أكدت مصادر ليبية مطلعة أن النظام القطري دعا ميليشيات قريبة منه في مدينة مصراتة إلى الاتجاه نحو طرابلس لاستغلال فرصة الهجوم الذي يشنه اللواء السابع القادم من ترهونة على الميليشيات المسيطرة على مفاصل السلطة في المدينة، من أجل حماية مصالح جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة. وأكدت المصادر لـ«البيان» أن مهندس منظومة «فجر ليبيا» الإرهابية، صلاح بادي، تلقى أوامر قطرية بدفع ميليشياته إلى طرابلس،وهو ما جعله يظهر في شريط فيديو أول أمس يعلن من خلاله أنه سيتجه وقواته إلى العاصمة بعد أن كان أعلن سابقاً أنه تخلى عن العمل السياسي والعسكري نزولاً عند رغبة «أمهات الشهداء» اللواتي طلبن منه ذلك بعد تورطه في جرائم عدة منها الهجوم على مدينة بني وليد وحرق مطار طرابلس وخزانات النفط المجاورة له، والدفع بمئات الشباب إلى الموت والإعاقات الدائمة خدمة لأهداف قطر وقوى الإسلام السياسي المرتبطة بها. وأرجعت المصادر سبب دعوة قطر لبادي بالتدخل في طرابلس يعود إلى خشيتها من تفكيك شبكتها المسيطرة على مراكز القرار في المدينة، وخاصة في البنك المركزي ومؤسسة الاستثمار وبعض الوزارات المهمة التابعة لحكومة الوفاق للمجلس الرئاسي. وأردفت أن «نظام الدوحة ينظر بقلق شديد إلى الوضع في العاصمة الليبية بعد إعلان كتائب اللواء السابع القادمة من مدينة ترهونة، والتي تقول إنها جزء من الجيش النظامي، حربها على من تصفهم بدواعش المال العام في إشارة إلى عدد من الميليشيات ومنها مجلس ثوار طرابلس وكتيبة النواصي وسرية الإسناد التابعة للأمن المركزي بوسليم». وكان صلاح بادي، وهو آمر ما يسمى «لواء الصمود» وعضو المؤتمر الوطني السابق، توجه برفقة قواته وآلياته العسكرية إلى العاصمة طرابلس لرفع ما وصفه بـ«الذل والمهانة عن سكان المدينة لإحقاق الحق وطرد المجرمين». استرجاع النفوذ وقال بادي في كلمة مصورة نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي «إنه وقواته سيكونان خصماً شديداً وقوياً ضد كل من يتسبب في الذل لأهالي العاصمة»، وفق تعبيره، إلا أن ردود فعل السكان المحليين حملت الكثير من التنديد والإستنكار لهذا التدخل، مذكرة بادي بجرائمه السابقة في حق الليبيين. ورداً على تلك الكلمة، قال حراك شباب العاصمة، «إن ما تشهده مدينة طرابلس من اتساع لرقعه الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة وظهور بعض الأشخاص مجدداً في المشهد ما هي إلا محاولات من جماعات الإخوان والمقاتلة لإحياء نفوذهم من جديد داخل العاصمة وفرض سياسة الأمر الواقع بحجة حماية أهل العاصمة وتوفير الأمن والأمان». واستنكر الحراك في بيان له أول أمس، إعلان صلاح بادي توجهه برفقة قواته وآلياته العسكرية إلى العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أنه أحد الأشخاص الذين يسعون للظهور مجدداً عبر تلك الأحداث. وأكد «حراك شباب العاصمة» أن الفئات المتقاتلة تناست ما صنعت أيديهم في سالف الأيام من خراب ودمار وما خلفوه من ضحايا المدنيين داخل طرابلس، مشيرا إلى أنهم في حقيقة الأمر يسعون لتكرار المشهد وبسط نفوذهم داخل العاصمة حتى يستمروا في تنفيذ مشروعهم المؤدلج. حرب المصالح واعتبر الحراك أن ما يحدث في طرابلس محاولة لقطع الطريق على المؤسسة العسكرية في بسط هيمنتها على كامل تراب الوطن، موضحاً أن سكان العاصمة طرابلس يعون جيداً حقيقة هذه الأجسام ومكرها وخبثها. ورفض الحراك الزج بأبناء العاصمة في حرب المصالح والنفوذ وتصارع الميليشيات، مؤكداً دعمه قيام دولة العدل والمساواة بجيشها ومؤسساتها التي تكفل وتؤمن حق شعبها في الحياة بعزة وكرامة. ويرى المراقبون أن قطر لا تزال تواصل تآمرها ضد الشعب الليبي، وهي تسعى من خلال ميليشيات بادي إلى إعادة ميليشيات الإخوان التي تم طردها من طرابلس قبل عامين، حيث إن الجماعة الإرهابية لم تعد تكتفي بالنفوذ السياسي والإقتصادي والمالي، وإنما تعمل على استعادة نفوذها الميليشياوي لمنع تحقيق أية ترتيبات سياسية للخروج من الأزمة الطاحنة في البلاد منذ الإطاحة بنظام القذافي في العام 2011. ويشيرون إلى أن هناك اتجاهاً تتزعمه قطر لإعادة خلط الأوراق في طرابلس بهدف منع تنظيم الإنتخابات الرئاسية أواخر العام الحالي، وهو ما دفع بصلاح بادي إلى العودة سريعاً من تركيا حيث يدير استثماراته إلى مصراتة، لاستغلال الأوضاع الأمنية الطارئة في العاصمة في عملية خلط الأوراق من جديد، لافتين إلى ضرورة اتخاذ قرار دولي عاجل بمنع ميليشياته من التقدم إلى طرابلس. ويؤكد محللون محليون أن قطر تخشى من أن تخضع العاصمة لسيطرة اللواء السابع القادم من ترهونة، وهي إحدى أكبر القبائل الليبية في المنطقة الغربية، ولها امتداد اجتماعي في طرابلس، لأن ذلك قد يطيح بنفوذ جماعة الإخوان التي تسيطر على عدد من أهم مفاصل السلطة في حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي، وهو مادفع بأبواق قطر والإخوان إلى الحديث عن خطر هؤلاء في العاصمة وارتباط جزء من اللواء المهاجم بقوات الجيش الوطني التي يقودها المشير خليفة حفتر.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :