هذا المصطلح استخدمه الروس لكل من خدمهم بسذاجة وحمق دون معرفة أهدافهم، حتى أن مدير المخابرات الأميركية السابق مايكل هايدن اعتبر الرئيس دونالد ترامب بالنسبة إلى الروس هو الأحمق المفيد. وما شدني في هذا المصطلح الأعداد المهولة من الحمقى المفيدين في عصرنا هذا، وخصوصا العرب منهم الذين يخدمون أعداءهم بسذاجتهم دون أن يعرفوا أهدافهم. لدينا من الحمقى المفيدين الكثير، منهم من يستفيد منه شيخ، ومنهم من يستفيد منه تاجر، وآخر يدافع عن نائب فاسد، والبعض يدافع عن مسؤول مفسد، دون إدراك منهم أنهم يضرون بلدهم ومستقبلهم ويفيدون مصالح الآخرين الخاصة، ولعل هذه الفئة باتت تنكشف لنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشاهد الذباب الإلكتروني المستبسل في الدفاع لا عن فكره أو رأيه بل عن شخوص استخدموه لخدمة أهدافهم. فلدينا أحمق مفيد بلحية وقناع ديني، ولدينا آخر بلحية وعمامة وقناع ديني، وكلاهما يتم استغلاله لخلق فتنة بين أبناء الشعب الواحد ويتفرغ سادتهم لتحقيق مصالحهم وأهدافهم. أيضاً نجد أحمق مفيدا يدافع عن الحرية اللا أخلاقية، يجد مبررات وأعذاراً لقمع حرية الفكر والرأي وحقوق الإنسان ليخدم بذلك أسياده من الطغاة، ولدينا أحمق مفيد من المثقفين والكتاب والإعلاميين والأكاديميين وغيرهم، وتخيلوا كم من الحمقى المفيدين بيننا لا هدف لهم سوى تنفيذ أهداف الآخرين. يعني بالعربي المشرمح: حمقانا المفيدون كثر، جلهم يعملون لتحقيق أهداف المفسدين، فمنهم من يعمل من أجل المال، ومنهم من يعمل لمنصب، ومنهم وزير ونائب، ومنهم ساذج لا هدف له سوى التطبيل لكل من له سلطة ومال، وباعتقادي فإن كثرة الحمقى المفيدين هي سبب تخلفنا، كما أنهم سبب في انتشار الفساد دون أن يدركوا خطورة حماقتهم عليهم وعلى الوطن.
مشاركة :