حلقة مفتوحة لمناقشة (الاكتئاب )في جمعية الثقافة والفنون بالاحساء

  • 8/30/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

“… من الذي يرضى بالبقاء تحت الحِمل دائمَ الشكوى والأنين، لولا أنه ينتظر شيئًا ما بعد الحياة؟ وهو ذلك البلد المجهول الذي لم يستكشفه باحث، ولم يحكِ لنا عنه عائد حتى الآن…” هكذا يفتتح إبراهيم المساعد مناقشة “الاكتئاب” بأداء مشهد قصير يصف الموت مقتبس من مسرحية “هاملت” لـ”شكسبير”، وذلك في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، بتنظيم فريق فكر الذي يهدف من خلال هذه المناقشة إلى لفت أنظار المجتمع إلى هذا المرض الخطير والتوعية به وتغيير الصورة السلبية المشاعة حول الأمراض النفسية وعلاجها. ثم يروي محمد القحطاني مدير المناقشة تجربته الشخصية مع الاكتئاب، حيث يقول فيها: “قلت لأخي ذات حديث بشكل مفاجئ: أشعر أنني سأموت قريبًا! فلأول مرة في حياتي أعجز عن تخيل المستقبل.. كان ظلامًا دامسًا!!”، مما استثار مشاعر المستمعين وراح يسرد عدد منهم قصصهم مع الاكتئاب. “كيف نقي أبناءنا من الإصابة بمرض الاكتئاب؟” يطرح القحطاني هذا السؤال على الجمهور الكثيف الذي ضم مختصين في الإرشاد النفسي والطب النفسي من الرجال والنساء، فتأتي الإجابات مثريةً باختلافها وتنوعها: توفير البيئة السليمة من خلال احتوائهم والتقرب منهم، وإشعارهم بعدم التمحور حول الذات وضرورة مساعدة الآخرين وإسعادهم وتنويع مصادر السعادة والاهتمام بالجانب الروحي، وتوعيتهم بالقناعة وعدم مقارنة أنفسهم بالآخرين والاختلاط بالإيجابيين، وفتح باب الحوار معهم.. وتشير إحدى الحاضرات إلى نفي الرابط بين الإصابة بمرض الاكتئاب وضعف الوازع الديني، مدعمةً قولها بنموذج من الأنبياء وهو يعقوب عليه السلام الذي أصيب بحالة شبيهة بما يصطلح عليه اليوم بالاكتئاب جراء فراقه ابنه يوسف عليه السلام. كما يقترح الجمهور حلولًا متفاوتة للتخفف من مرض الاكتئاب والتعافي منه: اللجوء إلى المختصين في العيادات النفسية، والعلاج الذاتي بمراجعة النفس والعودة إلى الله، والمشاركة في الأنشطة الجماعية واستشعار النعم، والاستفادة من التراث الإنساني فيما تناوله الفلاسفة حول الاكتئاب.. كما يشير أحد الحاضرين إلى بعض العيادات النفسية في الأحساء التي تستقبل مرضى الاكتئاب: كالوحدة الإرشادية، والجمعية الأسرية.. وختامًا تقدم فريق فكر بالشكر الجزيل للمجهور الغفير الذي يتزايد يومًا بعد آخر وشكر مدير اللقاء محمد القحطاني على ما قدمه وعلى احتواءه للجمهور وإدارته المتميزة للحوار.

مشاركة :