المحرر البرلماني | طالب عدد من نواب مجلس الأمة، بتطوير القطاع الصحي والنهوض بالمنظومة الصحية في البلاد، من خلال سلسلة من الإصلاحات اعتبرها النواب بوابة لرفع كفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن. وتصدرت تلك المطالبات زيادة مخصصات وزارة الصحة من الدولة، لتمكينها من النهوض بالخدمة العلاجية المقدمة، وتمكينها من زيادة المشروعات الانشائية المتعلقة بالقطاع الصحي والأبنية الطبية وتزويد المستشفيات والمراكز الصحية بأحدث الأجهزة والوسائل الطبية الحديثة، ورفع كفاءة المنظومة الصحية. كما دعا النواب من خلال حزمة مقترحات رفعت إلى الحكومة، إلى تخفيف الضغط على المستشفيات من خلال تجهيز المراكز الصحية التابعة للوزارة، وكذا المستوصفات بجميع التخصصات والأجهزة والأدوات الطبية والكفاءات العلاجية والتمريضية على مدار الساعة. وتضمنت الحلول التي طرحها النواب خلال رؤيتهم لتطوير القطاع الطبي استحداث اقسام متخصصة لطب الأطفال في كل المراكز الصحية ومستوصفات وزارة الصحة لتقديم الرعاية الطبية لشريحة الأطفال. الإعاقات الشديدة ودعا نواب إلى اعادة تقييم بعض الأمراض، واعتبارها من الاعاقات الشديدة، نظراً لما تمثله من معاناة لأصحابها وما تصاحبها من مضاعفات شديدة تحول بينهم وبين ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. وحول الاستحقاقات العلاجية لبعض شرائح المجتمع، أكد النواب ضرورة زيادة دعم العقاقير الطبية اللازمة لمرضى الأمراض المزمنة، نظراً لارتفاع اسعار الأدوية وتكاليف المعيشة التي تزيد من معاناة هؤلاء المرضى. ووجه النواب إلى ضرورة الاهتمام بشريحة كبار السن، واستحداث اقسام متخصصة في تقديم الخدمات والرعاية الطبية وتسهيل اجراءات المراجعين من كبار السن، نظراً لظروف تلك الشريحة الصحية والعمرية والتي تضاعف معاناتهم. ولم تخل مطالبات النواب المتعلقة بتحديث المنظومة الصحية من مطالبات باستحداث أقسام ومستشفيات وعيادات خاصة، تستهدف علاج بعض أصحاب الأمراض المزمنة والوبائية والأمراض الوراثية وأمراض الجهاز التنفسي واستحداث مستشفيات جراحات اليوم الواحد، ومراكز لعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة. حق دستوري من جانبه، اكد النائب حمدان العازمي أن الرعاية الصحية حق من حقوق المواطن الاساسية التي كفلها الدستور الكويتي، فضلاً عن أن هذه الرعاية ومستوى الخدمات الصحية التي يتم توفيرها للمواطنين هي أحد المعايير المهمة لتقدم الدول ورعايتها لمواطنيها. ووجه النائب حمود الخضير إلى ضرورة انشاء مستشفيات خاصة بذوي الإعاقة الذهنية والحركية من أجل توفير الرعاية الصحية لذوي الاحتياجات الخاصة، بوصفها إحدى أولويات الدولة التي ينبثق من مشروعيتها حق ذوي الاحتياجات الخاصة في فرص متكافئة مع غيرهم في جميع مجالات الحياة. وأضاف الخضير أن مستوى العناية والرعاية بالمعاق يشكل أحد أهم المقاييس العالمية الـتي تقاس بموجبه حضارات الأمم ومستويات تطورها. المستوصفات وأوضح النائب محمد الحويلة أن مراكز الرعاية الصحية الأولية (المستوصفات) تعد ركيزة اساسية في النظام الصحي، حيث تخدم شريحة كبيرة من المواطنين، وتقدم العلاجات الوقائية والعلاجية والتأهيلية لهم. وأضاف الحويلة أن المستوصفات تعد أيضاً خطوة اولى قبل التوجه للمستشفيات، وخاصة في الحالات التي يمكن علاجها في تلك المراكز، مستطرداً أنها تساعد في تخفيف الضغط على المستشفيات بشكل عام وتخدم أهالي المناطق التي تقام فيها المراكز بشكل خاص. ورأى الحويلة أن هناك بعض القصور في واقع الخدمات الصحية المقدمة من خلال مستشفيات وزارة الصحة، يظهر في منح المرضى مواعيد بعيدة للمراجعة لا تتناسب مع حالاتهم الصحية، سواء كانت تلك المواعيد للتشخيص أو للفحوصات. مراكز الإسعاف ودعا النائب فيصل الكندري إلى الاهتمام بمراكز الإسعاف وزيادة عدد المسعفين من خلال الاهتمام برواتب المسعفين وسائقي سيارات الاسعاف، مؤكدا أن سبب نقص المسعفين وعزوف الشباب عن العمل في تلك الوظيفة يعود إلى تدني رواتب المسعفين لمستوى أقل من طموح الشباب، وعدم وجود حوافز مادية تشجعهم على الانخراط في هذه الوظيفة. وأشار النائب عسكر العنزي إلى عجز المراكز الصحية والمستوصفات عن تغطية الحاجة المتزايدة لتخصصات طب الاطفال، موضحاً أن طب الأطفال من أبرز التخصصات الطبية التي ازدادت مساحتها بين مختلف انواع الطب واقسامه، نظراً لكبر الشريحة التي يستهدفها هذا التخصص. وطالب العنزي بتجهيز تلك المستوصفات بكوادر طبية متخصصة في طب الأطفال لتخفيف الضغط عن المستشفيات وتلبية حاجة المواطنين أصحاب الأطفال المرضى. كما دعا العنزي إلى استحداث نظام مستشفيات جراحات اليوم الواحد، وتزويد تلك المستشفيات بالكوادر الطبية المؤهلة، من أجل الحد من كثافة المراجعين في المستشفيات العامة وحل أزمة انتظار المرضى مددا طويلة من أجل اجراء عمليات جراحية قد تكون بسيطة. أسعار الأدوية على صعيد متصل، طالب النائب ماجد المطيري بضرورة دعم الدولة للادوية والعقاقير الخاصة بالأمراض المزمنة، مبيناَ أن العديد من الأشخاص يعانون من أمراض مزمنة تستلزم أخذ أدوية معينة غير متوافرة لدى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، مما يوجب دعم اسعار تلك العقاقير والأدوية التي تشكل عبئاً مالياً على المرضى. مستشفى جامعي وانضم النائب خالد العتيبي إلى قافلة النواب المطالبين بتحسين المرفق الطبي والخدمات العلاجية في البلاد، من خلال الإشارة إلى ضرورة وجود مستشفى جامعي، ليكون بمنزلة مرجعية اكاديمية علمية وتدريبية رسمية تختص بالتعليم والاشراف الطبي والتدريب للاطباء الكويتيين لمرحلة ما بعد درجة البكالوريوس. ورغم أن مطالبات النواب ذهبت في بعضها إلى اصلاح نوعي في بعض قطاعات الخدمة العلاجية المقدمة للمواطن، فإن وزارة الصحة تستطيع الاستجابة إلى جانب كبير من حزمة الإصلاحات التي نادى بها النواب، من خلال الاهتمام بالمراكز الصحية والمستوصفات، بوصفها محطة أولى في رحلة المريض العلاجية.