ما الذي يجعل بعض الأطعمة مكلفة إلى هذا الحد؟ وهل تستحق بالفعل ثمنها؟ فيما يلي تحقيق أجراه فريق برنامج “بي بي سي فودز” يشمل جميع الأطعمة الأغلى ثمنا على كوكب الأرض.الزعفرانيطلق على الزعفران اسم “الذهب الأحمر” إذا كان الأرز الذي تتناوله يميل لونه إلى اللون الأصفر اللامع، فثمة احتمال أن تكون مكوناته تحتوي على مقدار من الزعفران. يستخرج هذا النوع من التوابل، المعروف باسم “الذهب الأحمر”، من زهرة الزعفران ويستخدم كمكسّب لون للطعام. ويباع الزعفران بالوزن وهو أغلى قيمة من الذهب نفسه، لكن ما الذي يجعل هذا النبات الصغير باهظ التكلفة؟ السبب بسيط وهو أن زهرة الزعفران تنمو لأسبوع أو أسبوعين في السنة خلال فصل الخريف، كما أن حصاد التوابل يحتاج إلى جهد شاق، نظرا لأنه يعتمد في جمعه ومعالجته على اليد، وتحتوي كل زهرة صغيرة على ثلاثة مياسم، (والميسم هو الجزء العلوي من مدقة الزهرة في النبات)، الأمر الذي يعني أن مساحة تعادل ملعبين كرة قدم مزروعة بنبات الزعفران تنتج كيلو غراما واحدا، حوالي 300 ألف زهرة.الكافيارأسهمت ندرة الكافيار البري في ارتفاع ثمنه يعد الكافيار، بطارخ (بيوض السمك) المملح الخاص بسمك الحفش، واحدا من أشهى الأطعمة في العالم. ويصعب التعامل مع الكافيار وتعبئته، والأهم من ذلك ندرته الشديدة. ويعد أشهر أنواع الكافيار ذلك المستخرج من سمك الحفش “بيلوغا” الذي يعيش في بحر قزوين والبحر الأسود، وهو نوع يواجه خطر الانقراض ويمكن بيع القليل فقط من بيضه بشكل قانوني. تستغرق فترة نمو سمك الحفش “بيلوغا” حوالي عقدين حتى يصل إلى مرحلة البلوغ ليبدأ في انتاج الكافيار، غير أنه يلزم القضاء على السمك لاستخراج بيضه. كما تعد بطارخ سمك الحفش “البينو”، المنقرضة حاليا في بيئتها الأصلية، من أندر الأنواع. وتقول موسوعة غينيس للأرقام القياسية إن أغلى نوع سجل رقما من الكافيار كان لسمك حفش “ألبينو” عمرها نحو مئة عام، وبيع هذا الكافيار الأبيض المستخرج منها بنحو 34500 دولار للكيلو.المحارارتفعت اسعار المحار بسبب ندرته بعد أن كان متوفرا بكثرة في الماضي أصبح المحار حاليا ترفا، على الرغم من كونه لم يكن دائما طعام الأثرياء. كان المحار في أوائل القرن التاسع عشر رخيصا مثل رقائق البطاطس، ومصدرا غذائيا مهما للطبقة العاملة في المناطق الساحلية، فهو وجبة سريعة غنية يستعاض بها عن تناول فطائر اللحم. بيد أن الصيد الجائر والتلوث أسهما في حدوث آثار كارثية لمخزون المحار، وأدت ندرته إلى ارتفاع سعره. وتتفاوت الأسعار حول العالم، غير أن 12 قطعة من هذه الرخويات يصل سعرها في أغلى مطاعم الوجبات البحرية في العاصمة البريطانية لندن إلى 65 دولارا. بيد أن البعض يستمتع فيما يبدو بتناول هذه الرخويات واستخراجها من المحار، وبالطبع يوجد من يعتقد أنك تشتري هذا المحار بسبب شهرته بإثارة الشهوة الجنسية، فكن على حذر في هذه الحالة.الكمأ الأبيضينمو الكمأ الأبيض تحت الأرض يعد الكمأ الأبيض بمكانته العالية واحدا من أندر الفطريات بل أصعاب الأنواع من حيث العثور عليها في العالم. وينمو الكمأ في منطقة بيدمون في شمالي إيطاليا وسط جذور أشجار معينة، كما أن الكمأ الأبيض أندر مقارنة بأي نوع آخر من أنواع الكمأ. أضف إلى ذلك أن النوع الأبيض يتميز بنكهة عالية خاصة ورائحة مميزة. ولا يمكن استزراع الكمأ على الرغم من سعي الكثيرين على مدار أجيال لذلك، لذا لا يمكن الحصول عليه حتى الآن إلا في البرية. وكانت أعلى قيمة مسجلة لقطعة كمأ بيضاء واحدة عام 2007 حصل عليها ستانلي، صاحب ملهى “ماكاو”، مقابل دفع 330 ألف دولار، وهي قطعة كبيرة وصل وزنها إلى كيلوغرام ونصف. وهو سعر غير عادي بالنسبة لنوع من الفطريات تحت الأرض.لحوم الخنزير الإسبانية “إيبركو”يحتاج الحصول على شريحة ممتازة من لحم خنزير إيبركو إلى وقت طويل يُنتج هذا النوع من لحم الخنزير المملح في منطقة خاصة في إسبانيا والبرتغال، حيث أن لحوم الخنزير الإيبيرية السوداء تعيش في منطقة غابات من أشجار البلوط منخفضة الكثافة. وتتجول الخنازير بحرية فيها وتتغذى على الجوز فقط خلال الفترة الأخيرة من حياتها. ويخضع تصنيف لحوم إيبركو لإحكام شديد، حيث تعتبر “العلامة السوداء” إشارة إلى أنه الأفضل جدا. علاوة على ذلك يجري تصنيع اللحم في فترة تدوم إلى 36 شهرا، وأحيانا 48 شهرا، في ظروف تجفيف خاصة. وتقول موسوعة غينيس للأرقام القياسية إن أغلى قطعة لحم من الفخذ بيعت تجاريا بسعر تجزئة 4080 دولارا. غير أن السعر ليس صادما بهذه الدرجة إذا أخذت في الاعتبار أن الخنازير تُربى لثلاث سنوات فقط، وتخضع أفخاذ الخنازير لتجفيف لمدة تصل إلى أربع سنوات.لحوم “واغيو” البقريةقطع من لحم الواغيو الدهنية تترجم كلمة “واغيو” إلى اللحوم اليابانية، وهي تُنتج من أي نوع من أربعة أنواع مختلفة من الأبقار اليابانية. يحتوي هذا النوع من اللحوم على دهون، تذوب أثناء عملية الطهي على نحو يجعل اللحم رطبا ويذوب في الفم. ويرجع ارتفاع أسعارها إلى عملية التربية، وتصنيف اللحم، نظرا لأن الأبقار تخضع لعملية تربية وتغذية صارمة، ويطعم المربون صغار الأبقار أعلافا خاصة تضمن وجود دهون في اللحم. ويصل سعر الكيلو من لحم “كوبي” إلى 640 دولارا في اليابان.قهوة “كوبي لواك” تصنع هذه القهوة من بذور البن التي يأكلها ويتبرزها نوع من القطط يعرف باسم “قط الزباد” الآسيوي حسنا إنه مشروب من الناحية الفنية، لكن سعر الكيلو من هذا النوع من قهوة “كوبي” يصل إلى 700 دولار، وهو بالفعل جدير بأن يحتل مرتبة على هذه القائمة. تصنع هذه القهوة من بذور البن التي يأكلها ويتبرزها نوع من القطط يعرف باسم “قط الزباد” الآسيوي. لا يبدو ذلك فاتحا للشهية؟ تحقق دائما من أين تصنع قهوتك. يعتقد البعض أن الأحماض المعوية للحيوان تزيد من نكهة القهوة، إذ أن عملية الهضم والتخمير تضيف شيئا إلى البذور قبل عملية التبرز. في حين يتفق معارضون على أن كل ذلك يعتبر نوعا من التحايل، ينتج عنه مشروب “إسبريسو” قوي. كما يوجد جانب بائس في هذه القصة بالنسبة لقطط الزباد، إذا يجري تربيتها بأعداد متزايد في مزارع وتوضع داخل أقفاص، أشبه بأقفاص الدجاج، وتُجبر على تناول بذور القهوة.“فواغرا”كان المصريون القدماء بالفعل من المولعين بتناول الفواغرا الفواغرا عبارة عن كبد البط أو الأوز خضعت لعملية تسمين أكبر عشر مرات من الحجم المعتاد، على نحو يكسب الطعام طعما غنيا ولذيذا ودهنيا. ويدفع محبو هذه النوع من الطعام السعر المرتفع مقابل الطعم الشهي. غير أن مبرر السعر العالي في حقيقة الأمر يرجع إلى الطيور في حد ذاتها، نظرا لأنه من أجل الحصول على كبد دهني يلزم إجبار الأوز والبط على تناول الذرة عن طريق أنابيب الأعلاف. وتعود هذه الطريقة إلى عام 2500 قبل الميلاد، عندما عرف المصريون أن طعم لحوم الطيور تتحسن على نحو ملحوظ نتيجة تغذيتها بكثافة بطريقة صناعية. وتطبق الكثير من الدول حاليا قوانين لمنع هذه الممارسة، أو إنتاج أو استيراد أو بيع الفواغرا، لكن المنتج مازال يحظى بشعبية في مناطق في العالم.
مشاركة :