أعلنت شركة "هيلينيك بتروليوم" اليونانية لتكرير النفط أمس أنها توقفت عن شراء الخام الإيراني منذ حزيران (يونيو) الماضي بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على طهران. وأوضح أندرياس شياميشيس نائب الرئيس التنفيذي، في مؤتمر بالهاتف مع محللين، أن الشركة قامت بتأمين إمدادات لمصافي التكرير التابعة لها بشراء النفط من مصادر أخرى من بينها أوروبا والسعودية. من جهة أخرى، أكد تقرير "ريج زون" الدولي أن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ستناقش خلال الاجتماع الوزاري الموسع في كانون الأول (ديسمبر) المقبل ما إذا كان يمكن أن يعوض المنتجون السوق عن الانخفاض الحاد والمفاجئ في إمدادات الخام الإيراني، بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران اعتبارا من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. إلى ذلك، قال لـ "الاقتصادية"، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي إنتلجنس"، "إن ضغوط عودة العقوبات الأمريكية على إيران ستكون لها تأثيرات على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني حاليا تهاوي العملة وهرب الاستثمار وتوقف المشترين عن صفقات شراء الخام". وأضاف برايس أن "أوبك" قامت بالفعل بالتعاون مع روسيا وآخرين بزيادة إمدادات النفط بنحو مليون برميل يوميا، لكن من الواضح أن السوق تحتاج إلى مزيد من الإمدادات، وهي الإشكالية الرئيسية التي ستكون الفرصة سانحة لتقييمها خلال اجتماع وزراء لجنة مراقبة خفض الإنتاج في الجزائر الشهر المقبل. من جانبه، يقول لـ "الاقتصادية" أندريه جروس مدير قطاع آسيا الوسطي فى شركة "إم إم إيه سي" الألمانية للطاقة، "إن "أوبك" أقرت خلال اجتماعها الوزاري في فيينا في حزيران (يونيو) الماضي أقرت زيادة إنتاجية تدريجية بعد عام ونصف العام من تشديد السوق، من خلال تطبيق صارم لخفض الإنتاج"، مشيرا إلى أن تلك الزيادة لم تحدد حصص كل دولة، واكتفت بتحديد مستوى امتثال 100 في المائة ووقف التخفيضات الزائدة. ويرى جروس أن كثيرا من دول "أوبك" على رأسها السعودية والكويت والإمارات قادرة على ضخ مزيد من الإنتاج خاصة أن السوق متعطشة لزيادات أكبر، لافتا إلى أن "أوبك" تجد نفسها أمام تحدى إحداث حالة من التوافق بين المنتجين لزيادة الإنتاج بمستويات ملائمة مع الحفاظ على تماسك ووحدة المنظمة. من ناحيتها، تعتقد جولميرا رازايفا كبيرة المحللين فى المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، أن تحديات السوق الحالية والمستقبلية تتطلب الحفاظ على قرارات موحدة لجميع الدول المنتجة سواء تحت مظلة "أوبك" أو تحت مظلة الإعلان المشترك الذي يجمع "أوبك" والمستقلين، ويرسخ مفهوم العمل الجماعي المشترك للمنتجين للحفاظ على استقرار السوق. وأضافت لـ "الاقتصادية"، أن "الحرب التجارية المستعرة بين الولايات المتحدة والصين تثير كثيرا من القلاقل على النمو الاقتصادي خاصة في مرحلة تحتاج فيها السوق إلى الحفاظ على الطلب قويا، وتحفيز الاستثمار فى المشروعات طويلة المدى الخاصة بالنفط والغاز". من جهة أخرى، ارتفعت أسعار النفط أمس مواصلة مكاسبها القوية منذ الجلسة السابقة بفعل تراجع في مخزونات الخام الأمريكية وتعطيلات متوقعة للمعروض من إيران وفنزويلا. وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، في حين سجلت مخزونات البنزين ونواتج التقطير انخفاضا مفاجئا. وهبطت مخزونات الخام بمقدار 2.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع والعشرين من آب (أغسطس) في حين كان محللون قد توقعوا انخفاضا قدره 686 ألف برميل. وأشارت إدارة المعلومات إلى أن مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما ارتفعت بمقدار 58 ألف برميل. وتراجع استهلاك مصافي التكرير من الخام بمقدار 326 ألف برميل يوميا بينما انخفضت معدلات التشغيل 1.8 نقطة مئوية. وهبطت مخزونات البنزين بمقدار 1.6 مليون برميل في حين كان محللون شملهم استطلاع قد توقعوا زيادة قدرها 370 ألف برميل. وتراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 837 ألف برميل بينما كان من المتوقع أن ترتفع 1.6 مليون برميل. وانخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 657 ألف برميل يوميا إلى 5.71 مليون برميل يوميا. وبحسب "رويترز"، كانت العقود الآجلة لخام برنت العالمي عند 77.75 دولار للبرميل مرتفعة 29 سنتا بما يعادل 0.40 في المائة عن إغلاقها السابق، بينما زادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 16 سنتا أو 0.26 في المائة مسجلة 69.70 دولار للبرميل. وارتفع خام برنت أكثر من 9 في المائة منذ 15 آب (أغسطس)، وزاد غرب تكساس الوسيط أكثر من 7 في المائة على مدى الفترة ذاتها. وقال وليام أولوخلين المحلل لدى "ريفكين" للأوراق المالية في أستراليا، "إن أسعار النفط ارتفعت بفعل تراجع غير متوقع في المخزون الأمريكي، حيث تراجع للأسبوع الثاني على التوالي، إلى جانب بلوغ الطلب على البنزين مستوى قياسيا مرتفعا. من جانبه، يعتقد ألفونسو إسبارازا المحلل لدى "أواندا" للوساطة في العقود الآجلة أن العقوبات الوشيكة على إيران بدأت تؤثر في المعروض النفطي، ما رفع أسعار الخام. وقال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية "إن أسواق النفط العالمية قد تشهد شحا في المعروض قرب نهاية العام الجاري بسبب قوة الطلب والضبابية بشأن إمدادات بعض الدول المنتجة للخام. وذكر بيرول بعد اجتماع مع دارمندرا برادان وزير النفط الهندي "بالتأكيد هناك بعض المخاوف من أن أسواق النفط قد تشهد شحا في المعروض قرب نهاية هذا العام ومن ثم يجب أن تكون الدول الكبرى المستوردة كالهند وغيرها مستعدة". وأشار بيرول إلى أن أسواق النفط قد تشهد شحا بسبب "النمو القوي جدا في الطلب، وهناك مشكلة كبرى هي أن إنتاج فنزويلا ينكمش". وأوضح أن إنتاج فنزويلا هبط إلى النصف في العامين الأخيرين، مضيفا أن "هناك هشاشة في الإنتاج أيضا في دول بعضها في الشرق الأوسط. ويتوقع بيرول أن يشهد إنتاج فنزويلا النفطي مزيدا من الانخفاض بعد أن هبط إلى النصف في السنوات الأخيرة.
مشاركة :