمات الزحام. ويتمثّل أول حلّ في إيجاد بيئة للتواصل المستمر بين السائقين والسيارات بحيث تكون هناك سلامة مرورية من خلال تبادل الرسائل المتعلقة بالسلامة في وقتها الحقيقي لتنبيه كافة الأطراف بالمعلومات اللازمة لتجنّب الحوادث. كما أن الربط بين السيارات وإدارات المرور يجعل هناك سهولة كبيرة في تلقى المعلومات والبيانات اللازمة بشأن قواعد المرور والاتجاهات والطرق المغلقة والتحذيرات وغيرها في الوقت المناسب. ولمواجهة تحديات حركة المرور، تقدم شركات التكنولوجيا مجموعة من الحلول تتمثّل في الحلول السحابية لحركة المرور المتصلة وهي تهدف إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المركبات ومستخدمي الطرق، وكذلك الحلول السحابية للسيارات المتصلة وهي تشكّل نقطة موحّدة لاتصال المركبات ونظام السيارات المتصلة. ورغم تلك الحلول المبتكرة، قد تمثّل السيارات ذاتية القيادة والسيارات المجهزة باتصال شبكي كامل بيئة مناسبة وعملية للقراصنة، ومن دون الأمان الإلكتروني الكافي تعدّ سرقة السيارة أمرا غاية في البساطة. وأوضح فيرنر كوستلر، خبير أمان تكنولوجيا المعلومات لدى شركة كونتينينتال الألمانية، أن السيارات غير المحمية بشكل جيّد يمكن سرقتها من قبل القراصنة بكل سهولة. وحتى الآن، يمكن الدخول غير المصرح به إلى شبكة السيارة فقط عندما يقترب اللص من مسافة الرؤية على الأقل، ولا يمكن الوصول إلى بوابات الاختراق مثل تقنية البلوتوث أو شبكة الاتصال المحلية اللاسلكية (دبليو-أل.أي.أم) أو قابس أو.بي.دي 2 أو مفتاح التحكم عن بعد أو نظام التحكم في ضغط هواء الإطارات. ولكن يمكن للقراصنة عن طريق هذه الأنظمة الوصول إلى الأنظمة الإلكترونية مثل نظام الملتيميديا والسيطرة على وحدات التحكم المهمة لسلامة المكابح أو المحرك. ولقد أثبت لصوص البيانات في الكثير من المرات أنهم يستطيعون فتح وإطلاق السيارات عن بعد، وفي الوقت نفسه تم اختراق سيارات من جميع العلامات التجارية الكبرى تقريبا من قبل. ويقول كوستر إنه في السيارات المتصلة بشكل دائم يمكن نظريا اختراق شبكة السيارة عن بُعد، كما أن القراصنة قد يتمكنون من اختراق الشيفرة الخاصة بكل موديلات الشركة المنتجة. فيرنر كوستلر: السيارات المتصلة بشكل دائم يمكن نظريا اختراقها عن بعد بسهولة فيرنر كوستلر: السيارات المتصلة بشكل دائم يمكن نظريا اختراقها عن بعد بسهولة وحذّر مختصون في أمن المركبات من أن السيارات المزوّدة بالمفاتيح اللاسلكية تعتبر أكثر عُرضة للسرقة مقارنة بتلك المزوّدة بالمفاتيح العادية. وبات اللصوص في خضم الطفرة الرقمية يتسلّحون بجهاز خفي يفتح السيارة خلال ثوان قليلة لسرقتها أو سرقة محتوياتها، حيث يعمل على توسيع نطاق الشبكة بين المفتاح اللاسلكي والسيارة ليتم فتحها وجعل المفتاح يقوم بتشغيل المحرك. ووفق اختبارات أجراها مختصون بأمن السيارات على 180 موديلا مختلفا، فقد تبيّن أن فتح السيارة بات سهلا جدا وحثوا أصحاب السيارات على إخفاء مفاتيح سياراتهم في أماكن بعيدة عن موقع السيارة. واعتمد هؤلاء على وسيلة تمديد لاسلكية يتم تجميعها بشكل ذاتي بواسطة الأجزاء الإلكترونية العادية حيث أنها لا تحتاج إلى جهد كبير على غرار ما يفعله اللصوص. وينصح الخبراء بأنه في حالة استعمال المفاتيح اللاسلكية لا يتعيّن على قائد السيارة الضغط على أي أزرار لفتح السيارة وعدم حفظها بالقرب من النوافذ أو الأبواب الخارجية، علاوة على أنه يتوجب على الشركات تأمين أصحاب السيارات عبر طرح تحديثات لهذه المفاتيح. ويمكن لأصحاب السيارات تعطيل هذا النظام بشكل لاحق في بعض الموديلات فقط، ولكن نادي السيارات الألماني أشار إلى أنه ليس هناك معنى أن يتم دفع تكلفة إضافية نظير هذا النظام عند شراء السيارة، لكي يتم تعطيله في النهاية. وتحتوي الموديلات الحديثة من السيارات ولا سيما ذاتية القيادة على ما يصل إلى 100 وحدة تحكم، وأكثر من 100 مليون سطر لشيفرات البرامج. ومع تزايد تقنيات الاتصال يزداد عدد الأخطاء أو الثغرات في البرامج، وهذا هو السبب في أن السيارات ستحصل في المستقبل على برامج حماية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب لتتبع الفيروسات، وعزلها والعمل على ألا تكون ضارة، ويجب أن يتم ذلك في أسرع وقت. وفي المستقبل، يرجّح خبراء التكنولوجيا ظهور الاتصالات الجوالة المشفرة وكذلك تحديثات “أوفر ذي أير”، وعلى غرار التطبيقات أو أجهزة الكمبيوتر يمكن نقل تحديثات الأمان إلى نظام السيارة بشكل منتظم أو أثناء الهجمات. ولا توجد إجابة محددة للسؤال عمن يجب أن يدفع ثمن أمان السيارة، فبعض شركات السيارات تضمن لحوالي سنتين أو ثلاثة تحديثات نظام الملاحة في السيارات الجديدة، بعدها يبدأ العميل في الدفع لكي يحافظ على نظام السيارة محدثا. ويمكن تصوّر مثل هذا السيناريو مع أمن البيانات لسيارة آلية القيادة على سبيل المثال. ومثلما تعد المكابح ضرورية لقيادة آمنة فإن الأمان الإلكتروني المحدث يمثل عنصرا أساسيا في السيارات المعتمدة على الاتصالات الشبكية.

مشاركة :