تعرف على رأي نجيب سرور في أدب محفوظ

  • 8/30/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قدم الروائي الكبير نجيب محفوظ نفسه عبر تاريخ ممتد من المثابرة والعمل الدءوب، تميز بالبساطة والإنسانية، وأتاح حبه للناس البسطاء أن يبادلوه الحب نفسه، ولا تحتاج نصوصه إلى تعريف فقد عَرفها، بل حفظها القاصي والداني محليًا وإقليميًا وعالميًا؛ عرفها رجل الشارع عبر شخصيات رآها على الشاشة، وقد تماست معه تمامًا.محفوظ، الذي تحتفي الأوساط الأدبية والثقافية بمصر والعالم، بذكرى رحيله الـ12، حيث رحل عن عالمنا في 30 أغسطس من العام 2006.كتب الشاعر نجيب سرور عام 1959 م دراسة نقدية عن ثلاثية نجيب محفوظ سماها "رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ" ونشرت هذه الدراسة في مجلة الثقافة اللبنانية وحققها محمد دكروب عام 1989م.بدأ نجيب سرور هذه الرحلة بكلمات أوجزها في جملة صغيرة هي "أن الروائي نجيب محفوظ ظلم النقد حين أحجم طويلا عن الحكم عليه كما ظلمه حين حكم عليه".كانت أولى خطوات نجيب سرور في الرحلة هو التعرف على طريقة البناء الروائي لنجيب محفوظ في الثلاثية وصفها بأنها طريقة غاية في البساطة والتعقيد واختار في " بين القصرين " مشكلة وقضية نموذجية تلخص مجتمعنا الكبير في صراعه وتأزمه وتمزقاته في نزوعه الدائب والتغير في حركته وغليانه الصامت في ضغطه الطاحن على نفوس الأفراد والجماعات وكل ذلك في فترة تاريخية معينة، ومن خلال ذلك يختار شخوصه مراعيا في كل شخصية أن تكون نموذجا مكثفا يلخص الآلاف بل الملايين التي تزدحم بها في الواقع.وبين سرور المسار الروائي لمحفوظ قائلا "أن المسار الروائي مقسما إلى مجموعة من اللوحات عبارة عن لحظة زمنية في حالة حضور أو لحظتان متكاملتان أو أكثر من لحظتين لشخصية واحدة وإما لعدد من الشخوص يستطيع من خلالها القارئ التعرف على الأشخاص في الرواية واحدا بعد الآخر في كل لحظة نموذجية مختارة يتكشف فيها كل ملامحه وتتداخل وتتكامل حتى تستوي بانتهاء اللحظة الزمنية كائنا حيا تحس به دافئا نابضا وتعرف عنه كل شئ من ملامحه الحسية وتكوينه النفسي وطريقته في التفكير ووضعه الاجتماعي وحتى الجذور التاريخية وكل هذا ينبثق من داخل اللحظة النموذجية المختارة بطريقة تضمينية موضوعية دون أن يخرجك المؤلف من إطار الحضور ودون أن يطيل عليك ما بين السطور. ودون أن يقتحم علاقاتك المباشرة والحية بالشخصية ويرسم الإطار المادي الذي يتحرك في داخله.

مشاركة :