طهران، القدس - وكالات - جدّدت إيران تهديدها بمنع تصدير النفط من دول المنطقة إذا ما مُنع نفطها من التصدير، بعد تأكيدها أنها هي من تسيطر على الخليج، وذلك في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات عليها بعد انسحابها من الاتفاق النووي.وأكد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أنه حالما تمنع بلاده من تصدير النفط عبر مضيق هرمز الاستراتيجي، فلن يتمكن أحد من تصدير نفطه عبره.وقال في كلمة خلال اجتماع حضره قادة في البحرية الإيرانية: «حالما يُمنع النفط الإيراني من المرور عبر مضيق هرمز، فلن يكون هناك أمان للآخرين، ولن يُصدّر أي نفط آخر عبر هذه المنطقة الاستراتيجية».وأضاف: «الجيش الأميركي وقوات أجنبية أخرى في الشرق الأوسط على دراية تامة بهذا الأمر، وأنهم إن قاموا بأدنى خطأ ممكن في المنطقة فإنهم سيدفعون ثمناً غالياً».وأشار اللواء باقري إلى أن إيران ترصد بدقة تحركات القوات الأميركية في مياه الخليج، وأنه سيجري تنبيهها والتعامل معها بجدية إذا ما خالفت القوانين الدولية.ولفت مراقبون إلى أن هذه التصريحات، ليست الأولى من نوعها، لكنها تحمل دلالات هامة، لا سيما أنها تصدر عن أعلى مسؤول عسكري باعتبار أن منع إيران من تصدير النفط، الذي يشكل عصب الاقتصاد الإيراني، يُفهم في الداخل أنه إعلان حرب على البلاد.وكان قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل تطرق لتهديدات مماثلة أطلقتها إيران سابقاً، حيث أكد استعداد الجيش الأميركي للمحافظة على حرية الملاحة في المضيق الذي يعتبر «أهم نقطة عبور للنفط بالعالم»، وفقاً لإدارة الطاقة الأميركية، ويمر عبره نحو 20 في المئة من تجارة النفط في العالم.من جهة أخرى، وافق المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أمس، على طلب العفو أو خفض أو استبدال عقوبات بحق 615 مداناً، وذلك بمناسبة عيدي الأضحى والغدير.على صعيد آخر، انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي هدد فيها بالدمار لكل من يهدّد إسرائيل بالدمار.وكتب ظريف على «تويتر»، ليل أول من أمس، «إيران التي لا تمتلك السلاح النووي يتم تهديدها بالتدمير نووياً من قبل طرف يمتلك ترسانة نووية، حقاً إن هذا يتعدى حدود الوقاحة في هذا العالم الفظ».وكان نتنياهو قد أشار، في وقت سابق أول من أمس، خلال حفل إطلاق اسم الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريس على مفاعل ديمونا النووي، إلى أن إسرائيل ستواصل «بذل جهود» ضد النظام «الخطير والمتطرف» في إيران، مضيفاً أن «ثمار هذه الضغوط» قد بانت، الثلاثاء الماضي، «في تصريحات الرئيس الإيراني الذي قال إن الكثير من الإيرانيين فقدوا ثقتهم في مستقبل إيران وفي قوتها بسبب استئناف العقوبات الاقتصادية».وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده «لن تكف» عن العمل لـ «منع ترسيخ التموضع العسكري الإيراني، وبذل الجهود لإلغاء الاتفاقية النووية السيئة مع إيران».واستغل نتنياهو وجوده في مفاعل ديمونا الذي تحيطه السرية لتحذير أعداء إسرائيل من أنها لديها الوسائل التي تمكنها من تدميرهم، قائلاً «هؤلاء الذين يهددون بمحونا يضعون أنفسهم في خطر مماثل، ولن يحققوا هدفهم بأي حال من الأحوال».وتحدث عن «التطبيع بين الدول الرئيسية في العالم العربي وإسرائيل»، قائلاً إن «هذه العملية... تحدث أمام أعيننا على نطاق كان من المستحيل تخيله قبل سنوات قليلة مضت، وهو أمر يحمل أملاً من أجل استكمال دائرة السلام».وأضاف: «لا مكان للضعفاء في المنطقة لأنهم يتعرضون للمذابح والانهيار ويُشطبون من التاريخ، ووحدهم الأقوياء هم من يبقون ويحترمون وتعقد التحالفات معهم، ومعهم يصنع السلام».ولا تؤكد إسرائيل، غير الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، أو تنفي امتلاكها سلاحاً نووياً، وذلك في إطار سياسة «الغموض» المتبعة منذ عقود. فرنسا: لا يمكن لإيران تفادي محادثات موسعة فيينا - ا ف ب - اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، أن إيران «لا يمكنها تفادي مفاوضات» موسعة بشأن برنامجها النووي بصرف النظر عن التزاماتها التي يتضمنها اتفاق 2015 الخاص بأنشطتها النووية والذي انسحبت منه واشنطن.وقال الوزير الفرنسي، لدى وصوله لحضور اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين في فيينا، إن «ايران لا يمكنها أن تتفادى مفاوضات حول ثلاثة ملفات كبرى أخرى تشغلنا»، بينها خصوصاً دور طهران في قضايا الأمن الاقليمي وبرنامجها للصواريخ البالستية. وأشار إلى أنه يريد توجيه «رسالة» إلى طهران، فيما يحاول الأوروبيون إنقاذ الاتفاق النووي مع هامش مناورة قليل لإيجاد حلول للحد من تأثير العقوبات الأميركية على الاقتصاد الايراني الذي يواجه ركوداً.وما زالت طهران تحترم أسس هذا الاتفاق، كما أقرت بذلك مجدداً، أمس، الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير فصلي.وأوضح التقرير أن الوكالة وصلت إلى «كل المواقع والاماكن الايرانية التي كانت ترغب» في تفتيشها.
مشاركة :