استقبل قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المجمع العام لرهبانيّة "Oblati di San Giuseppe" ووجه الأب الأقدس فى هذه المناسبة كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يشكّل المجمع العام في حياة معهد للحياة المكرّسة وقفة نعمة مميّزة، بالتأكيد لأفراده وجماعاته وإنما أيضًا للعديد من الوقائع الكنسيّة والراعويّة والعائليّة.وأضاف البابا فرنسيس أن الرسالة التي نقلها إليكم القديس جوزيبيه ماريلو تُظهر موهبتكم الفريدة في تجسيدكم في الحياة والرسالة مثال الخدمة الذي عاشه القديس يوسف، تشبّهًا بأسلوب حياته الرصين والمتواضع والمجتهد. لقد عاش بأمانة وبساطة دعوته كحارس لمريم ويسوع. لقد كان قريبًا من زوجته في الأوقات الفرحة وتلك الصعبة، وأقام معها إلفة رائعة مع يسوع الذي كان على الدوام تحت نظرهما.وتابع الحبر يقول إذ تغتنون ببساطة القديس يوسف العاملة، أنت مدعوون لتكونوا في العالم شهودًا لرسالة فريدة وبشرى معزّية: أي أنّ الله يستعين بالجميع ولاسيما بالصغار والفقراء لكي يزرع ملكوته وينمّيه. ليطبع حياتكم وفرحكم على الدوام موقف خدمة يسوع في الكنيسة والإخوة مع اهتمام خاص بالشباب والأكثر تواضعًا. أشجّعكم على الاستمرار في العيش والعمل في الكنيسة والعالم بفضائل الروح القدس والعذراء مريم البسيطة والجوهريّة: التواضع الذي يجذب محبّة الآب، العلاقة الحميمة مع الرب التي تقدّس كل العمل المسيحي؛ الصمت والخفاء، متّحدان بالحماس والاجتهاد في سبيل مشيئة الرب بالروح الذي تركه لكم القديس جوزيبيه ماريلو كشعار وبرنامج: "كونوا رهبانًا في البيت ورسلًا خارج البيت". ليلزمكم جميعًا هذا التعليم الحي في روحكم لكي تحافظوا في بيوتكم الرهبانيّة على جوِّ التأمُّل والصلاة، بالإضافة إلى الصمت واللقاءات الجماعيّة، لأنَّ روح العائلة يعزز وحدة الجماعات والرهبانيّة بأسرها.وقال الأب لقد كان القديس جوزيبيه ماريلو يحثُّ أبناءه الروحيين لكي يضعوا في المرتبة الأولى المحبّة والطاعة لتعاليم وإرشادات الحبر الأعظم. إن وصيّة مؤسسكم بأن تكونوا في كلِّ مكان شهود محبّة وأمانة للمسيح وكنيسته لا تزال آنيّة، فأنتم تعلّمون الناس من جميع أنحاء العالم والشباب بنوع خاص بواسطة مثال حياتكم والكلمات بأنَّ مثال القديس يوسف، المكرّس بشكل كامل لخدمة يسوع، لا يزال الدرب الأبسط والأكثر أمانة وجاذبيّة من أجل عيش الحياة والدعوة المسيحية بشكل كامل وفرح.وأضاف الحبر: إزاء ثقافة سطحيّة تعظِّم امتلاك الخيور الماديّة وتعد بالسعادة من خلال طرق مختصرة خطيرة لا تتوقفوا أبدًا عن حث الشباب لكي يقووا روحهم ويكوِّنوا شخصيّة ناضجة قويّة وإنما حنونة أيضًا. إن الفرح الأكبر هو الحديث مع الشباب عن يسوع المسيح وأن تقرؤوا لهم الإنجيل وتناقشوه معهم في الحياة... هذه هي الدرب الأفضل من أجل بناء مستقبل ثابت.وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لتجعل شفاعة القديس يوسف شفيع الكنيسة الجامعة والقديس جوزيبيه ماريلو مؤسسكم عمل مجمعكم العام مثمرًا، ولتعضد رسالة عائلاتكم الرهبانيّة مع العلمانيين الذين يتشاركون روحانيّتكم. أمنحكم بركتي وأسألكم أن تصلّوا من أجلي.
مشاركة :