المغردّون ينتفضون ضد الرقابة

  • 8/31/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمد حنفي | أثار حساب «ممنوع في الكويت» المخصص للرقابة على الكتب في الكويت تهكم وهجوم المغردين على موقع تويتر، حيث شن المبدعون والمثقفون وبعض السياسيين هجوماً لاذعاً على الرقابة وطريقة عملها التي لا تتناسب والعصر، المغردون أعلنوا عن رفضهم لوجود الرقابة في عصر لم يعد فيه المنع مجدياً. حساب «ممنوع في الكويت» الذي ظهر منذ أيام على موقع تويتر يضع نسخاً مصورة من تقارير الرقابة، بحسب زعم الموقع، والتي بموجبها تم منع عشرات الكتب من التداول في الكويت، في مختلف المجالات، كالثقافة الإسلامية والرواية والشعر وحتى الموسوعات التاريخية وكتب التراث العالمي. علماني سبب المنع نشر الحساب صورة من تقرير يتضمن رؤية الرقيب في منع رواية «مئة عام من العزلة» للكاتب الكولومبي الراحل ماركيز، حيث أجيزت الرواية في الكويت حتى الطبعة السادسة وتم منع الطبعة السابعة من التداول، يشير التقرير المنشور إلى اعتراض الرقيب على العبارة الواردة في صفحة 13 وتقول «إنها رائحة الشيطان». وبينما سخر البعض من الرقابة وضع البعض الآخر روابط النسخة الإلكترونية من الراوية على الإنترنت، قال عبدالله الهاجري في تغريدة: «بعد قرار المنع، قراء كثر بدأوا يقرأون لغابرييل غارسيا ماركيز مئة عام من العزلة، بمعنى آخر: ما فائدة منع الكتب وأنت تروج لها؟»، وقالت د. فريدة الحبيب في تغريدة ساخرة: «لا يكون سبب المنع لأن اللي مترجمه اسمه صالح «علماني»؟ يكون جهل مركّب!». مؤهلات الرقيب بينما كتب المخرج المسرحي والكاتب بدر محارب تغريدة يقول فيها: «إذا كان الرقيب يحمل ثانوية عامة وما دون ذلك، وأقصى ما يقرأه هو تغريدات تويتر وقائمة الطعام في المطعم، فكيف سيقدّر قيمة الروايات العالمية مثل: مئة عام من العزلة أو 1984 أو عالم صوفي وغيرها من الأدب العالمي المؤثر؟!». ووضع الحساب نسخة من تقرير الرقيب لمنع تداول موسوعة تاريخية بسبب وجود لوحة من عصر النهضة لمايكل أنغلو، فعلّقت الزميلة الكاتبة دلع المفتي قائلة: «ودي أعمل ريتويت لكل الكتب الممنوعة في الكويت التي ينشرها هذا الحساب لكني عجزت، فهم كثر، قضية منع الكتب في الكويت أصبحت فضيحة أدبية، ثقافية، وطنية». قانون المرئي والمسموع الكاتبة مني الشمري علّقت على الرقابة بتغريدة تقول فيها: «موظف الرقابة بغض النظر عن شهادته متوسط أو جامعي حين يأتيه كتاب أو نص درامي يضع قانون المرئي والمسموع أمامه، ثم تحدث المقصلة بالرفض أو الحذف وطلب التعديل، الرقيب موظف يطبق القانون، والحرب المفروض تكون على القانون والمطالبة بإلغائه»، وطالبت الشمري في تغريدة أخرى بحملة شعبية لإلغاء قانون المرئي والمسموع، لأنه السبب في تسلط الرقيب على العمل الإبداعي سواء في الأدب أو الدراما أو السينما والمسرح على حد قولها. منع الكلاسيكيات وقالت الروائية بثينة العيسي في تغريدة تعليقاً على الموضوع: «منع هذه الكلاسيكيات التي أحدثت منعطفات نوعية في مسيرة الأدب العالمي لا يختلف عن منع الآثار القديمة والمباني التاريخية. إنه منعٌ ينمّ عن جهل بالقيمة الرمزية لكل كتاب في مسيرة الحضارة الإنسانية». أما الكاتب حمود الشايجي، فكتب تغريدة يقول فيها: «هناك مشكلة في قوانين المطبوعات، لكن الأحكام الصادرة من «الموظف البسيط» في الرقابة قائمة على تفسيرات سطحية؛ فهو لا يجتهد رغم منح القانون له مساحة أكبر من التي اختارها؛ فالقانون في اغلب مواده مطاطة وتستوعب التفسيرات لكن «الموظف البسيط» اختار المنع لأنه الخيار الأسهل». بينما وضع المغرد متعب الشمري صورة غلاف كتاب الزميل حمزة عليان «ممنوع من النشر: تاريخ الرقابة في الكويت»، وغرد قائلاً: «أكثر من 5000 كتاب حتى الآن تم منعها بخطاب من قبل رقابة وزارة الإعلام في الكويت». مجزرة فكرية وسخر الناشر والكاتب د. ساجد العبدلي بقوله: «من واقع التجربة، لا توجد عندهم أي معايير واضحة ولا آلية موضوعية ولا منهجية علمية… مجرد ارتجالات موظفين لا تعرف كيف ترد عليها أو تناقشها.. طريقتهم في أحيان كثيرة على طريقة، ليش مو لابس طاقية!». وأخيراً، يقول د. فواز فرحان في تغريدة تجسد وضع الكويت بين الأمس، حيث كانت منارة ثقافية وبين واقع الرقابة اليوم، فيقول: «مجزرة فكرية تقوم بها وزارة الإعلام هذه الأيام! بعدما كانت الكويت منارة فكرية تنتج أشهر الإصدارات والسلاسل الثقافية كمجلة العربي وعالم الفكر وعالم المعرفة وغيرها!».

مشاركة :