ما ان يعي الانسان على هذه الحياة ويدرك ابعادها، حتى يبدأ بطرح العديد من الاسئلة التي ما زالت من دون جواب قاطع، اللهم الا من خلال الايمان بعقيدة سماوية توصله الى قناعة ايمانية. حاول العديد من فلاسفة العالم الخوض في هذا البحر المتلاطم من الاسئلة الصعبة عن اسباب وجود الحياة؟ والى ما يقودنا الموت بعدها؟ وهل من حياة اخرى بعد الموت؟ وكيف يتم اكتساب المعرفة؟ والى غير ذلك من الاسئلة. خاض سقراط في ذلك منذ زمن بعيد وما زالت اجاباته موضع جدل ونقاش، وكذلك فعل افلاطون وارسطو.. ثم جاء دور الفلاسفة المتأخرين ليدلوا بدلوهم في هذا الشأن فشرقوا وغربوا. وحول «نظرية المعرفة» برز العديد من الفلاسفة الذين برزوا في هذا المجال مثل الفيلسوفين ديكارت وكانت اللذين اكدا ان الاحساس والفطرة هما مصدرا الادراك والتصور. وكذلك جون لوك وباركلي وديفيد هيوم الذين يؤيدون ان الاحساس هو الممون الوحيد للذهن البشري، ناهيك عن الفلاسفة الماركسيين. من هنا تأتي اهمية كتابات الشهيد محمد باقر الصدر الذي شرح كل ذلك في كتبه التي منها «فلسفتنا» و«الاسس المنطقية للاستقراء» اللذان يوضح فيهما البعد الاسلامي لكل ذلك ولنظرية المعرفة. وتعتبر كتبه من اهم المصادر الاسلامية المعاصرة في هذا الشأن.. ومع ذلك، فإن هناك بعض المناقشات لآرائه التي صدرت في كتب جديدة، ولمن يحب هذا المجال فإني اذكر له هذين الكتابين «نقد الفلسفة المعاصرة عند السيد محمد باقر الصدر» لعقيل الأسدي، و«الاسس المنطقية للاستقراء في ضوء دراسة الدكتور سروش» للسيد عمار ابو رغيف. ولا شك ان هذه الدراسات والنقد عليها لها اهمية في مجاراة الفلسفة الغربية من جهة، وموازاتها للفلسفة الاسلامية من جهة اخرى، وهي ايضا اغناء للمكتبة العربية من جهة ثالثة وبالأخص للمتعطشين لهذا الجانب من العلوم الانسانية المتطورة يوما بعد يوم. عبدالمحسن يوسف جمال ajamal2@hotmail.com
مشاركة :