الفياض مرشّح لرئاسة الحكومة العراقية وواشنطن تُساعد العبادي تحت ...

  • 9/1/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح فالح الفياض، وكما نشرتْ «الراي» في عددها بتاريخ 23 يوليو الماضي، مرشحاً رسمياً لرئاسة الحكومة المقبلة في العراق بوجه حيدر العبادي رئيس حكومة تصريف الأعمال المدعوم أميركياً والذي لم يعد مرشح إيران بل أصبحتْ الولايات المتحدة تساعده من خلال دفع أكثر المكونات والأحزاب العراقية للتصويت له باستخدام أسلوب الترغيب والترهيب.لكن الضربة الأميركية تحت الحزام أتت ضعيفة وتمثّلت بإخراج محاضر التحقيقات التي أجرتْها بريطانيا مع الشيخ قيس الخزعلي، قائد «عصائب أهل الحق»، أثناء التحقيق معه بتاريخ 21 مارس 2007 عند توقيفه ورفاقه ومعهم القائد في «حزب الله» علي موسى دقدوق.وتهدف هذه التسريبات وتوقيتها إلى تذكير السيد مقتدى الصدر - زعيم أكبر كتلة انتخابية بـ 54 نائباً - بالشرخ الموجود فعلاً بينه وبين الخزعلي، كما تهدف لمنْع محاولات قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني وموفد «حزب الله» اللبناني الى العراق لجمْع المكونات الشيعية الخمسة تحت مظلة واحدة بهدف ضرب الجهود الأميركية لحصْر القيادة بيد العبادي مدعوماً بالصدر لأنه أشهر العداء في محطات عدة لإيران.ويشتدّ الصراع السياسي في العراق حيث يصرّ العبادي على الالتحاق بركْب أميركا بشخص المبعوث بريت ماكغورك الذي يصول ويجول على كل الزعماء السياسيين ليلحّ عليهم - وخصوصاً الاكراد والسنّة الذين يمثلون بيضة القبان - دعْم العبادي والصدر.وقد أصدر العبادي أمراً بعزل فالح الفياض من مسؤوليته كقائد لـ«الحشد الشعبي» ومستشار للأمن القومي وقائد للأمن الوطني بالتزامن مع تأكيد ترشيح الفياض. وهذا يدل على مدى تمسك العبادي بإعادة انتخابه وكذلك نيته بعدم الالتحاق بمسعى سليماني - «حزب الله» لتوحيد الصف الشيعي. ولكن هناك نقطتين، حسب مصادر عراقية مطلعة، يجب التوقف عندهما: * أن المرجعية الدينية في النجف لا تريد التدخّل في الانتخابات ولا يهمّها جمْع الأطراف الشيعية الخمسة وتريد البقاء بعيداً عن تحالف الشيعة لعدم إيمانها بأحقية أي طرف سياسي بمَن فيهم العبادي.* تصريح هادي العامري - زعيم تنظيم «بدر» وقائد في «الحشد الشعبي» - حول ان أي حكومة تأتي الى المنطقة الخضراء لتتسلّم الحكم على رأس دبابة أميركية ستسقط بعد شهرين.وإذا كان موقف المرجعية مردّه الى أنها تريد النأي بالنفس عن الصراع السياسي وأن تبقى الى جانب الشعب لعِلمها أن أي حكومة لا تستطيع خدمة الناس وتأمين الخدمات الأساسية ومنْع الفساد باعتبار أن الوجوه السياسية هي نفسها، فإن ثمة مَن يرى أن موقفها الحيادي يصبّ في مصلحة أميركا بطريقة غير مباشرة ولا يصبّ في مصلحة الشيعة لأن توحيد الصفّ من أهمّ أهداف القادة الروحيين، من حيث المبدأ.أما موقف العامري فهو ينطق ويبشّر بحربٍ ضدّ أميركا في العراق وباضطراب سياسي وعسكري من الممكن أن تشهده بلاد الرافدين بسبب الانقسام الداخلي بين الأطراف الشيعية والسنية والكردية، إذ لا توجد طائفة متفقة في ما بينها. لكن العقوبات الأميركية على إيران والتزام العبادي بها يفرض على طهران وحلفائها العراقيين عدم التفاوض حول مركب نجاة إيران من العقوبات الذي يمرّ عبر العراق، ولهذا فإن إيران لن توفّر جهداً لضرب أميركا في العراق وربما في أماكن أخرى في الشرق الأوسط عبر حلفائها إذا أتت حكومة مدعومة أميركياً الى زعامة بلاد ما بين النهرين.أيامٌ صعبة تنتظر العراق، وفقاً للمصادر، فلا أحد من الكتل الكبرى يضمن لنفسه الفوز. وإذا فاز معسكر إيران، فإن أميركا لن ترحم العراق. وإذا فاز معسكر أميركا، فإن الجنود الأميركيين سيكونون بمثابة رهينة في أيدي إيران وحلفائها، وهذا ما سيُسْقِط ترامب سقوطاً مدوياً ولكن سيهتزّ معه العراق كلّه.

مشاركة :